المنطقة بحرب… مسيرات ايرانية على اسرائيل وأميركا مستنفرة

لبنان الكبير / مانشيت

الحرب المعلنة منذ أيام وقعت ليل أمس مع إطلاق ايران عشرات المسيرات من أراضيها في “الرد المنتظر” باتجاه اسرائيل التي استعدت لملاقاتها، اذ يستغرق وصولها ساعات، وسط استنفار أميركي لتوفير دعم كامل لتل أبيب التي عادت “محظية” الغرب بعد الالتباس في العلاقة جراء المجازر التي ارتكبتها حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة، ليدخل الشرق الأوسط مرحلة متفجرة بالاحتمالات الخطيرة المفتوحة على “حرب عالمية مصغرة”.

وأعلن الحرس الثوري الايراني عن شن عملية بطائرات مسيرة وصواريخ “رداً على جريمة الكيان الصهيوني بقصف قنصليتنا في سوريا”.

وأكّد الجيش الاسرائيلي إطلاق إيران طائرات مسيرة من أراضيها صوب إسرائيل، وقال في بيان: “نحن في حالة تأهب قصوى ونراقب الوضع باستمرار. منظومة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة وسفن البحرية في حالة تأهب قصوى”.

وأضاف البيان: “الجيش الاسرائيلي يراقب جميع الأهداف… نطلب من المواطنين الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية”.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش يستعد لاعتراض الطائرات المسيرة الايرانية وستكون هناك اضطرابات في نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس)، مشيراً إلى أن القوات الجوية الاسرائيلية تتبع الطائرات المسيرة وتدرك أنها ستستغرق ساعات للوصول.

وكانت هيئة البث الاسرائيلية نقلت في وقت سابق امس عن مصادر لم تسمها أن إيران بدأت بإطلاق العشرات من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، مشيرة الى أن وصول الطائرات المسيرة من إيران إلى إسرائيل سيستغرق ما بين سبع إلى تسع ساعات.

ونقلت المصادر عن تقارير قالت إنها صادرة عن قنوات مقربة من الحرس الثوري الإيراني أنه تم إطلاق نحو 50 طائرة مسيرة نحو إسرائيل.

وأكد العراق اختراق أجوائه بطائرات مسيرة، فيما أغلق مجاله الجوي للطيران المدني، وكذلك فعل الأردن.

الاستيلاء على سفينة حاويات بريطانية

وأعلنت بحرية “الحرس الثوري” الايراني احتجاز سفينة شحن حاويات بريطانية بزعم ارتباطها بإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز، وبثت وكالة “إرنا” الرسمية مقطع فيديو عبر موقعها الالكتروني، عن اللحظات الأولى لهبوط قوات خاصة على متن السفينة التي ترفع علم البرتغال.

وأفادت “إرنا” بأن سفينة “إم سي إس أيرس” احتجزت على يد القوات البحرية في “الحرس الثوري”، مشيرة إلى هبوط قواتها على متن السفينة، قبل اقتيادها إلى سواحل إيران.

إدانات

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس إن طهران نفذت عملية قرصنة، ويجب فرض عقوبات عليها. وأضاف: “نظام خامنئي هو نظام إجرامي يدعم جرائم حركة حماس، وينفذ الآن عملية قرصنة في انتهاك للقانون الدولي”. ونقلت “رويترز” عنه قوله: “أدعو الاتحاد الأوروبي والعالم الحر إلى إعلان الحرس الثوري الايراني منظمة إرهابية، وفرض عقوبات على إيران على الفور”.

ودعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسن “إيران إلى الإفراج عن السفينة وطاقمها الدولي فوراً”، معتبرة أن “احتجاز سفينة مدنية من دون استفزاز يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وفعل قرصنة ارتكبه الحرس الثوري الايراني”.

ترقب الرد الايراني

وزادت حادثة الاستيلاء على السفينة البريطانية من منسوب التوتر في المنطقة الذي تسبب به استهداف اسرائيل القنصلية الايرانية في دمشق، وسط ترقب لرد طهران.

ونقلت “إرنا” عن كبير مستشاري المرشد الايراني الجنرال يحيى رحيم صفوي قوله إن “الصهاينة في حالة تأهب” منذ مقتل العميد محمد رضا زاهدي، وضباط من “الحرس الثوري” في قصف القنصلية الايرانية.

وأضاف صفوي: “الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع، وأعلنوا الاستنفار، وأوقفوا هجومهم المرتقب على رفح؛ لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران أن تفعله، ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك فإن الخوف يلف الكيان الصهيوني وحُماته”.

في المقابل، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل “تترقب عن كثب هجوماً محتملاً” عليها من جانب إيران وحلفائها في المنطقة، من دون تقديم مزيد من التفاصيل عن طبيعة هذا التهديد.

وأوضح غالانت في بيان أنه يتعين على الاسرائيليين أن يستجيبوا لأي أوامر قد تصدر عن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش، التي ترصد الصواريخ القادمة والتهديدات الجوية الأخرى حتى يتمكنوا من معرفة ما إذا كان عليهم الاحتماء أم لا.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن غالانت قوله إن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين زودوا إسرائيل “بقدرات جديدة” لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل. وأشار الى أن إسرائيل تتابع عن كثب الهجوم المحتمل من إيران ووكلائها، مشدداً على أن بلاده عازمة على حماية مواطنيها مما وصفه “إرهاب” إيران.

وكشف غالانت عن قيام إسرائيل بتعزيز منظومتي الدفاع الجوي والهجوم خلال الأيام القليلة الماضية، قائلاً: “سنجد السبيل للرد على أي هجوم”.

وفي وقت سابق أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع لويد أوستن بحث هاتفياً مع غالانت “التهديدات الاقليمية الطارئة”، وأكد له “دعم واشنطن الراسخ للدفاع عن إسرائيل”.

وأضافت الوزارة في بيان أن أوستن أكد لغالانت أن إسرائيل يمكنها الاعتماد على الدعم الأميركي للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات من إيران ووكلائها الاقليميين.

بايدن يقطع إجازته

ويأتي الاتصال بعد وقت قليل من إعلان شبكة تلفزيون “سي.إن.إن” الأميركية أن الرئيس الأميركي جو بايدن قطع عطلة نهاية أسبوع في دارته العائلية وعاد إلى واشنطن لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي في ملف الشرق الأوسط، مع تصاعد التوتر وسط تخوّف متزايد من هجوم على إسرائيل.

وكان بايدن أعلن الجمعة أنه يتوقّع رداً إيرانياً “عاجلاً وليس آجلاً”. وقال في وقت سابق من الأسبوع الحالي إن طهران “تهدد بشن هجوم كبير”.

وبحسب ما أعلن البنتاغون الخميس، توجه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع القيادة العسكرية فيها بشأن المخاطر الأمنية.

استعداد إسرائيلي

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن كل القوات على أهبة الاستعداد وعشرات من الطائرات تقوم بدوريات في إطار الاستعداد للتهديد الإيراني، وقال المتحدث باسمه: “أجرينا تقويماً للوضع والمصادقة على الخطط استعداداً لهجوم انطلاقاً من إيران”. وكذلك أعلن عن إجراء تغييرات على التوجيهات الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية اعتباراً من الساعة ١١ مساءً بالتوقيت المحلي بعد تقويم الوضع.

وأوضح الجيش في بيان أن هذه التغييرات تشمل حظر الأنشطة التعليمية في أنحاء البلاد، بينما ستقتصر التجمعات في المناطق الخضراء على ألف شخص كحد أقصى.

في المقابل، لن تفرض أي قيود على أماكن العمل في المناطق الخضراء؛ أما في المناطق البرتقالية، فسيسمح بالعمل في الأماكن المغلقة أو في الأماكن التي يمكن الوصول منها إلى الملاجئ في وقت مناسب.

وبالنسبة الى التجمعات في المناطق البرتقالية، فسيسمح بتجمع ما يصل إلى 100 شخص في الأماكن المفتوحة، وما يصل إلى 300 شخص في الأماكن المغلقة، بينما ستغلق الشواطئ أمام الجمهور. وستخضع تلك التعليمات للتحديث، بحسب البيان.

إجراءات احترازية

وبينما ينتظر العالم الهجوم الايراني، حاولت دول أوروبية استغلال الوقت لاتخاذ تدابير سريعة شملت حركة الطيران، وحماية الطواقم الديبلوماسية.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن أفراد عائلات المبعوثين الديبلوماسيين العاملين بالسفارة الألمانية في طهران يعتزمون مغادرتها في ظل التهديد بالتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل.

وفي لاهاي، قالت وزارة الخارجية الهولندية، إنه “في ضوء هجوم انتقامي إيراني محتمل ضد إسرائيل، سوف تغلق هولندا ممثلياتها الديبلوماسية في طهران وأربيل العراقية أمام الزوار”.

وفي سياق متصل، نقلت الوكالة الهولندية عن متحدث باسم شركة الطيران “كيه إل إم”، أن الشركة قررت وقف تحليق طائراتها في المجالين الجويين لاسرائيل وإيران.

وفي سيدني، أعلنت شركة طيران “كانتاس” أمس أنها غيّرت مسار رحلاتها مؤقتاً بين بيرث ولندن بسبب مخاوف متعلقة بالشرق الأوسط، مع ازدياد التوقعات بشن هجوم إيراني على إسرائيل.

كذلك أعلنت شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” وفرعها النمساوي “أوستريان إيرلاينز”، الجمعة، أنهما ستعلقان رحلاتهما من طهران وإليها حتى الخميس 18 نيسان، وأنهما لن تستخدما المجال الجوي الإيراني، بسبب التوترات في الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، دعت فرنسا مواطنيها إلى تجنب السفر إلى إيران ولبنان والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الفرنسية، وكذلك فعلت بريطانيا وروسيا.

“حزب الله” يصعّد

ويبدو أن ذراع ايران الخارجية الأقوى، “حزب الله”، ليست بعيدة عن الرد الايراني، وقد صعّد استهدافاته بصورة كبيرة أمس، بحيث يمكن القول انه كان يوم الأبنية الاسرائيلية، فشن الحزب هجوماً بمسيرات انقضاضية على مبنى في مستعمرة حانيتا يستعمله جنود الجيش الاسرائيلي، وكذلك استهدف مبنى في مستعمرة ايفن ومبنى آخر في مستعمرة شتولا، بالاضافة إلى استهداف تجمعات الجيش الاسرائيلي في موقعي الراهب ورويسات العلم، وكذلك في ثكنة برانيت، وتجمعات للجيش في حرج حانيتا وحرج عداثر، كما أشعل المستوطنات الشمالية المحتلة بعشرات الصواريخ مساء الجمعة.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن نحو 40 صاروخاً أُطلقت من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، وتم اعتراض بعضها في حين سقط الباقي في مناطق مفتوحة، من دون وقوع إصابات.

وقصف “حزب الله” بحسب ما أعلن أيضاً، موقعاً عسكرياً إسرائيلياً في الجولان بعشرات الصواريخ من نوع “كاتيوشا”، وذلك بعدما قال الجيش الاسرائيلي، في بيان، إن “منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت، في وقت سابق من يوم الجمعة، طائرتين مسيرتين متفجرتين أطلقهما مسلحو حزب الله باتجاه الأراضي الاسرائيلية، في حين دوت صفارات الإنذار في بلدة راموت نفتالي تحسباً لسقوط شظايا إثر عملية الاعتراض”.

شارك المقال