الدحداح لـ”لبنان الكبير”: لن ننجر إلى الاستزلام والزبائنية

لبنان الكبير

أكد المستشار في الشؤون الاستراتجية والمحلل السياسي سليم فريد الدّحداح، أن توقيعه على وثيقة الاتهام الدستوري بحق ميشال عون هو لتأكيد رفضه “ممارسات وأداء سياسيّي اليوم والمجموعة الحاكمة”، معتبراً الوثيقة “رسالة إلى الشّعب اللّبنانيّ، وخاصّة الموارنة، بأنّه لا بدّ لهم أن يكونوا متيقّظين رافضين كلّ محاولات جرّهم إلى الاستزلام والشّخصانيّة والزّبائنيّة بحجّة عناوين طائفيّة ومصالح فئويّة”.

وقال الدحداح في تصريح لـ”لبنان الكبير”: “شكرًا لثورة 17 تشرين الّتي أفسحت المجال أمام ولادة مرحلة جديدة للكلمة وللتّعبير عن رأي متحرّر ومستقلّ وعن نقدٍ مواطنيّ يتحلّى بالمصداقيّة، منفتح وشفّاف، غير متأثّرٍ ببيئة قائمة على الطّائفيّة، والزّبائنيّة، والكذب، والتّرهيب والفساد”.

أضاف: “كان من الطّبيعيّ، لا بل من الضّروريّ، أن أشارك وأساهم في التّحليل التّقنيّ الّذي تضمّنته دراسة قانونيّة أكاديميّة متكاملة، قام بتحريرها رجال قانون لبنانيّون علماء، أحرار وشفافّون، لا كَتَبة، كما نعتهم بعض المستزلمين الطّارئين على علم الدّستور، والآتين من خلفيّة مصالحهم المادّيّة، المنظّرين لخروقات خطرة ومستهجَنة صادرة عن رئيس جمهوريّة بلادي، المارونيّ المفترض به أن يكون حامي لبنان الكبير، لبنان الاستقلال”.

وأوضح: “شجّعني أيضًا على المشاركة في هذه المبادرة، كونها ديمقراطيّة ومواطنيّة بامتياز، سلميّة الأهداف، ولأنّها تنسجم تمامًا مع مفاهيم وقيم البيئة العائليّة الّتي وُلِدْتُ وتَرعرعتُ في كنفها، بيئة اختارتْ دومًا التّعلّق بالحرّيّة، والكرامة، والاستقلال، والسّيادة، والمصداقيّة، والشّفافيّة، والوطنيّة، واحترام رأي الآخر، في ظلّ مبادئ الدّولة المدنيّة، بيئة تعاطتْ في أمور الشّأن العامّ، من خلال العلم والضّمير، ونظافة الكفّ. نموذجٌ سار عليه والدي، المرحوم الشّيخ فريد الدّحداح، الّذي كان قاضيًا رئيسًا لأوّل مجلس خدمة مدنيّة فتعلّق بمبادئ استقلاليّة القضاء وتطبيق قدسيّة القوانين، وقدّم الحُكْمَ الجريء العادل والمنصف على أيّ شيء آخر. كما اعتنق دومًا، حياة النّاسك والمتقشّف في تأدية واجباته، بعيدًا عن التّأثيرات الخارجيّة والضّغوط السّياسيّة على أنواعها”.

وأشار إلى أنّ توقيعه على هذه الدّراسة “هو نتيجة استلهامي المبادئ الّتي ربيتُ عليها، وهو بمثابة ناقوس خطر وتأكيد على رفضي ممارسات وأداء سياسيّي اليوم والمجموعة الحاكمة الّتي دمّرت الوطن نتيجة تصرّفاتها الغوغائيّة الفاسدة والمرتهَنة للخارج. كما أنّها رسالة إلى الشّعب اللّبنانيّ، وخاصّة الموارنة، بأنّه لا بدّ لهم أن يكونوا متيقّظين رافضين كلّ محاولات جرّهم إلى الاستزلام والشّخصانيّة والزّبائنيّة بحجّة عناوين طائفيّة ومصالح فئويّة”.

وختم بالقول: “نحن شعب واحد وقلب واحد نجتمع تحت سقف دستور واحد. شعب يؤمن بحصريّة السّلاح في يد جيشه الوطنيّ، ويؤمن بحياد لبنان الإيجابيّ والنّهائيّ، لبنان المستقلّ، السّيّد، الحرّ، الّذي لا ينضوي تحت أيّ علم غير العلم اللّبنانيّ”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً