الثنائي الشيعي رأس حربة “التمديد”… والنواب يسايرون بري علناً

آية المصري
آية المصري

عاد مجلس النواب ليلتئم بالأمس، بعد أربعة أشهر على الجلسة الأخيرة التي عقدت قبل نهاية العام الماضي تحت عنوان أساسي التمديد لقائد الجيش جوزيف عون وقادة الأجهزة الامنية.

وكان الثنائي الشيعي رأس الحربة في جلسة البارحة، ونفذ رئيس مجلس النواب نبيه بري كلامه قولاً وفعلاً عندما أقر المجلس التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لمهلة أقصاها عام، فكلام بري عن أن الانتخابات البلدية لا تحصل من دون الجنوب، تُرجم على أرض الواقع، عندما صوّت النواب لصالح مشروع قانون معجل مكرر للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية المقدم من النائب جهاد الصمد من دون اجراء أي تعديلات عليه، فيما سقط اقتراح كتلة “اللقاء الديموقراطي” الذي يجيز هذا التمديد لفترة وجيزة أي حتى أواخر أيلول المقبل بالاضافة الى سقوط مقترح النائب جميل السيد.

وقال الصمد في حديث عبر “لبنان الكبير” عقب التصديق على مشروع القانون المقدم منه للمرة الثانية على التوالي: “طالما أوضاع البلاد ستبقى على حالها هذه، من حرب دائرة في الجنوب وأوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة سيقدم اقتراح التمديد هذا للمرة الثالثة والرابعة والخامسة، لأن هذه الأوضاع لا تنعكس على الجنوب وحسب، بل على كامل الأراضي اللبنانية”.

جلسة ببندين أساسيين، لم تتعدَّ الساعتين، شهدت مداخلات لبعض النواب، ورد فيها الرئيس بري على كلام النائب طوني فرنجية حول اقتراحاته المقدمة تحت عنوان “معجل مكرر” بالقول: “ما عم بخلونا نشرع”، وفي هذا “لطشة” للقوى الرافضة للتشريع، وتحديداً “القوات اللبنانية” تحت حجة أن التشريع لا يجوز في ظل غياب رئيس للجمهورية.

وبينما كان “التيار الوطني الحر” بيضة القبان في هذه الجلسة، رد عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن على كلام رئيسه جبران باسيل بأنه يرفض التمديد لفترة وجيزة وأن هذا الطلب يندرج ضمن اطار المزايدات والشعارات الشعبوية، ليعود باسيل ويوضح لأبو الحسن أنه لم يقصده في كلامه هذا، بل كان يقصد “زميلاً آخر”.

اذاً، الميثاقية المسيحية حضرت في هذه الجلسة على يد “التيار الوطني الحر”، الذي أمّن النصاب وصوّت لصالح هذا التمديد، في وقت اكتفى بعض الكتل بالامتناع عن التصويت، وصوّت بعض النواب المستقلين ضد هذا التمديد ومنهم النائب ايهاب مطر.

أجواء هذه الجلسة سادتها الايجابية والضحك بين النواب، وقبل انعقادها كان واضحاً أن النواب مشتاقون الى بعضهم البعض، بحيث حضروا قبل الوقت المحدد وزينت الابتسامات أحاديثهم من وقت الى آخر، وكان واضحاً ارتياح نواب كتلة “التنمية والتحرير” الذين أكدوا أن التمديد حاصل حاصل ولا خوف عليه ولا على النصاب.

وقبل أن يرنّ جرس القاعة، صدم الحضور بنواب التغيير الذين جاؤوا الى مجلس النواب لعقد مؤتمر صحافي يؤكد مقاطعتهم الجلسة ورفضهم للتمديد الذي سيحصل. وأوضحت النائبة بولا يعقوبيان عبر “لبنان الكبير” أنها ترفض هذا التمديد الحاصل لسنوات متتالية، “نتيجة مصلحة أحزاب السلطة اللعينة”.

ولدى سؤالها عن حضور زميلتها “التغييرية” حليمة قعقور ودخولها القاعة، اكتفت يعقوبيان بالقول: “لا أعلم موقف قعقور وأنا أعرف فقط موقف النواب الستة التغييريين”، وقصدت هنا النواب: ياسين ياسين، ابراهيم منيمنة، ملحم خلف، نجاة صليبا وفراس حمدان، مع العلم أنهم لم يصعدوا الى “البلكون” واكتفوا بعقد مؤتمر من داخل غرفة الصحافة.

أمام كل هذه المجريات، لا شك في أن بعض النواب وقف على رغبة الرئيس بري وأمّن النصاب، فيما يبقى السؤال لماذا لم تتنازل “القوات” وتساير بري الذي وعدها بالتمديد لقائد الجيش ونفذ وعده؟ وهل ستنجح في الطعن الذي ستقدمه الى المجلس الدستوري؟ ومتى سيفتح المجلس أبوابه لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية؟

شارك المقال