ظلم الغرب وسقوط القناع

حسناء بو حرفوش

يعكس الوضع في الغرب الكثير من التناقضات خصوصاً في ما يتعلق بالظلم الذي يلحق بغزة، حسب مقال في موقع “Tribune”. ووفقاً للمقال، “في هذه المنطقة من العالم حيث قد يستوقفك صندوق بريد أخرج من الخدمة خوفاً من إزعاج الطيور، يمر كثر مرور الكرام من دون إظهار أي درجة مشابهة من الانسانية والتعاطف إزاء ما يحصل في غزة. الوضع المحزن وشبه الكارثي في غزة، والذي يشمل انعدام الأمن والخدمات الأساسية والرعاية الصحية والغذاء والمياه، وقبل كل شيء القسوة التامة تجاه الكرامة الانسانية والكياسة، هو جريمة لا توصف من جانب جميع البشر، ونحن نشاهد بلا حول ولا قوة قتل الأطفال في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على المدنيين في غزة. وحرم هؤلاء آلاف المرات، من أدنى حقوق إنسانية، أو كرامة، أو شرف… أو حتى الحق في الوجود.

وتعكس المراجعة المتأنية للتغطية الاعلامية الغربية المطبوعة والالكترونية لحرب غزة اتجاهات مثيرة للقلق:

  • أولاً، التركيز على الأعذار للتخفيف عمداً من حدة رد الفعل الاسرائيلي المفرط، بحيث تم إجلاء الملايين عدة مرات، ودفعهم إلى الجنوب. وقُتل أكثر من 35 ألف إنسان، من جميع الأجناس والأعمار، بما في ذلك أكثر من 13800 طفل، وأكثر من 1000 طفل بترت أطرافهم.
  • ثانياً، يشكل وقف إطلاق النار حلماً بعيد المنال بالنسبة الى بقية العالم، بحيث أن القوة العظمى الوحيدة، الولايات المتحدة، التي تدافع عن شبح حقوق الانسان والديمقراطية في التعامل مع دول مثل الصين، على سبيل المثال، تستخدم حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
  • ثالثاً، ناضل الغرب لفترة طويلة، بقيادة الولايات المتحدة من أجل النظام القائم على القواعد وسيادة القانون وكرامة الانسان وحقوقه؛ والفرصة والتسامح. ويتساءل المرء عما إذا كانت الناس في غزة تتمتع بأي حقوق إنسانية أو أقل إذا كانت الديموقراطية مخصصة فقط للنصف الشمالي من الكرة الأرضية، وإذا كان للفلسطينيين أي حق في إقامة دولة خاصة بهم، على أرض يمتلكونها منذ فترة طويلة كما يعرفها التاريخ. حتى المعايير المزدوجة فضحت… بلا خجل.
  • رابعاً، الخطاب الصادر عن الشخصيات البارزة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يصر على “التدمير الشامل” لحماس. لكن العنف لن يولد إلا المزيد من العنف.
  • خامساً، اللغة السائدة هي لغة الكراهية والتجريد من الانسانية، بالاضافة إلى رفض المساعدات، وتفاقم البؤس الانساني، والتعنت. العالم يشهد محرقة جديدة في القرن الحادي والعشرين.
  • سادساً، لا يستطيع أحد أن يمنع النظام الاسرائيلي اليميني، الذي يقوده رجل مهووس بالبقاء السياسي، من اتباع مسار مليء بالتطرف ومحفوف بالمخاطر، ويصل إلى حد التطهير العرقي. نتنياهو يتحدى الأمم المتحدة والرأي العام العالمي والضمير الحي ولا أحد يجرؤ على منع إسرائيل من سياستها تجاه النساء والأطفال العزل. يا له من عار، وكم هو إجرامي ذلك الصمت والاهمال!
  • سابعاً، لا يزال الكثير من التساؤلات يطرح حول كيفية اعتبار الولايات المتحدة أن إسرائيل تمثل مصلحة أميركية دائمة. لقد سقط القناع بفعل الظلم الشديد ضد الانسانية، والغرب يسير في حقل ألغام بلا نهاية، والخسائر كثيرة للغاية.. في صفوف الأخلاقيات!”.
شارك المقال