“أول دخولو صهريج ع طولو”

الراجح
الراجح

حالة نجيب ميقاتي مع “حزب الله” تشبه حالة مَن يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا ابوه يسامحه ولا اللص يكافئه.

قبل ان يتعرف الميقاتي على وجوه وزرائه أطل الامين العام لـ”حزب الله” عشية الثالث عشر من ايلول ليرسم للحكومة مسارها، وليزف لها خبراً يؤكد ضياع السيادة وتسليم القرار الوطني ليد الحزب حاكماً بأمره مثبتاً نظرية او معادلة الحكم في لبنان والقائمة على ضرورة وجود حكومة ضعيفة تحكمها دولة “حزب الله” القوية. ما يلفت الانتباه الطريقة التي تحدث بها الامين العام من لحظة البداية وحتى النهاية حيث استهل كلمته بعد التعزية برحيل احد الفقهاء وغيره ممن استحق الذكر ليذهب الى تحديد جدول كلمته، فقال بالحرف ان كلمته ستتناول ما استجد في لبنان وما استجد في فلسطين واخيراً احداث 13 ايلول 1993 على جسر المطار.

تأملوا العناوين جيداً بـ “ما استجد في لبنان” وهو الأهم، لأنه يأتي معطوفاً على البيان الذي اصدرته الرئاسة الايرانية بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والايراني ابراهيم رئيسي، حيث قال البيان: “يجب التكاتف بين ايران وفرنسا و”حزب الله” لتشكيل حكومة قوية في لبنان”. واستكمل الامين العام الترجمة للبيان الذي اعتبره احدى الدول الى جانب فرنسا وايران فبدأ قائلاً انه سيتحدث “عما استجد في لبنان” وكأنه ليس لبنانياً ولا يمثل جزءاً من الدولة، ولو كان مقتنعاً بأنه جزء من النسيج كما يرغب كثيرون بوصفه لكان تحدث عن التطورات الاخيرة او تسوية الساعات الاخيرة التي انتجت الحكومة الجديدة وترك الحديث عما استجد في وطنه الى كل الاجانب الذين يهتمون بالمستجدات في لبنان!

وأكمل الامين العام الحديث عن المستجدات ليعلمنا بوصول باخرة المازوت الايرانية الى بانياس، مستفيضاً بشرحه خط السير للصهاريج التي ستحمل المازوت الى لبنان والجهة التي ستخزنها “مستودعات محطة الأمانة” المدرجة على لائحة العقوبات الدولية بحسب ما اكد لنا الامين العام والى آخر القصة او بداية المسلسل العائد لبواخر النفط الايرانية المرسلة الى لبنان.

لن أطيل كثيراً قبل طرح السؤال على حكومة الميقاتي: “خرجت على الدستور وعن الالتزام بما قرر رؤساء الحكومة السابقون وطبعاً انت منهم، وبعد ان أدخلت اللواء عباس ابراهيم واستعنت بالاصهرة لتشكيل الحكومة وما ذرفت من دموع في اطلالتك من القصر الجمهوري للاعلان عنها” حكومة العزم، وجيد تغيير اسمها لاحقاً. وعدتنا بعودة الدولة، فالسؤال: لماذا لم تخبرنا بأنها عائدة بالصهريج؟!

شارك المقال