الثورة وآكل الثلج

الراجح
الراجح

“تتوقف السيارة فجأة، ترمي شاباً مغطى وجهه بالدماء. هذا هو ابن جيراننا، اعادوه بعد اعتقاله من مقهى الانترنت. في الايام اللاحقة تفشل كل وسائل الأم والأب والقريبين لثنيه عن عادة جديدة: إنه يصّر على أكل الثلج، لا يتوقف عن ذلك.

قال للطبيب: “أعلم ان لوزتَي ستلتهبان، تتضخمان، ربما تسدّان مجرى التنفس، لا يهم” وطلب اليه ان يقترب قليلاً، فيهمس له سراً، “لست مجنوناً، أفعل ذلك كي يغيب صوتي، ولا يكتشفني رجال المخابرات وانا اهتف مع الشباب في تظاهرة الغد”. وما زال الطبيب محتفظاً بالسر، حتى عندما قام بواجب العزاء به…”.

أردت ان ابدأ بهذه القصة لأقول لثوار قاموا بانتفاضة في 17 تشرين الاول 2019 واسموها “ثورة 17 تشرين” ان للثورة ثلاثة أسس اذا خرجت عنها اصبحت في مسار مختلف

1- العقيدة

2- القيادة

3- العدو

لا بأس وبحكم الاختلافات السياسية بين المجموعات القادمة من ايديولوجيات مختلفة من الاستعاضة عن العقيدة ببرنامج سياسي اقتصادي موحد، لكن لا يمكن وبأي حال من الاحوال ان لا يكون هناك قيادة تمثل الثورة، كما انه لا بد من تحديد العدو فشعار “كلن يعني كلن” ليس العدو وبالتالي لا يمكن لثورة ان تنتصر من دون تحديد عدوها والمفترض انه السلطة الحاكمة التي يُعمل على اسقاطها وبعدها تبدأ المحاسبة على كل السياسات التي اعتمدتها مع كافة رموز الدولة العميقة.

ولنعلم انه حين نحدد ميدان المعركة لا بد ان نحدد اعداءنا فيه وعندها يمكننا ان نحدد سلاحنا ضدهم… واذا لم يتحقق ذلك فسنشهد على الكثير من أكلة الثلج…

شارك المقال