دراج الى بعبدا: اتقِ الله بلبنان

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

المعادلة بسيطة. ثمة من يتعب بـ”شم الهوا” بحثاً عن حلول لوطنه. وثمة من بالكاد يغادر قصره ولا يفوّت جهداً لـ”قطع الهوا” عن الشعب والبلد.

رئيس خارج السلطة تفتح له أبواب عواصم كثيرة. رئيس يلتهم السلطة ولا تفتح أبواب قصره الا لمحازبين وشخصيات من الدرجة الثالثة وما دون، ويستحضر السفراء بـ”استدعاءات رئاسية”.

مغزى المعادلة أن بلداً انهار كلياً على كل الصعد ومع كل يوم يمر وساعة تنقضي يخسر من الفرصة الضئيلة لإنقاذه، ومع ذلك لا يتورع من هم أسرى القصر عن دفع الجميع إلى ما بعد بعد بعد الانهيار. لا يتورعون عن قطع كل مسارب الهواء الممكنة.

الصهر أحياناً سند الظهر، لكن في حالتنا، الصهر يكسر ظهر الوطن. كرمال الصهر عطل البلد لوقت طويل وخرقت كل الأعراف والمواثيق الوطنية في وطن “التسويات غير النهائية”.

وما نشهده حالياً هو جنون حقيقي. كلنا محكومون بالموت، مجازاً وحقيقة كما حصل لنا بانفجار المرفأ، فيما “حراس العهد” مشغولون بجنس ملائكة الثلث المعطل وحصة الرئيس.

قد ابتلانا القدر بأن شهدنا الكثير من “إنجازات” الجنرال، في القصف والتدمير. وكُتب على الذين “زمطوا” بحياتهم من “بطولاته” أن يشهدوا مآثره الرئاسية…. خراب على مد النظر.

مثل هذا الصهر يكفي لوحده لـ”تعتيم” عهد بكامله ولو زينته نياشين ومزاعم بطولات، فكيف اذا تجمع الأقارب ومستشارو الشؤم حوله فنشرهم في جسم الدولة وبدأوا بنهشه.

للأمانة كان هو ضد الطائف، الذي ما تحقق أصلاً إلا لترميم ما فعله هو وآخرون من قبله. لكنه بعدما أصبح رئيساً، بقوة “تفاهم” جعل البندقية غير الشرعية أقوى من الدستور، أقسم على الحفاظ على “الطائف/ الدستور” في حين لم يفوت فرصة لضربه وإسقاطه.

المشكلة أنه شاء أن يذكّرنا بأنه ما زال هو… هو الجنرال الذي حارب الكل وأحدث ذاك الدمار العظيم، من أجل الكرسي التي من أجلها وضع نفسه في خدمة مشاريع من وصفهم قبلا بالأعداء.

فما هو المطلوب منا نحن اللبنانيين المنكسرين المأزومين في لقمة عيشنا وفي صحتنا؟ هل نكرر التجمعات والهتافات له على ضوء “قنديل سعيد عقيل” في أدغال “ثكنة بعبدا”؟ هل يريد منا مبايعته “ملكاً” على أنقاض جمهورية؟

فهل من درّاج يذهب من ساحة الشهداء إلى بعبدا فيدق باب القصر ويقول: أحمل رسالة… ما هي؟ اتّقِ الله في لبنان.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً