شيعة لبنان والعرب إلى أين؟

محمد الساعد (كاتب سعودي)

هناك مواطن لبناني تقدم بطلب فيزا شينغن عبر احدى السفارات الاوروبية وتم رفض منحه الفيزا والسبب “حزب الله”، وهناك مواطن لبناني تم فصله من وظيفته والسبب “حزب الله”، وهناك مواطن لبناني تم رفض منحه وظيفة والسبب “حزب الله”، وهناك مواطن لبناني أفلست شركته والسبب “حزب الله”، وهناك مواطن لبناني غير قادر على الاستفادة من مدّخراته وحسابه البنكي والسبب “حزب الله”، وهناك مواطن لبناني يتوسل صيدليات بيروت بحثاً عن مسكّن للحرارة لطفله الرضيع والسبب “حزب الله”، وهناك مواطن لبناني امضى ثلاثة ايام من دون كهرباء في منزله، وحين جاءت الكهرباء حلّت لبضع دقائق ثم عادت للانقطاع لايام اخرى، والسبب “حزب الله”.

هناك مواطن لبناني سيحلّ عليه الشتاء القارس وهو بلا وقود تدفئة، والسبب “حزب الله”.

من الواضح ان مجرد وجود” حزب الله” في لبنان تسبب بالنكبات والكوارث على رؤوس اللبنانيين شيعة وغير شيعة، محولا حياتهم الى جحيم يومي، ومن الواضح ان سياسات الحزب أدت الى مكروهية لبنان في العالم العربي، كما ادت الى مكروهية شيعة لبنان في لبنان وخارج لبنان.

السؤال الكبير ماذا يفعل جمهور الشيعة في لبنان بلبنان، وجمهور الشيعة العرب بدولهم ومستقبلهم في العالم العربي، لقد وصلت سياسة تحالف الاقليات التي تبناها – عون ونصر الله – الى حائط مسدود، ومن المؤكد ان هذا التحالف لن يشعل الحريق في ثياب غيره، ولن يؤدي الى تدمير السنة كما يهدف التحالف، بل سيؤدي الى تدمير الشيعة وتعايشهم قبل غيرهم.

اما آن الأوان ان يستمع جمهور الشيعة في لبنان الى الاصوات العاقلة والرشيدة والعروبية في بيئتهم أمثال الشيخين هاني فحص ومحمد حسن الامين رحمهما الله، والشهيد لقمان سليم، والبرلماني العريق حسين الحسيني، والشيخ علي الامين، والكاتبين علي نون وعلي الامين، والاعلامي نديم قطيش، والسياسي عقاب صقر، والخبير الأكاديمي حارث سليمان، وغيرهم من الذين حذروا مراراً وتكراراً من سياسة العجرفة والتعالي وغرور السلاح التي ينتهجها حزب الله – الشيعي – ومن التدخل السلبي في الشؤون العربية وتهشيم الدولة اللبنانية.

اذا استمر الحال على ما هو عليه فنحن مقبلون لا محالة على صدام سني – شيعي جذري ودموي سيجتاح المنطقة بالكامل من المنامة الى تطوان، ولن يتمكن احد من ايقافه، وبلا اي شك سيكون الخاسر الاكبر فيه هم الشيعة العرب.

إن حزب الله بانجرافه وراء سياسة التحالف مع اقليات استئصالية في لبنان يسعى لتأسيس حركة دموية متوحدة على نفسها تختصر المكان والتاريخ لوحدها فقط، وهو امر غير مقبول على الاطلاق وكأن ساسة الضاحية كما عرابيهم في غفلة عن تلك الدماء التي ستحرق جمهورهم العريض فوق كل ارض وتحت كل سماء.

شارك المقال