“حزب الله” لـ”لبنان الكبير”: كلام جعجع “داعشي”!

محمد شمس الدين

مفاعيل أحداث الطيونة لم تنته بعد، خطاب للأمين العام لـ “حزب الله” عالي النبرة، رد عليه بالأمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في مقابلة ضمن برنامج “صار الوقت” على شاشة الـ”MTV”، أعاد فيها الأسطوانة عينها أن “حزب الله” هو الخطر ولا أحد غيره. ولفت إلى أنه على خلاف سياسي مع حركة أمل في إدارة الدولة، لكن يتفق معها بالوطنية، إضافة إلى جملة من المواقف تبرئ القوات من أحداث الطيونة وتصوّب على الثنائي الشيعي. فما تعليق “حزب الله” و”أمل” على كلام جعجع؟

“حزب الله”: 7 أيار مسيحي يطوّب جعجع قديساً

اعتبرت مصادر “حزب الله” في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “جعجع كان بعيداً كل البعد عن الوطنية، بل إن كلامه مطابق لأدبيات مجرمي الحرب اليوغوسلافية عند تبرير مذبحة سريبرنيتشيا باسم القانون والشرعية، ويكفي استبدال حديثه بكلمة “أهل السنة”، حتى نفس الخطاب الداعشي بحرفيته”.

وتضيف المصادر: “القائد لا يهرب، الزعيم الذي يستحق الزعامة يواجه، طلع إلينا سمير بخطاب ذُهانيّ يستبطن “تروما” من بقايا الخيانة التي تعرض لها يوم زجوا به في السجن نتيجة جرائمه، وعلى الرغم من محاولة المحاور تبرئته، إلا أنه لم يكن موفقا، فقد اعترف جعجع بأنه مسكون بذاكرة خياراته السابقة السيئة، وأصبح تنفسه ثقيلاً عندما أراد الرد على القاضي عقيقي، الذي اتهمه منذ الجملة الأولى بأنه منحاز، ورفض المثول أمام تحقيق مصيري في تاريخ لبنان، بحجة ضرورة فتح قضية هامشية مضحكة، لكونه هو بنفسه أعطاها الشرعية سابقاً من خلال تعايشه القانوني مع الحزب وممثليه، لكن جُلَّ ما يريده هو التهرب من التحقيق”.

وتتساءل المصادر إن كان هناك منهاج عقلي سليم يقبل هذا الخطاب؟ ودعت جعجع إلى تنفيذ ما يحاضر به من “الثقة” بالقضاء، فليحضر أمام القاضي، وكما كان يسوّق، “البريء لا يخاف القضاء”، لكن جعجع ومستشاريه يفهمون بالقانون بمستوى خبرتهم بتحقيق الانتصارات: “صفر”.

واعتبرت المصادر أن “خطابه لم يقنع حتى المحاور الذي كان يحاول إنقاذه عند كل سقطة، ومن الواضح أنه سيستغل المسيحيين الذين يؤيدونه حتى آخر مسيحي في لبنان، وان محاولة استثماره بالمجزرة لا تمر على أحد، فماذا يستفيد “حزب الله” من القيام بـ7 آيار ضد المسيحيين؟ هل احتلال عين الرمانة يمكن أن يوقف التحقيق القضائي في قضية المرفأ؟! بخاصة أن البيطار أثبت أنه شخص استعراضي عنيد، أم أن خياراً كهذا سيجعل الحزب ساقطاً أخلاقياً وسيطوّب سمير جعجع قديساً؟ هل يمكن تصديق هذا السيناريو السخيف؟ ولأنه يعلم أن هذا لن يحصل، تحول فجأة إلى ليلى عبد اللطيف وبدأ التنبؤ والاستثمار على أساسه، وهنا يثبت على نفسه الكذب ككذب المنجمين”.

أمل: كان غير جعجع أشطر

أما مصادر حركة أمل فقد سخرت من محاولة جعجع دق الإسفين بينها وبين “حزب الله”، وعلقت: “كان غيرو أشطر، وأن الحركة تتحمل وجود أمثاله في الوطن، لأنه للأسف في بلد الطائفية، يمثّل شريحة من اللبنانيين”.

واعتبرت المصادر أن الجريمة واضحة، والمجرم وزمرته اعترفوا، بل تباهوا بها، لذلك إن محاولات الذي يريد أن ينّصب نفسه طوباوي لبنان العظيم مكشوفة، تحديدا أن يديه ملطخة بدماء اللبنانيين، وهذا ليس تحليلاً بل هو حقيقة هو بنفسه يتباهى بها ويبررها بحجة الدفاع عن الوجود المسيحي”.

حاولت القوات اللبنانية خلال السنوات الماضية محو الصورة التي يعرفها بها الشعب اللبناني، صورة الميليشيا المجرمة التي اشتهرت بحاجز البربارة والذبح على الهوية، حاولت كثيراً محو هذه الصورة، واختارت ممثلين سياسيين عملهم تبييض الصفحة… لكن يبدو أن هذه الصورة هي التي ستبقى عالقة، لأن القوات عند أي حدث، تبدأ بـ “كوي الزيتي” وشطب الصليب، بدلاً من أن تلتزم بما تحاضر به بأهمية الدولة وسيادتها ومدنيتها.

يا لحظ المسيحيين السيئ في لبنان، ابتلوا بنيرون يطمح إلى توريث صهره، وبهتلر يحلم بالتطهير العرقي.

شارك المقال