موقف القرداحي لا يمثل أحداً… وشبه إجماع على إقالته!

راما الجراح

إذا اختلفت يا معالي الوزير مع المملكة العربية السعودية وخسرت عملك في الـ”MBC” لا يعني أن تجُر الشعب اللبناني المنتشر في بلاد الخليج إلى المصير عينه، فأنت ربحت وزارة، أما هم فلا ينتظرهم شيء سوى زيادة نسب البطالة والفقر في لبنان في حال عودتهم القسرية إلى بلادهم. ألم يكُن مُجدياً أكثر لو طلبت من “برنامج الشباب” عدم عرض الحلقة التي تم تصويرها منذ شهر آب بحسب قولك، أي قبل تعيينك وزيراً للإعلام بنحو الشهر تقريباً تفادياً لأي اضطرابات يمكن أن تؤثر في العلاقة بين لبنان والخليج؟ هل ترى أنه كان من الضروري أن تتلفظ بهذه الكلمات تجاه الأرض والشعب الذي حضنك وأوصلك إلى أعلى المراتب التي عجز عنها حليفك السوري الذي تراه بعين القوة والعظمة؟ لم نراهن عليك منذ أعلن عن اسمك من بين الوزراء المشاركين في الحكومة الحالية، جميعنا يعرفك جيداً، وأصبحنا اليوم نعرفك أكثر!

وكان وزير الاعلام جورج قرداحي أكد أنه “لم يخطئ بحق أحد كي يعتذر وذلك خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للاعلام، وأشار إلى أنه “لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه، وعندما يطالبني أحد الوزراء بالاستقالة أقول انني جزء من حكومة متكاملة ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي”. وأضاف: “الحلقة التي أثارت الجدل أخيرا تم تصويرها في الخامس من آب أي قبل تعييني وزيراً بأسابيع، وأنا ضد الحروب العربية – العربية وما قلته عن اليمن هو بمثابة صداقة مع هذه الدول، واتهامي بمعاداة السعودية أمر مرفوض، اختلفت سابقا بالرأي معهم وخسرت عملي في MBC، لكنني لست ناكراً للجميل”. 

علوش: تبريره تافه والعلاقة مع السعودية ليست بخير

في هذا الإطار، كان لا بُد من الاستيضاح أكثر عن مواقف الأفرقاء السياسيين بشكل عام من الكلام الذي صدر عن القرداحي، ويعلّق نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش على موقف القرداحي بالقول إن “موقف قرداحي معروف أساساً باعتباره الأسد شخصية عظيمة، كما وانه واضح اتجاه حزب الله والسعودية، ودخل الحكومة على هذا الاساس، ولا شك أنه سيكون مُعرضاً للانتقاد عند كل مفترق طريق يحاول إبداء رأيه فيه، وبالأساس الحكومة “لا تهزها واقفة عشوار”، وبطبيعة الحال إذا أرادوا ترميم العلاقة مع السعودية يجب إقالته أو استقالته، لكن أظن أنه لو حصل هذا الشيء فمشكلة الحكومة اللبنانية تتخطى هذه المواقف، فهناك واقع يسمى “حزب الله” في هذا البلد وهو المتسبب الأول في الإساءة للعلاقة مع السعودية، وطالما هذا الحزب ممثل بالحكومة ويديرها لن ترمّم هذه العلاقة”.

وأوضح علوش لـ”لبنان الكبير” أن “كلام قرداحي سيزيد من النقمة الشعبية على اللبنانيين، وإذا كانت استقالته ستتسبب بإصلاح العلاقة مع السعودية يجب أن يقوم بها فوراً، لكن أعتقد أن هناك صعوبة في إعادة هذه العلاقة، وتبريره لموقفه كان تافهاً جداً، وقد يكون من المفروض إستقالته أو إقالته لكن هذا لن يُحسن من العلاقة مع السعودية بسبب وجود حزب الله”. 

ماروني: إما يستقيل أو يُقال

ويؤكد النائب السابق إيلي ماروني في تصريح لـ”لبنان الكبير” أن “هناك تجربة سابقة من وزير الخارجية السابق شربل وهبة وإساءاته المتكررة، وجميعنا يعلم أن العلاقة بيننا وبين السعودية على حافة الهاوية وأي موقف يؤثر فيها سلباً سينعكس تلقائياً على اللبنانيين المنتشرين في دول الخليج كافة، في الوقت الذي نحتاج لدعمهم ومساعدتهم حتى أننا نعتبرهم مصدر إنقاذ للاقتصاد اللبناني، فدول العالم لا تكترث لنا في الوقت الذي تبقى فيه السعودية والإمارات صمام أمان اقتصادياً وسياحياً لسيادة لبنان”.

ويتابع: “هناك ما لا يقل عن 400 ألف لبناني في دول الخليج، لماذا التفريط بمصالحهم بسبب وزير أراد أن يثرثر بمعتقداته ضمن حكومة يجب أن تكون مستقلة، والتي فاجأتنا بوجود وزراء حزبيين يقاطعون الجلسات وآخرين محسوبين على الخط السوري ويفضلون بلدا على بلدهم كجورج قرداحي وغيره”.

ويشير إلى أنه “إذا أطاح القرداحي وظيفته في الإعلام الخليجي بعد أن ملأ جيوبه، فاللبناني بحاجة إلى الرئة الخليجية لمساعدته ولا يحق له أن يتلفظ بأي كلام يسيء له، وأمامه واجب أخلاقي ووطني، إما أن يستقيل أو يُقال!”.

فرعون: إذا أصرّ فليستقِل فوراً

يعتبر الوزير السابق ميشال فرعون في تصريح لـ”لبنان الكبير” أن “كلام الوزير جورج قرداحي يندرج في إطار مواقف ووزير الخارجية السابق شربل وهبة ومرجعيتهما، لكن بالنسبة لنا لا يمثلان لبنان ولا يشبهانه، وأي شخص بموقعه الرسمي لا يستطيع أن يتخذ مواقف كهذه من دون أن يستقيل، فموقفه ليس الموقف الرسمي للبنان”.

ويضيف أنه “يجب أن يتراجع بشكل أو بآخر عن الكلام الذي صدر منه من قبل، وغالبية الشعب اللبناني تعتبر الإمارات والسعودية دولتين شقيقتين ومصابهما مصابنا، ولهما الفضل بالوقوف الدائم إلى جانب لبنان في المِحن، وحتى لهما الفضل الكبير على القرداحي نفسه”.

ويختم حديثه مطالباً القرداحي “بنفي كلامه الذي لا يمثل الحكومة والإعلام، وإذا أصّر على موقفه عليه الإستقالة فوراً”. 

الخطيب: كلام القرداحي لا يمثلنا

ويقول الوزير السابق طارق الخطيب لـ”لبنان الكبير”: “نحرص على علاقاتنا الطيبة والممتازة مع جميع الدول العربية والخليجية ولا سيما السعودية والإمارات، ولا شك أن كلام القرداحي مضر جداً بمصلحة اللبنانيين، ونراهن على رحابة صدر وكرم أهلنا في الخليج للرأفة بالشعب اللبناني المنتشر هناك”.

ويتابع: “أما بالنسبة لإستقالة قرداحي فالأمر يعود للوزير شخصياً، والحكومة اليوم لم تجتمع لاتخاذ موقف معين لكن رئيس الحكومة أعلن موقفه بعد زيارته رئيس الجمهورية وأكد رفضه كلام قرداحي، وبالتالي يجب عليه تقدير موقفه”.

ويختم الخطيب: “أياً تكن الأمور لا أحد يستطيع تعكير العلاقة بيننا وبين أهلنا في السعودية، وهم يدركون حساسية الوضع في لبنان، والوزير بالأساس سمّته جهة سياسية لها وجودها في البلد، وموقفه لا يمثل اللبنانيين ولا فخامة الرئيس ولا حتى الحكومة”.

شارك المقال