لبنان على هوامش قمم العالم والكل بانتظار الانتخابات

المحرر السياسي

بعد قمة مجموعة العشرين في المملكة العربية السعودية عام 2020 تعقد القمة 16 للمجموعة في روما هذه السنة، وسط تمنيات من دول العالم بقرب نهاية جائحة كورونا، بعدما نجحت دول كثيرة في تجاوز نسبة 70% من عمليات تلقيح السكان وعودة افتتاح الأسواق العالمية واستعادة النشاط الاقتصادي لوتيرة متقدمة.

ويتزامن افتتاح هذه القمة مع افتتاح قمة المناخ في مدينة غلاسكو البريطانية، التي يشارك فيها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في ظل أجواء دولية قلقة من مخاطر التغير المناخي.

قمة روما ستركز على جملة ملفات، أبرزها جائحة كورونا ومسألة المناخ إضافة الى التعافي الاقتصادي العالمي ومكافحة سوء التغذية في العالم، فيما قد تتطرق خلال اللقاءات الثنائية لقادة الدول الى بعض الملفات السياسية المهمة لا سيما المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

مصادر ديبلوماسية مطلعة على تحضيرات القمة في روما أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن الملف اللبناني كان على أجندة اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن بالبابا فرنسيس والذي سيجمع البابا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا سيما أن الوضع اللبناني والأزمات التي تعصف به تشغل بال البابا فرنسيس. ولا يزال لبنان في صلب اهتمامات البابا ودوائر الكرسي الرسولي الذي أقام لقاء تأمل روحي لرؤساء الطوائف المسيحية في الفاتيكان بسبب الوضع المثير للقلق في لبنان. وكان قد عرض مؤخراً للوضع في لبنان مع رئيس وزراء فرنسا جان كاستيكس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومن خلال زيارة وزير خارجيته بيترو بارولين الأخيرة وتواصله الدائم مع البطريركية المارونية والقوى السياسية اللبنانية. وفيما وعد البابا بزيارة لبنان بعد الانتخابات سيكون على مسافة قريبة منه في كانون الثاني المقبل خلال زيارته قبرص واليونان.

ووفق المصادر، فإن الأمر سيطرح مع الرؤساء من بوابة مصير المفاوضات الأميركية – الإيرانية في فيينا والمشاورات الإقليمية الحاصلة لإيجاد حلول تسووية في منطقة الشرق الأوسط.

واعتبرت المصادر أن عين المجتمع الدولي تتجه اليوم الى الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، التي من شأنها تحقيق الديمقراطية، مبديةً الخشية من العمل على عدم إجراء الانتخابات في موعدها في ظل التراشق السياسي بين القوى السياسية، والوضع الأمني المهتز بعد أحداث منطقة الطيونة، إضافة الى الأزمة الاقتصادية والمعيشية الحادة التي يرزح تحتها لبنان، ومحاولة ضرب القضاء عبر وقف التحقيقات المتعلقة بملف انفجار مرفأ بيروت مشيرة الى أهمية الحفاظ على استقلالية القضاء وإبعاده عن التجاذبات السياسية. ورأت أن هذه الأمور قد تقوض المساعي الدولية لمعالجة الأوضاع في لبنان وإنقاذه من الأزمات التي يعانيها لا سيما تعطيل عمل الحكومة.

وقد يأتي لقاء البابا فرنسيس مع الرئيسين بايدن وماكرون لتفعيل الاتصالات والضغط من أجل تصويب المسارات في لبنان وعدم تعريض العملية الانتخابية لأي تأجيل، فيما أتت العقوبات الأميركية التي استهدفت النائب جميل السيد المدعوم من “حزب الله” ورجل الأعمال جهاد العرب المقرب من تيار المستقبل وداني خوري المقرب من النائب جبران باسيل، كرسائل قوية واضحة للجهات المعرقلة بضرورة فك الارتباط مع النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة على ابواب مفاوضات فيينا التي تواجه شد حبال أميركيا إيرانيا، ودخول الولايات المتحدة على خط التدخل المباشر في الملف اللبناني من باب مكافحة الفساد. كما لا يمكن فصل هذه العقوبات عن الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية لا سيما بعد مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي ومواقف السفير السعودي في لبنان وليد البخاري والذي غرد برمزية عالية وعظيمة في نقطة على السطر.

إذاً، لا يزال لبنان محور اهتمام دولي وإقليمي وعربي والجميع يترقب الانتخابات المقبلة في العام 2022 وما سيصدر عن القضاء في ملف انفجار المرفأ من أجل إرساء أسس الأمن والاستقرار.

شارك المقال