إيران: الهجمات السيبرانية تستمر وضلوع عناصر داخلية

حسناء بو حرفوش

ربط موقع “سياكل ديجيتال” (Siècle Digital) الفرنسي المتخصص بأخبار العالم الرقمي، “الهجوم السيبراني الذي عرقل عمل شبكة محطات الوقود في إيران بالاحتجاج وبالتنديد ضد نظام قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي”. ولفت المقال إلى أن “هذه المرة الثانية تتأثر فيها البنى التحتية الإيرانية بهجمات من هذا النوع، في غضون أشهر قليلة. فبعد تعطيل نظام السكك الحديد، هاجم المقرصنون هذه المرة محطات الوقود في كلّ أنحاء البلاد. ولم تتبنَّ أي جهة مسؤولية هذه الهجمات الإلكترونية حتى الآن”.

هجوم جديد على البنية التحتية الإيرانية

ووسط انتشار الفرضيات حول هوية المسؤول عن هذا “الهجوم”، يفترض أحد الباحثين الإيرانيين في مجال الأمن السيبراني، أمير رشيدي، أنه “من المحتمل أن مرتكبي هذه الهجمات قد تمكنوا منذ فترة طويلة من الوصول إلى البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات”. وهذا الجهد قد يرقى بحسب الباحث لمستوى الحكومات. ويقول رشيدي: “من الممكن أن يكون هذا الهجوم قد نفذ على مستوى حكومي وأعتقد أن أصابع الاتهام قد توجه بشكل محتمل إلى (إسرائيل). لكن بالطبع، ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الوقت والمعلومات لتأكيد هذه الفرضية. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية خلال أربعة أشهر تتأثر فيها البنية التحتية الإيرانية بالهجمات السيبرانية”.

هجمات سابقة

هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، كما يذكر المقال الذي يلفت إلى الهجوم الذي حصل في تموز 2021، والذي أحدث شللاً في نظام السكك الحديد في البلاد. ومن اللافت أن الأساليب المستخدمة خلال هذين الهجومين المختلفين متشابهة. في ذلك الوقت، نشر القراصنة رقم هاتف مرشد الثورة علي خامنئي، ووجهوا دعوة لركاب القطار لإرسال شكاواهم إليه… وأثناء الهجوم الأخير على محطات الوقود، سيطر القراصنة على اللوحات الإعلانية في الشوراع أيضاً وتوجهوا إلى المرشد الأعلى للثورة فنشروا على اللوحات الرقمية السؤال التالي: “خامنئي أين وقودي؟”.

وبعدما سيطر المقرصنون على النظام الذي يدير محطات الوقود في إيران، أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن الحكومة اعترفت بأن هجوماً إلكترونياً حصل بالفعل. وقد تسبب الهجوم بتعطيل الحياة اليومية لسائقي السيارات الإيرانيين. ونقلت الوكالات الإعلامية عن ركاب السيارات والدراجات النارية عجزهم عن الحصول على وقود من أي مكان وانتظارهم ساعات قبل التمكن من التزود بحاجتهم. كما كتب أمير ناظمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، في تغريدة بتويتر، أنه من المحتمل أن المخترقين قد سيطروا على كامل البنية التحتية لمحطات الوقود في البلاد.

كما يذكّر المقال بهجوم خط الأنابيب في أيار 2021، وتحديداً في الأسبوع الأول من الشهر حين سجل خرق عند نحو الساعة 5:30 صباحًا، ضرب نظام خط الأنابيب وأصابه بالشلل. وكان من المفترض أن يعرقل هذا الهجوم نظام الكمبيوتر لشركة تدير خط أنابيب نفط من ساحل خليج المكسيك إلى نيوجيرسي. واضطر خط الأنابيب إلى التوقف عن العمل لمدة ستة أيام، مما تسبب في ارتفاع هو الأعلى في أسعار الوقود خلال ست سنوات وخفض مخزون برميل الساحل الشرقي بمقدار 4.6 ملايين برميل. وهذا دليل آخر على التأثير الذي يمكن أن تحدثه الهجمات السيبرانية في حياتنا اليومية”.

الموقف الإيراني الرسمي

وكان رئيس منظمة الدفاع المدني في إيران العميد غلام رضا جلالي، قد أشار بناء على “التحليلات الاستخبارية إلى مسؤولية الولايات المتحدة و(إسرائيل) عن الهجوم السيبراني الأخير على محطات الوقود”. وإذ وصف الهجوم بالمعقد للغاية، قال: “حصل الهجوم السيبراني على منظومات الوقود من دولة أجنبية والأميركيين والصهاينة. لكن من ناحية المعلومات الفنية ندرس القضية، ولا يمكننا إبداء الرأي بصورة قاطعة”.

ضلوع عناصر داخلية

ولفت رضا جلالي إلى إمكانية ضلوع عناصر داخلية بالهجوم السيبراني، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تعكف على دراسة الموضوع من هذا الجانب أيضاً. وعلى الرغم من إمكانية حصول الإيرانيين على الوقود من دون بطاقة الدعم المتوافرة، إلا أن ذلك يعني تكبدهم كلفة أكثر ارتفاعاً.

المصدر: Siecle Digital

شارك المقال