“رمان الكبتاغون”… تهريب سوري على خط لبناني

لبنان الكبير

لم يمر ضبط سلطات المملكة العربية السعودية شحنتي 2.5 مليوني قرص كبتاغون (إمفيتامين) مخدر، مخفية داخل أكواز الرمان، على مرحلتين وافدتين من لبنان، مرور الكرام، بل كان وقعها على المزارعين اللبنانيين ضخماً، اذ أصدرت السلطات السعودية قراراَ يمنع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها اعتباراً من الأحد المقبل.

قرار كانت له مفاعيل سلبية على المنتجات الزراعية اللبنانية، لما تشكل لها السوق السعودية والخليجية مساحة واسعة وباباً لإنعاش الاقتصاد المحلي الزراعي.

في المقابل لم يأتِ هذا القرار من فراغ أو من إحباط عملية واحدة، إنما جاء بعد عشرات العمليات الأمنية السعودية التي قامت بتفكيك عصابات وضبط كميات وشحنات من المخدرات والممنوعات أكثرها من حبوب “الكبتاغون”، مخبأة في شحنات غالبيتها زراعية، عبر شاحنات النقل الخارجي وعبر شحنات عبر المرفأ. وكانت كبرى هذه العمليات قبل نحو شهر.

وقالت مصادر أمنية إن التحقيقات كشفت عن ضلوع أسماء لبنانيين وسوريين نافذين في عمليات تهريب الحبوب المخدرة. وأوضحت مصادر أمنية لبنانية متابعة أن الأمن اللبناني أوقف رجل أعمال مقرباً من “حزب الله” والفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، لورود اسمه في تصنيع حبوب الكبتاغون، وبعمليات تهريب مخدرات إلى السعودية ودول أفريقية.

ورجّح مصدر أمني أن شحنة “أكواز الرمان” مصدرها من سوريا، وأن تكون دخلت لبنان عن طريق الترانزيت وشحنت في مرفأ بيروت عبر الخط اللبناني، وأن يكون لهذه العصابة ارتباط وثيق بأشخاص سوريين وسعوديين ولبنانيين.

وقال المصدر إن مهربي المخدرات دائماً يفتشون عن أساليب جديدة في التهريب “حتى إن الأمن يطوّر عمله بناء على تجدد المهربين، ويبدو من خلال ما شاهدناه أن الحمولة موضبة داخل أكواز الرمان بعدما تم تفريغها وتجفيفها ثم وضع كيس النايلون فيها ووضع الكبتاغون في داخلها حبة حبة من دون أن يعلم المهربون أن الأجهزة تطورت وباتت قادرة على كشف مثل هذه الأساليب”

وكشف مصدر أمني آخر لـ”لبنان الكبير” أن استمرار عمليات التهريب عبر الحدود غير الشرعية يفتح جميع أبواب تهريب المخدرات وحشيشة الكيف وحبوب الكبتاغون، الناشطة زراعة وتصنيعاً وترويجاً حالياً في الداخل السوري، وعند الحدود اللبنانية والسورية في منطقة القلمون والقصير السوريتين، وذلك بحماية قوى الأمر الواقع، قوى حزبية لبنانية وأمنية سورية حسب كل التحقيقات في هذا الخصوص.

ورأى المصدر الأمني أن السلطات اللبنانية تحتاج لتقديم ضمانات للسعودية إلى أسبوع للرد على القرار ومعرفة تفاصيل هذه الشحنة لتتبع خط سيرها وصولاً حتى منشئها.

القرار السعودي قال: “انطلاقاً من التزامات المملكة العربية السعودية وفقاً للأنظمة الداخلية وأحكام الاتفاقيات الدولية في شأن محاربة تهريب المخدرات بجميع أشكالها، وبعدما  لاحظت تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق المملكة أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة… فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد 13 / 9 / 1442هـ الموافق 25 / 4 / 2021م، إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة”.

“لبنان الكبير” اتصل برئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي الذي أكد أن الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية. وقال: “هذه المملكة  التي نعتبرها أمّنا وأبانا والرائدة منذ 25 سنة في الاستيراد الزراعي من لبنان وهي وحدها تستورد ما يزيد عن 50 ألف طن سنوياً من المنتجات اللبنانية الزراعية وتحتل المرتبة الأولى في الاستيراد الزراعي”.

وأوضح الترشيشي أن الشاحنة الاخيرة محملة بالرمان و”نحن لا نملك رماناً لنصدّره بل نستورده”. أضاف: “منذ سنتين نلاحظ دخول شاحنات زراعية غير لبنانية المنشأ على خط التصدير عبر لبنان، وكل ما يتم ضبطه من ممنوعات ومخدرات يتبين أنها بواسطة شاحنات سورية المنشأ ولا علاقة لأي مزارع أو مصدّر لبناني بهذا الأمر. إنها شاحنات آتية من سوريا ترانزيت الى مرفأ بيروت، وتحمّل بالبواخر وتصدّر على خط لبناني، وهذا الأمر يتكرر منذ سنتين، ولكن نحن لا علاقة لنا بها، فأوراقها سورية بالكامل ويستعملون الخط اللبناني فقط”.

وطالب الترشيشي بـ”الكشف على  الشاحنات السورية التي تعبر لبنان بشكل ترانزيت من خلال مرفأ بيروت بالتعاون مع الدولة السورية”.

وناشد الترشيشي الرؤساء عون وبري ودياب ووزير الزراعة  التدخل والتواصل مع الجانب السعودي ومعالجة الموضوع بالسرعة الممكنة “لأننا في مرحلة غزارة الإنتاج الزراعي وانطلاق موسم التصدير الزراعي، ونحن اعتدنا منذ 30 سنة التصدير إلى مملكة الخير دون أية عوائق”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً