fbpx

الدائرة الثالثة… المعركة نيابية وارتداداتها رئاسية

هيام طوق
هيام طوق
تابعنا على الواتساب

بغض النظر عن موعد إجراء الانتخابات في 27 آذار أو في أيار، فإن قطار الاستعداد لخوض الاستحقاق الدستوري قد انطلق، ولو بوتيرة بطيئة، إذ إن الأحزاب والتيارات ومجموعات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة أطلقت ماكيناتها الانتخابية، وتعمل على تأليف اللوائح التي لا تزال غير مكتملة وغير نهائية حتى الساعة. كما بدأت معالم خطوط التحالفات الكبرى بالظهور على الرغم من ان لا شيء محسوماً على هذا الصعيد.

وفي وقت يؤكد مسؤولون أن الانتخابات قائمة، يتخوف آخرون من تطييرها تارة لأسباب قانونية وطوراً لأسباب أمنية، فإن الأنظار شاخصة نحو دائرة الشمال الثالثة الأكبر على الصعيد المسيحي، وتضم أقضية زغرتا والكورة والبترون وبشرّي، وفيها 10 نوّاب جميعهم مسيحيون، موزعين بين 7 موارنة و3 روم أرثوذوكس. وتعتبر هذه الدائرة “أم المعارك” بين تيارات وأحزاب وشخصيات مسيحية رئيسية كما أنها أم المعركة الرئاسية المقبلة إذ ستكون الارض الخصبة للمواجهة المباشرة بين المرشحين الثلاثة الأبرز لرئاسة الجمهورية: رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، رئيس ” التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الى جانب رئيس “حركة الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض الذي طُرح اسمه أخيراً في السباق الى القصر الجمهوري.

وما يميز الدائرة الثالثة، بحسب العديد من المطلعين، أنها من أكثر الدوائر التي تكون فيها اللعبة الديموقراطية سياسية بحتة ولا يلعب المال الانتخابي دوراً يذكر في عملية الاقتراع، وبالتالي، فإن الجو العام السائد حالياً بين الناس هو التململ من الأكثرية الحاكمة، أي “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، التي أوصلت البلد الى أسوأ أزمات في تاريخه. كما بات للمجموعات المدنية بعد ثورة 17 تشرين مكاناً في الساحة السياسية، إلا أن حضورها يبقى خجولاً خصوصاً أن هذه المجموعات لم تتمكن من توحيد مواقفها وتأليف لائحة واحدة يكون لها ثقلها الانتخابي.

وتشير استطلاعات الرأي الى أنّ “القوات” و”المردة” احتفظا بموقعهما الشعبي إلى حدّ كبير، فيما خسر “التيار الوطني الحر” نسبة عالية من مؤيديه مما دفعه الى إطلاق خطة تهدف الى إضعاف منافسيه في الدائرة بسبب توجّسه من نتائج الانتخابات حتى في قضاء البترون.

ما هو ظاهر حتى الآن أن هناك 4 لوائح أساسية في الدائرة: لائحة “القوات” و”الاحرار”، لائحة “المردة”، لائحة تحالف ميشال معوض و”الكتائب”، لائحة “التيار الوطني الحر” برئاسة جبران باسيل. وليس واضحاً عدد لوائح المجتمع المدني إذ إن تجمع ” كلنا ارادة” سيكون على لائحة معوض – الكتائب، ويُحكى ان “نحو الوطن” ستؤلف لائحة من دون تحالفات.

وهناك شخصيات لم يُحسم وضعها بعد لناحية التحالفات، مثلاً وليم طوق الذي تحالف في انتخابات 2018 مع فرنجية، يُرجح أن يكون في الانتخابات المقبلة على لائحة جبران باسيل. وهناك اختلاف داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي بين من يريد التحالف مع فرنجية وبين من يريد التحالف مع باسيل بضغط من “حزب الله” وليس مؤكداً ان كان سليم سعادة سيكون مرشحاً أو هناك شخص آخر. كما انه من المرجح ان يكون هناك تحالف لمجد بطرس حرب مع ميشال معوض – الكتائب، لكن لا شيء محسوماً حتى الساعة.

وفي ما يتعلق بأسماء المرشحين، لفت مصدر متابع لـ”لبنان الكبير” الى انه من الثابت حتى الآن ترشح ستريدا طوق جعجع في بشري، وسمير جعجع ليس مرشحا كما ورد في بعض الصحف والمواقع الالكترونية.

في زغرتا، لم تحسم “القوات” مرشحها فيما حسم المرشح فادي كرم في الكورة. أما في البترون، فهناك غموض في اعادة ترشيح النائب فادي سعد الذي تطالب قاعدته الشعبية بتغييره نتيجة عمله الذي لم يأت على قدر الآمال ولتغيبه عن المنطقة وأهلها، وبالتالي تعقد اجتماعات قواتية لتحديد المرشح في البترون الذي لا يزال غير محسوم. أما في ما يتعلق بفرنجية واسطفان الدويهي، فلا تزال حظوظهما كبيرة بالفوز في الانتخابات المقبلة، في حين ان تحالفات “المردة” غير ثابتة حتى الآن في البترون وبشري.

وأشارت مصادر مطلعة الى إن الثورة كان لها تأثيرها في القوى السياسية في معظم المناطق، لكن تأثيرها جاء مضاعفاً في البترون، كما ان عدم نجاح مشروع “التيار الوطني الحر” في الحكم وانهيار البلاد في عهد رئيسه، كل ذلك وضع باسيل في دائرة الخطر حتى ان هناك معلومات متداولة تشير الى ان الارقام التي حصل عليها وليم طوق في 2018 ربما يخسر نصفها بتحالفه مع باسيل لأن العصب البشراوي معروف خصوصا بعد حادثة الطيونة وعين الرمانة إذ تؤكد الاحصاءات تقدم القوات على المستوى الشعبي في قضاء بشري.

أما في ما يتعلق بـ”تيار المستقبل” الذي ليس لديه مقعد في هذه الدائرة انما لديه حضور سني يمكن أن يقلب الموازين، وكان هناك حديث عن تحالف مع فرنجية في الانتخابات المقبلة إلا ان السؤال الذي يطرح اليوم، هل سيبقى هذا التحالف قائماً بعد تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي والازمة مع دول الخليج ومع السعودية بشكل خاص؟

وتبقى الاشارة الى انه في انتخابات 2018 حاز تيّار المردة على 4 مقاعد له ولحليفه الحزب السّوري القومي الإجتماعي، فيما توزّعت المقاعد الستّة الباقية في الدائرة مناصفة بين التيّار الوطني الحرّ مع حليفه حركة الاستقلال والقوات اللبنانية، بعدما حاز كلّ منهما على 3 مقاعد.

وفي الختام يطرح الناخبون سؤالاً في الدائرة الثالثة: “الى من ستميل الدفة بعد أن انقلبت الأمور رأساً على عقب؟ الى من باع الوطن واستباح الدولة ونهب أمواله؟ أو الى من يطالب بالدولة والسيادة ومحاربة الفساد واعادة الكرامة الى الشعب المنهوب والمنكوب”؟

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال