ثوّار الاغتراب: حماسة وجهود لتغيير المعادلة

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

يقفل يوم غد المصادف 20 تشرين الثاني 2021 الباب أمام تسجيل المغتربين للانتخابات النيابية المقبلة، إذ قد يتخطى الرقم النهائي الــ 220 الفاً بحسب تقديرات المتابعين وربما قفز الرقم الى 250 ألفاً. وتعمل مجموعات الثورة الناشطة في الخارج، على تحميس المغتربين للإقبال على التسجيل مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات تكنولوجية تسمح لهم بمتابعة التفاصيل وسد الثُغر.

تقول الناشطة إليانا اللقيس من النروج لــ”لبنان الكبير” إنها “تقوم بواجبها الوطني لنشر الوعي الجماعي في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها لبنان، والذي منذ تأسيسه لم يجتمع فيه الاغتراب على التواصل بهذا المنسوب العالي”.

وبالنسبة إليها “فإن الانتماء الوطني ثقافة يجب تعميمها اغترابياً والسلطة ليست هدفاً إنما البرنامج، الانطلاق نحو بناء دولة هو هدفنا إن ربحنا او فشلنا في الانتخابات على المنظومة ان تعلم ان هناك من ينتظر ليحاسب”.

وتؤكد: “ليس مهماً انه تم تهجيرنا قسراً بسبب فسادهم منذ ما يقارب نصف قرن، مشروعنا واضح أن نتكافل ونتضامن لإنقاذ ما بقي من مجتمعنا وهدفنا بناء دولة لبنان الحداثة وطن الانسان اللاطائفي”.

ومع ذلك فهي تجد ما يدعو للريبة في عدم التوحد داخل المجموعات المنبثقة من ثورة 17 تشرين، لكنها ترى ان “هذا لا يردع القضية الأساسية حول مفهوم بناء الدولة لان الاستسلام هو إذعان مسبق واعتراف للسلطة بالفشل هذا ما يجب توخي الحذر منه وبالأخص من قبل السلطة الرابعة لعدم بث وزرع اليأس والإحباط في نفوس المواطنين، بسبب عدم التعاطي بموضوعية وتغطية حقيقة الواقع بشفافية وصدقية للحدث”.

أما الناشطة نانسي من رومانيا، فتؤكد أن “المغتربين متحمسون للمشاركة في الانتخابات، وهذا ما عكسته الأرقام التي زادت معدلاتها في حملة التسجيل، اذ كان هناك قفزات في الأرقام يوماً بعد آخر وهو دليل على ان المغتربين اللبنانيين قد ملّوا من الوضع في لبنان، وهم خائفون على أهلهم ويريدون التغيير، ولا شك في ان اهتمام الاغتراب زاد، ليس الآن في غمرة التحضير للانتخابات، بل منذ اندلاع الثورة التي أعطت أملاً للكثير منهم للعودة الى لبنان او تحسين وضع أهلهم هناك، وقد رأينا كيف نشأت مجموعات منظمة في الاغتراب تنشط سياسيا او في اطار المجتمع المدني”.

وتصف نانسي التحضيرات التي تجريها السفارات والدولة بخصوص الاغتراب بــ”السيئة”، موضحة: “نحن نضطلع بالدور الذي كان يجب أن تقوم به السفارات اللبنانية في الخارج من ناحية الإبلاغ والتعميم للمغتربين حول التسجيل والمهلة، ونحن قمنا بحملات التسجيل وأقمنا ماراتونات وفتحنا خطوطاً ساخنة لنساعد المغتربين في التسجيل وتجاوز المشكلات التقنية الموجودة إذ قد تكون هناك معلومات غير واضحة والناس يحتاجون الى مساعدة والسفارات لا ترد عليهم”.

وتعبّر نانسي عن تفاؤلها في قدرة المغترب على لعب دوره، “ان كان بالمشاركة بالانتخابات او بالتأثير الذي يملكه في اهله في لبنان وعائلته، فالمغترب برأيها يعرف قيمة اللعبة الديموقراطية، لأنه عاشر وعاش في مجتمعات متحضرة ودول ديموقراطية ورأى ماذا يعني تنفيذ القانون وكل الأمور التي تنقصنا في لبنان، هو يعرف الصورة الصحيحة، ومن هنا يستطيع ان يجري خيارات صحيحة للمرشحين، ولا سيما الحديث عن الأحزاب السياسية التي اتبعت سياسات خاطئة وهجّرتنا قسرا ولم يكن لديها بديل، دور المغترب اليوم مهم في اختيار البديل والاضاءة عليه حتى يختاره الأهل”.

وتكشف أن “السلطة في الاغتراب بدأت العمل متأخرة، لانها كانت بانتظار القانون والتصويت عليه في مجلس النواب بما يخص المغتربين، أي ليس مثلنا فنحن بدأنا منذ سنة العمل على الانتخابات في الخارج وعلى تحفيز الاغتراب على الاقتراع، ولا سيما الذين لم يقترعوا سابقا”.

وتؤكد نانسي على التواصل اليومي والدائم بينهم كمجموعة ناشطة في الاغتراب مع مجموعات التغيير في لبنان، وتقول: “دورنا مهم في العمل سوياً لكون القانون الاغترابي يفرض علينا التعاون وان شاء الله نستطيع توحيد الصفوف والخروج بلائحة موحدة”.

وعن المعلومات التي ترددت عن أن داتا المغتربين أعطيت للتيار الوطني الحر اعتبرت الأمر غير مهم، وأوضحت أنه لدى “السلطة داتا من 2018 وهي ليست بحاجة الى داتا جديدة، ولا اعرف اذا كان هذا الموضوع صحيحاً، لكن بالتأكيد هم يعملون ونحن نعمل وهذه هي العملية الديموقراطية ونحن نشجع الناس على المشاركة أيضا، الفارق أننا لا نصل الى معلومات غير عامة ولا نستعملها فهذا الامر مخالف للقوانين ولا سيما في أوروبا وأميركا”.

وعن توقعاتها للنتائج، تجد نانسي ان “التغيير بدأ منذ زمن، والانتخابات ستسرّع عملية التغيير واعتقد انه لدينا القدرة على إيصال كتلة وازنة الى البرلمان تحدّ من عملية الاستخفاف بعقول اللبنانيين من السلطة الحاكمة والاستهتار بحياة المواطن”.

شارك المقال