“عون أو الفراغ”… تطلّ برأسها من جديد

محمد شمس الدين

رئيس “العهد القوي جداً” ميشال عون، أعلن أنه لن يسلّم البلد للفراغ. هذا التصريح أثار جدلاً كبيراً، تحديداً مع توارد معلومات منذ فترة أنّ هناك اجتهاداً “دستورياً” يقضي ببقاء عون في سدّة الرئاسة في حال كان البديل هو الفراغ، فهل يطمح العهد إلى التمديد لنفسه؟ وما تداعيات هكذا اجتهاد على البلد؟

نفى عضو “تكتل لبنان القوي” النائب أسعد درغام، في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أن يكون كلام الرئيس عون هدفه خرق الدستور والتمديد لرئاسة الجمهورية، قائلاً: “تاريخ الرئيس عون يشهد على أنه هو الذي يحترم الدستور والمؤسّسات، ويمكن الاستدلال بذلك عبر مواقفه التي شكلّت السدّ المنيع عند الاستحاقات التي أفضت إلى تمديد. وهدف كلامه هو التشديد على إجراء الاستحقاقات الدستورية، من الانتخابات إلى تشكيل الحكومة من بعدها، ثم انتخابات الرئاسة، وإن كل من تلاعب بمواعيد الانتخابات وحرم المغتربين من حقهم هو من لا يريد إجراء الانتخابات”.

“الرئيس الحالي عوّدنا منذ العام 1988 على فكر استطرادي مميّز بالمصالح الخاصة”، هذا ما أكده عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم، معتبراً أنّ “الموضوع يراود أفكار الرئيس عون وفريقه، وتحديداً (الفاخوري) سليم جريصاتي الذي يركب (أذن الجرة) كيفما يريد”. وأضاف: “فيما يموت البلد، يخوضون معركة جبران. بقي لبنان 10 أشهر من دون حكومة ليرضى الصهر على الأسماء، ففخامة الرئيس يتبع سياسة (كلو كرمال عيونو بهون)”. لكن يؤكد واكيم أنّ “هذه الأفكار صعبة التنفيذ اليوم تحت الضغط المحلي والإقليمي، وإن فكّروا بإعادة السيناريو القديم واحتلال قصر بعبدا، فلا أحد يحملها من الأفرقاء اللبنانيين، إلا إذا كان لـ(حزب الله) رأي آخر، لأن حلفاءه أنفسهم لن يؤيّدوه في هكذا خطوة”.

أما عضو “تكتل اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، فاعتبر أنّ الرئيس عون وكل المسؤولين حريصين على الاستحقاقات الدستورية، فهذا مطلب للداخل والخارج، لأنه خارج مبدأ انتقال السلطة عبر إجراء انتخابات نيابية، يليها تشكيل حكومة ثم انتخاب رئيس جديد، سيُدخل لبنان في المجهول ويجعله دولة فاشلة، تحديداً أنه في أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، وأي تلاعب من هذا النوع سيهدد الكيان اللبناني، ولن يقتصر الأمر على فراغ سياسي فقط”، آملاً عدم تكرار أخطاء الماضي عندما تم احتلال قصر بعبدا وانقسم البلد إلى حكومتين.

ينفي العونيون فكرة التمديد لرئيس الجمهورية، بينما تتوجّس منها الأحزاب الأخرى، التي تخاف من تمديد العهد لنفسه عبر فبركات جريصاتية وتحت عناوين مثل حقوق الطائفة، لأنّ ذلك سيودي بلبنان إلى ما هو أسوأ من جهنّم، تحديداً تحت الضغط الدولي والإقليمي، وفي ظل أزمة مدمّرة كان بطلها “العهد القوي”.

شارك المقال