مواجهة “شرسة” بيْن محامي الشمال… والمراد ضميره مرتاح

إسراء ديب
إسراء ديب

تستعدّ نقابة المحامين في طرابلس والشمال إلى انتخابات حاسمة ستُؤدّي إلى اختيار نقيب جديد خلفًا للنقيب محمد المراد مع ثلاثة أعضاء لمجلس النقابة في أجواء من المنافسة والتحضير الكبيريْن لهذا الحدث الديموقراطي الذي كان من المفترض أن يتمّ العام الماضي، لكن بسبب انتشار وباء كورونا تمّ التمديد للنقيب الذي يستعدّ اليوم لإنهاء الساعات الأخيرة على رأس النقابة.

إنّ المنافسة التي تحتدم اليوم بشدّة في “أم النقابات”، سيشارك فيها نحو 1300 محامٍ لاختيار 4 أعضاء، منهم 3 لمجلس النقابة، أمّا الرابع فسيكون نقيبًا لها وتحديدًا من الطائفة المسيحية، إذ يتمّ تداول هذا المنصب بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين كلّ عامين تقريبًا للتأكيد على عدم إعطاء أولوية لطائفة على أخرى شمالًا، وتكريسًا لمبدأ العيش المشترك وتقبّل الآخر، وهو من أبرز “الأعراف” المتداولة في نقابة المحامين في طرابلس التي تلتزم هذا المبدأ منذ انطلاق عملها وواظبت عليه حتى خلال الحرب الأهلية، فضلًا عن كونه عرفًا متبّعًا أيضًا في العديد من النقابات المهنية الأخرى في طرابلس.

منافسة سياسية – نقابية

يُمكن القول أنّ التغيّرات السياسية التي فرضت حضورها على الساحة اللبنانية، دخلت أيضًا في تحالفات المرشّحين والمرشّحات النقابية، وباتت الصورة الانتخابية في هذه النقابة تُشبه كثيرًا صورة البلد السياسية بتحالفاته وخلافاته السياسية القائمة. من هنا، يُشدّد مصدر لـ”لبنان الكبير” على أنّ “الأحزاب المسيحية شمالًا، تتنافس في ما بينها بشدّة للوصول إلى منصب النقيب وعلى رأسها (تيّار المردة)”.

وبعد الاطّلاع على أسماء المرشّحين والمرشّحات، لا سيما لمنصب النقيب، يظهر اسم ماري تيريز القوّال مرشّحة “تيّار المردة”، وهي مدعومة أيضًا من تيّارات سياسية أخرى أبرزها: “تيّار المستقبل” الذي تحالف مع “المردة” بخلاف تحالفاته السابقة مع “القوّات اللبنانيّة” في ظلّ وجود خلافات سياسية باتت واضحة في الآونة الأخيرة بخاصّة مع حصول “تباعد” بين “الوطنيّ الحرّ” و”المردة”، فضلًا عن دعمها من تيّار النائب فيصل كرامي وغيرها من التيّارات السياسية. ويمكن التأكيد أنّها تحظى بدعمٍ سياسيّ مؤثر يُعطيها القدرة على منافسة أسماء أخرى، وفي حال فوزها ستكون المرأة الأولى التي تصل إلى هذا المنصب منذ تأسيس النقابة التي احتفلت منذ أيام بذكرى مئة عام على تأسيسها 1921.

وتبرز أسماء لمرشّحين آخرين كالمستقل بطرس فضول، الذي تُشير المعلومات إلى أنّه “يحظى بدعمٍ من مكاتب لنقباء سابقين، فضلًا عن دعم يحظى به من (التيّار الوطنيّ الحر)”، وتُشير معلومات أخرى إلى “دعمه من النائب سمير الجسر أيضًا”، لكنّه يُؤكّد في تصريحات مختلفة أنّه مرشح مستقلّ ولا يتبع جهات سياسيّة معيّنة، إضافة إلى كلّ من المرشحين المستقلّيْن جورج جلّاد وطوني خوري الذي يُعدّ مرشحًا داعمًا لثورة 17 تشرين ومجموعاتها، مع المرشح جوزف عبده عن “القوات اللبنانية”.

في هذا السياق، تستغرب بعض الأوساط الطرابلسية الغموض الذي يكتنف بعض التحالفات السياسية التي لا تظهر علانية عند طرح بعض أسماء المرشّحين، مما يجعل صورة الانتخابات “ضبابية” في ظلّ عدم رغبة تيّارات سياسية بإعلان دعم مرشّح ما من عدمه، معتبرة أنّ المرشحين المستقلّين يتمكّنون فعليًا من استغلال الانقسام السياسيّ الحاصل في البلاد، لدعم أسمائهم نقابيًا.

وبين تسعة مرشّحين لمجلس النقابة، سيتمّ اختيار ثلاثة منهم بين مسيحيين ومسلمين، إذ ترشّح مروان ضاهر المدعوم من “تيّار المستقبل”، وسمعان إسكندر (مستقل).

أمّا عن المقعدين المسلميْن، فقد ترشّح كلّ من محمود هرموش، منير الحسيني عن “تيّار المستقبل”، زاهر العلي (“تيّار العزم” لكن لم يتبنّاه بشكلٍ رسميّ)، هاني المرعبي (يعمل مستشاراً لدى الوزير السابق أشرف ريفي وهو مقرّب منه)، غسان مرعي (الحزب السوري القومي الاجتماعي)، رنا الغز (مستقلّة)، سهير درباس (مستقلّة) وعبد السلام الخير.

المراد: ضميرنا مرتاح

في اتصالٍ بعددٍ من المحامين شمالًا، يُشدّد كلّ منهم على الدّور المهم الذي لعبه نقيب المحامين محمد المراد في حماية هذه النقابة على الرغم من كونه مدعومًا من “تيّار المستقبل”، إلا أنّه ووفق زملائه كان قد جمّد عمله السياسيّ خلال عمله فيها حرصًا على الموضوعية، كما تمكّن من إحالة ملفات لمحامين مخالفين للقانون في حقّ موكّليهم.

من هنا، يُعبّر المراد عن ثقته الكبيرة بالمرشّحين للانتخابات، “فمن سيكون حليفه النجاح، سيكون حريصًا على هذه النقابة”، معتبرًا أنّ البلاد مرّت بظروف استثنائية لم تكن في الحسبان كالثورة وكورونا والظروف الاقتصادية وغيرها.

ويقول المراد لـ”لبنان الكبير”: “كفريق عمل يتألّف من 400 محامٍ، عملنا على مأسسة العمل واستهدفنا بين عاميّ 2018 و2019 إنشاء فرق في المجالات كافة مرتبطة بالشأن الداخلي والخارجي للنقابة، لكن بعد ظروف البلاد الاستثنائية تمكنّا من مواكبة الأحداث بعد استحداث خطّة طوارئ، وعملنا ليلَ نهار حرصًا على النقابة وصولًا إلى إجراء الاحتفال بالمئوية”.

ويضيف: “حققت من البرنامج الانتخابي الذي أعدّدته منذ أعوام ما يُقارب الـ 90 بالمائة منه، مع استحداث أكثر من 22 مشروعًا تمكنا من تنفيذها، وبالتالي فإنّ النقابة هي أمانة تسلمتها وحرصت عليها، ولهذا السبب فإنّ ضميري مرتاح”.

شارك المقال