“العونيون” منبوذون في “الأوسط”… ومرشّحون بالدور!

راما الجراح

المشهد الانتخابي “ساخن” في دائرة البقاع الأوسط، ويبدو أننا مقبلون على معركة قاسية في هذا القضاء على أغلب المقاعد، على عكس البقاع الغربي. فهذا القضاء يتأثر بشكل أسرع بالأحداث السياسية والأمنية في البلد، وبالتالي يفرض واقعاً مغايراً بالنسبة للتحالفات التي قد تخرج عن المتوقع، علماً أنّ المنطقة تخوض السباق الانتخابي على سبعة مقاعد، إثنان للكاثوليك، وواحد لكل من السنّة والشيعة والأرمن والأرثوذكس والموارنة. يُذكر أنّ أحداث الطيونة انعكست على هذا القضاء، إذ ارتفعت شعبية حزب “القوات اللبنانية”، بعدما تراجعت إثر أحداث 17 تشرين مع غيره من أحزاب السلطة.

تشير أجواء “القوات” في زحلة إلى الإبقاء على النائب جورج عقيص كمرشّح لها، وبالتالي تنفي المعلومات التي أشيعت عن تفاوض النائب إيلي ماروني من حزب الكتائب للترشّح على لائحة “القوات”. ويؤكد النائب السابق إيلي ماروني في حديث لـ”لبنان الكبير” أنه “من الواضح أنّ حزب الكتائب حسم التحالفات مع المستقلّين والمجتمع المدني، لكن في زحلة لم تُحسم الأمور بعد وهناك دراسة نقوم بها لتحديد موقف الكتائب في المدينة، ترشيحاً، أو اقتراعاً، أو تأييداً لأي مرشّح، وبالتالي نحن بانتظار موعد الانتخابات التي يمكن أن تحصل إما في آذار أو أيار، ويمكن أن يطيّروها من أساسها”.

وبرأيه، يقول أنّ “السلطة الحالية تتمنّى عدم إجراء الانتخابات النيابية، أولاً للإبقاء على هذا المجلس بأكثريته الحالية لينتخب رئيس جمهورية على شاكلته، وبالتالي هذه رغبتها. والعديد من الأفرقاء السياسيين يقفون كمعارضة شرسة في وجه التمديد للبرلمان وأي تأجيل للانتخابات”. وطالب ماروني بأن “تتم الانتخابات بشكل حر ونزيه وفي ظل مراقبة دولية لأننا أصبحنا على معرفة بلعبة المال التي تلعبها بعض الأحزاب لشراء أصوات الناس، وأتوجّه هذه المرة للناس بألا يكترثوا للمبلغ الذي يمكن أن يتم إعطاؤهم إياه والذي لا يكفيهم لشهر واحد، فلا تبيعوا أصواتكم بل اسعوا للتغيير الذي نأمله منكم. وأدعو الجميع للنزول إلى الاقتراع ولو بورقة بيضاء وأن يتم التعامل مع الموضوع كالعديد من الدول التي تفرض غرامة وعقاب على من يقاطع الانتخابات، وإلا قد نصبح نازحين في خيمة ما، في دولة ما. فنحن في مدينة تضم 7 نواب، نسمع منهم بنائبين فقط، أما البقية فهم دائماً غائبون عن السمع، وأحدهم أصبح نائباً بـ70 صوتاً غير موجود في الحياة الاجتماعية ولا السياسية ولا الإنمائية”.

في مقلبٍ آخر، ينتظر “تيار المستقبل” عودة الرئيس سعد الحريري لإطلاق الحملة الانتخابية حتى تنجلي صورة التحالفات، لكن حتى الآن، ووفق مصادر مطلعة على الأجواء الانتخابية في هذا القضاء فإنّ “الموضوع محسوم من ناحية أنه لا تحالف مع (التيار الوطني الحر) أولاً، وبالتالي ستكون هناك معركة انتخابية على المقعد الماروني، ومن ناحية أخرى على المقعد السنّي الذي يدور حوله عدد من المرشّحين الطامحين للمنصب، منهم أحد رجال الأعمال المعروفين والذي أنشأ مؤخراً جمعية خيرية لمساعدة الناس تمهيداً لترشّحه، ومنهم رجل دين معروف على صعيد المنطقة، ومنهم مرشحون سابقون”.

ويؤكد مصدر مسؤول في “تيار المستقبل” بالبقاع الأوسط أنّ “الجو المستقبلي في موضوع الانتخابات غير واضح بانتظار عودة الرئيس الحريري لوضع استراتيجية التحالفات التي سنمضي فيها في هذه الدورة. ونحن كماكينة انتخابية نجري عملنا بشكل طبيعي حتى صدور مراسيم دعوة الهيئات الناخبة، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه”.

ويضيف المصدر: “نقوم باستشارات عدّة وجلسات مع أفرقاء سياسيين يشبهوننا، ولا نستطيع الإفصاح عن الكثير من المعلومات إلى حين موافقة الرئيس. سمعنا بأسماء طرحت نفسها على لوائح (التيار)، لكن جميعها غير صحيحة وغير ثابتة حتى الآن، ولم يتم تأكيد أي اسم جديد، وليس هناك قرار محسوم من القيادة إن كان ثمة تغيير في أسماء المرشحين السابقين أساساً. إنّ كوادر (التيار) يفضّلون التحالف مع مستقلّين وشخصيات لها وزنها في المجتمع ولها تأثير في المنطقة ومن الذين يسعون دائماً إلى تقديم خدمات للناس”.

وتفيد مصادر مطلعة بأنّ “البرتقاليون يعانون من تخبّط كبير وهناك تراجع ملحوظ لمؤيديهم في الشارع ووصلوا لدرجة أنهم أصبحوا منبوذين إلى حد ما، أما القوات (فلا متقدمين ولا متراجعين)، لكن وضعهم جيد جداً بفضل النقمة على الحالة العونية. وميريام سكاف خارجة عن السمع ولم تعد تقابل الناس، وأتوقع أنها لو تصرفت غير ذلك لكانت الرابح الأكبر وبالأخص أنّ القوى المسيحية الأخرى تتخبّط في ما بينها وقد يُنظر لسكاف على أنها (بيضة القبان) اليوم في زحلة، وقد تكون الداعم لحزب معيّن على حساب آخر بالنسبة للصوت التفضيلي”.

بالنسبة إلى المرشّح عن المقعد السنّي محمد علي ميتا من بلدة بر الياس، الذي سبق أن كان مرشّحاً على لائحة “القوات” عام 2018 فيؤكد لـ”لبنان الكبير” أنه “بعدما حصلت على 1800 صوت تفضيلي في الدورة الانتخابية الماضية ولو أنها لم تؤهلني للدخول إلى البرلمان النيابي، لكن على الأقل تخوّلني الترشّح مرة ثانية لأنّ الرقم ليس سهلاً، وهناك فئة كبيرة من الناس آمنت بي، وبالتالي أنا على يقين أنني سأكون مرشّحاً طبيعياً على لائحة (القوات اللبنانية)، لأنني عملت معهم بوفاء وصدق طوال 4 سنوات، لكن (القوات) لم تحسم أمرها بعد من حيث التحالفات والمرشّحين ولا شيء محسوماً حتى الآن. وبالنسبة إليّ، عندما اجتمعت كل الأحزاب السياسية على طاولة واحدة بعد الـ2005، أي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فذلك يعني أنهم وضعوا مشاكلهم وراء ظهرهم، وأنّ هذا التاريخ كان مفصليا وبداية صفحة جديدة”.

ويؤكد الدكتور خالد عبد الفتاح من بلدة مجدل عنجر ما يتم تداوله من معلومات عن ترشّحه إلى الانتخابات: “بالنسبة إليّ، النية موجودة للترشّح، وقد تم الاتصال بي من أكثر من جهة، وأنا أقرب للترشّح على لوائح الثورة أو (القوات)، لكن لا شيء نهائياً حتى الآن”.

شارك المقال