مصاصو الدماء حقيقة… لا تخبروا سياسيي لبنان!

محمد شمس الدين

أسطورة مصاصي الدماء تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر، وهي “مخلوقات” تعيش على “جوهر الحياة” أو الدم، وقد تطورت الأسطورة عبر الزمن، لكن الثابت الوحيد هو أن مصاص الدم شخص يتغذى بالدماء ليبقى فتياً وقوياً وبالطبع خالداً. ويتذكر الناس رواية دراكولا 1897، للكاتب برام ستوكر، التي كان لها، مع قصة مصاص الدماء 1819 لمؤلفها جون بوليدوري، التأثير الأكبر في انتشار ظاهرة مصاصي الدماء في الخيال الحديث، ولكن اليوم يبدو أن هذا الخيال سيصبح حقيقة، بشكل أو بآخر.

فقد نشرت مجلة “Nature Aging” دراسة لجامعة بيتسبيرغ، تتحدث عن اكتشاف العلماء لجزيئيات في دماء الفئران، اسمها “extracellular vesicles” أو (EV)، ترسل تعليمات لبروتين يدعى “كلوثو” لتمديد عمر خلايا العضلات. وكلما تقدمت الفئران في العمر، الـEV تصبح أضعف، وترسل تعليمات أقل للبروتين. لكن عندما أعطى العلماء الفئران المسنة دم الفئران الفتية، بدأت خلاياهم وأنسجتهم تأخذ سمات فتية، كتجدد عضلي أفضل، وعندما تمت إزالة الـEV من الدم، هذه السمات اندثرت. باختصار هي تشبه أسطورة مصاصي الدماء، حيث الدماء الفتية تعطي مصاصي الدماء حياة مديدة.

ليس واضحاً إذا كان ثمّة إمكانية ترجمة هذه التأثيرات في البشر، ومحاولات اختبار هذه العملية على البشر قوبلت بانتقاد قاس، لكن فريق العلماء في بيتسبيرغ يأمل أن يؤدي بحثهم إلى علاجات تساعد الخلايا في العيش أكثر خلال عملية التقدم في السن البشرية.

وقالت العالمة التي تقود الدراسة في جامعة بيتسبيرغ فابريسيا أمبروزا: “لن نستطيع فهم بيولوجية تجدد العضل وفشل تجدده عند التقدم في السن، لكن يمكن استخدام EV لمعالجة تأثيرات هذا التقدم”.

ويحذّر العديد من العلماء من الدراسات التي قد تطيل عمر البشر، ويعتبرون أن الكرة الأرضية مزدحمة أصلاً، وقد يؤثر أي تغيير في دورة الحياة الطبيعية للبشر في طبيعة الأرض ويقرّب من انتهاء صلاحياتها ككوكب صالح للحياة، لكن يمكن هذه الدراسات أن تساعد في علاج العديد من الأمراض، ويظن البعض أنها مفيدة للمستقبل عندما تصل البشرية إلى القدرة العلمية لاستعمار الفضاء.

أما في لبنان، فكل المواطنين “باحثون” وهم يجتهدون في ابتداع أمور تؤمن قوت يومهم، وبحث علمي كهذا قد يخيف الشعب اللبناني، فالسياسيون الذين سرقوا أموالهم وأحلامهم لن يتوانوا عن سرقة دمهم ليطيلوا حياتهم. لذا يتمنى اللبنانيون فشل هذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي تتعلق بإطالة عمر الحياة البشرية، على الأقل إلى أن يتخلصوا من حكام “جهنم”.

شارك المقال