“الشنكل” اللبناني

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

“الشنكل” في اللغة هو “حديدة يُقيد بها مصراع النافذة من الخارج أو من الداخل” أو “وتد صغير يُدق في الحائط يُعلق عليه الثياب ونحوها” أو “حديدة معقوفة مفردة او مزدوجة تُعلق بها اللحوم والذبائح”. ولا حاجة للقول إن جمعها يكون “شناكل”.

وليس لأن اللحوم والذبائح صارت اليوم أمنية للبناني، الذي استهزأ بجائحة كورونا فاجتاحته جائحة الدولار بلا رحمة وبلا شفاء منظور بغياب لقاح، فإن “الشنكل” بمعنى “حديدة معقوفة مفردة او مزدوجة تُعلق بها اللحوم والذبائح”، هو حال اللبناني حالياً إذ هو معلق ذبيحاً بين خيارات، أو سكاكين حادة فرمت أحلامه وقطّعت مستقبله.

خبِر اللبناني سابقاً “الشنكل” بمعنى “حديدة يُقيد بها مصراع النافذة من الخارج أو من الداخل”، إذ كان وطنه مقيداً مفتوحاً على تيارات إقليمية تطوح به يمينا ويسارا، بين قومية وكيانية، بين شرق وغرب، فعرف خيراً وفيراً أحياناً وشراً وخيماً أحياناً، اذ ظل ساحة، وبنكاً، لحساب آخرين دائماً.

كذلك، خبِر اللبناني “الشنكل” بمعناه “وتد صغير يُدق في الحائط يُعلق عليه الثياب ونحوها”، إذ ظل وطنه الصغير أشبه بـ”تعليقة” يرمي الجميع عليها “ثيابهم” الوسخة، وصار يغني مع محمود درويش “وطني حبل غسيل لمناديل الدم المسفوك” فعرف حروب الآخرين على الآخرين من أهل البلد وحروب الآخرين على أهل البلد.

تعددت الشناكل على اللبنانيين، وأرّخَت لأوجاعهم وهمومهم التي استطاعوا تجاوزها لكن من دون استيعابها والاستفادة من دروسها، فظل الوطن مشروعا لم يتحقق بالكامل، وظل الشعب جماعات متعددة الولاءات والأناشيد الوطنية.

والآن إذ استحكمت جماعة بالخيار والقرار ممتلكة “السكين” الأقطع حالياً، صرنا جميعاً “ذبائح” معروضة في هواء عفن.

شارك المقال