١٣ تشرين دستورية… وباسيل عاد للنغمة الطائفية

محمد شمس الدين

جنَّ جنون التيار الوطني الحر بعد ما رد المجلس الدستوري الطعن الذي تقدم به، بدأت الردود البرتقالية عبر نوابه ومسؤوليه وناشطيه عبر مواقع التواصل. تهجمات طالت المجلس الدستوري وقضاته والثنائي الشيعي، ولوحظ تركيز على الحليف الأول للتيار حزب الله، ليتبعها مؤتمر صحافي لرئيس التيار جبران باسيل، خاطبه فيه وكأنه في ١٣ تشرين ١٩٩٠، مطلقا التهديد والوعيد ضد الثنائي الشيعي.

بدأ باسيل خطابه بالاسطوانة عينها، الميثاقية وصلاحيات رئيس الجمهورية، هكذا صوّر رد الطعن من المجلس الدستوري، معتبرا الفرحين بالرد هم أنفسهم من فرحوا باسقاط ميشال عون في ١٣ تشرين الاول 1990. وتبرأ باسيل من “الصفقة” التي كانت تقايض قرار المجلس الدستوري بالمجلس الأعلى لمحاكمة الوزراء والرؤساء، من دون أن ينسى الإشارة إلى أن هناك تسييسا في تحقيقات انفجار المرفأ. وحمّل باسيل الثنائي الشيعي مسؤولية رد الطعن، مهددا بمترتبات سياسية بسبب هذا الملف. ولان الخلاف مستحكم بين التيار وأمل وواضح وصريح، يبدو أن باسيل يغمز من قناة حليفه حزب الله، الذي أصبحت دوائر التيار تهاجمه جهارا منذ مدة.

استغربت أوساط الثنائي الشيعي، في تعليق لموقع “لبنان الكبير”، تطييف باسيل لملف الطعن، إذ أن القاضي المحسوب على حزب الله فوزات فرحات صوت مع قبول الطعن وليس رده، وهذا يناقض التطييف الذي نطق به رئيس التيار الوطني الحر، بل أنه يدل على أن الثنائي الوطني وليس الشيعي كانا على اختلاف في هذه النقطة، ولذلك فإن تهم باسيل الطائفية مردودة إليه، خصوصا أن التيار الحر والقوات اللبنانية طيفا تحقيقات انفجار مرفأ بيروت. ووضعت الأوساط كلام باسيل في خانة التجييش الطائفي ومحاولة لشد العصب تحضيرا للانتخابات المقبلة، وهو أمر اعتادت عليه الساحة اللبنانية من التيار الوطني الحر. واعتبرت الأوساط أنها غير معنية بالرد على تهديد باسيل بمترتبات سياسية، مشيرة الى أن في البلد ملفات أهم ولها الأولوية.

يعتقد المؤمنون بديانة “كاوا داي” أن “الأرض هي على بعد 4 مواقع من الجحيم فقط، لكن من المؤكد أن أتباع هذه الديانة لا يعرفون لبنان، البلد المحكوم من ولي عهد رئيس جهنم نفسه، الذي استخدم اللغة الطائفية للتحكم بمصير البلاد والعباد، حتى لو كان الملف دستوريا بحتا، وكل ذلك سببه هو خوفه من نتائج الانتخابات المقبلة”.

في الانتخابات السابقة، حققت لائحة التيار الوطني الحر في دائرة الشمال الثالثة المركز الأخير بين اللوائح الفائزة، وذلك بالتحالف مع تيار المستقبل والنائب ميشال معوض. واليوم هناك أكثر من 25 ألف مغترب تسجلوا للانتخاب في هذه الدائرة، لذلك ارتفع كل هذا الصراخ من باسيل وتياره ليس حرصا على موقع رئاسة الجمهورية، ولا خوفا على المسيحيين، بل هو هاجس الباسيليين، الذين سعوا بكل الطرق لحصر الصوت الانتخابي المغترب بـ٦ نواب وفشلوا، واليوم ستبدأ معركة تطيير الانتخابات بالكامل.

شارك المقال