الهيمنة والانهيار إلى 2022… والشعب عالسكين

هيام طوق
هيام طوق

يومان يفصلان لبنان واللبنانيين عن الدخول في مدار سنة 2022 التي وفق التحليلات والمصادر المتنوعة لن تكون خفيفة الظل بل سترخي بثقل أزمات 2021 وتداعياتها اضافة الى انها ستشهد على الكثير من الاستحقاقات ان تمت على خير، في العام الأخير من “العهد القوي”، الذي وفق مصدر متابع لـ”لبنان الكبير”، هو “العهد الذي توج وبارك التمدد الايراني في لبنان أكثر فأكثر من خلال حزب الله، وربما سنكون أمام الحلقات الاخيرة من المسلسل الانقلابي الذي بدأت معالمه تتّضح منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي باستشهاده كرّس استقلال لبنان الثاني بانسحاب الجيش السوري الذي خرج من الشباك ليدخل الاحتلال الايراني من الباب. وبالتالي، لم يعد مستبعدا أن يتحول لبنان الى ولاية إيرانية، وفق تكتيك مدروس ومخطط له من زمن بعيد، وما نعيشه اليوم من قهر سنترحم عليه في المقبل من الأيام”.

عشية استقبال السنة الجديدة، تحدث رئيس الجمهورية بشؤون وشجون البلاد والعباد، وبغض النظر عن محتوى الكلام الذي لم يأت على قدر الآمال، قالها الرئيس وبالفم الملآن: “معركتي هي معركة بناء الدولة منذ اليوم الأول الذي مارست فيه الشأن العام والخدمة العامة. لا وجود للبنان من دون دولة، واستمرارية بناء هذه الدولة تستند الى أسس هي : الدستور والقوانين والمؤسسات. وهو مطلب كل لبناني اكان مقيما او في الانتشار، المطلب واحد: قيام الدولة. ان تفكيك الدولة وشلها وانحلالها هو جريمة”.

إذا، الدولة هي مطلب كل لبناني، لكن أين التنفيذ والتطبيق لهذا الكلام في ظل التعطيل المتمادي على مستوى المؤسسات كافة، وشلل وانحلال الدولة وانهيارها بأقصى سرعة حيث بات القاصي والداني يعلم ان فائض القوة هو الذي يدير سياسة الدولة الداخلية والخارجية؟

وفي حين تعول بعض الجهات على تغيير ما في إيران أو على نتائج المفاوضات في فيينا ما قد ينعكس ايجابا وبشكل تلقائي على الوضع اللبناني، يؤكد آخرون ان سنة 2022 ستكون مثقلة بالمشاكل وفق المعطيات المتوافرة والوقائع غير المبشرة. وهنا لا بد من طرح الأسئلة: هل ستتوج سنة 2022 انتصار السياسة الايرانية في لبنان، وبالتالي، تكريس العزلة العربية بشكل واضح وصريح؟ وما هي تداعيات الخيارين على الواقع اللبناني؟

وقال رئيس ​”التيار المستقل”​ اللواء ​عصام أبو جمرة : “لبنان بلد متعدد الطوائف والمذاهب، ولن تستطيع فئة منه أن تحكمه عسكريا مهما بلغت قوته لأنه في النتيجة وضع لبنان وعلاقاته الدولية وارتباطاته لن تسمح له بالاستمرار في الخراب”.

وشدد على ان “الحل الوحيد للبنان ان يكون بلدا حياديا عن محاور الشرق والغرب. نتعاطى مع الجميع لكن لا نُحكم من أحد، معتبرا ان المهم أن لا ننغش وأن نحسن الاختيار حين نختار النواب والوزراء ورؤساء الجمهورية. وأنا أقول الرئيس الذي لا يبدأ الاصلاح في بداية عهده لا يستطيع التغيير في نهايته. علينا اختيار مسؤولين يتمتعون بمواقف ثابتة، ويعملون ليل نهار لصالح البلد والشعب وليس السعي للوصول الى المركز، ونكتفي بهذا الامر”.

وأشار الى “انني اختلفت مع الرئيس عون بسبب وفاقه مع سوريا ثم سلم نفسه لحزب الله بعد عودته من فرنسا ليس كرها بهذا الفريق أو ذاك انما لا يمكننا الاستسلام لأي جهة أو لأي حزب لديه ارتباطات خارجية تؤثر في القرارات الداخلية خصوصا ان المنطقة في حالة غليان، مؤكدا انه مهما بلغت قوة أي طرف لن تدوم، وأنا لست خائفا على مستقبل لبنان، لكن مهم جدا أن يحسن الشعب اختياره وإلا سيأكل الضرب مرة أخرى”.

من جهته، لم يتوقع الوزير والنائب السابق إيلي ماروني “أي تغيير أو تطور لان المرحلة الممتدة من الآن الى الانتخابات النيابية هي امتداد لسنة 2021 بمأساتها وسقوطها وانهيارها وبمنظومتها الحاكمة الفاسدة. يبقى لدينا أمل أن يتمتع المسؤولون بالوعي الكامل لانقاذ لبنان وشعبه لأنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه لن يبقى شعب بسبب الهجرة والهروب من الفقر”.

واستغرب “وسط هذه الظروف الصعبة، كل طرف متمسك بمواقفه، ولا أحد يتنازل ويطرح عملية انقاذ. سمعنا رئيس الجمهورية يتحدث عن الحوار لكن تأخر أكثر من 5 سنوات لطرح الحوار والحياد، متسائلا: أين أصبح اعلان بعبدا الذي يتحدث عن الحياد وعن النأي بالنفس؟ نتمنى أن نكون على خطأ، وتحصل كل الايجابيات عام 2022 وان تتحقق الانجازات”.

ورأى ان “الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية، ستشهد استقتالا لتحقيق المزيد من الهيمنة والسيطرة على القرار والحكم اللبناني، وتداعيات الهيمنة ستنعكس على الناس الا اذا حصل أي تغيير اقليمي أو دولي بدّل المنحى والمشهد السياسي حينها قد نرى بعض الانفراجات وهذا ما نتمناه”.

واعتبر الكاتب السياسي يوسف دياب ان “سنة 2022 ستوصلنا الى قمة الالتحاق بالمحور الايراني الذي يشكل رأس حربته حزب الله والمايسترو الرئيس ميشال عون وعهده، مشددا على اننا لن ننتظر من العهد المنّ والسلوى انما الامعان في الحاق لبنان بالمحور الايراني مقابل رهانه على بعض المكتسبات كالتي حصل عليها حين وصل الى رئاسة الجمهورية عبر تحالف انتخابي مع حزب الله كي يؤمن كتلة نيابية جيدة لجبران باسيل والتيار الوطني الحر، وقد يكون مقابل وعود وهمية بدعم باسيل للانتخابات الرئاسية اذا لم يكن في الانتخابات المقبلة في المرحلة اللاحقة”. وأضاف: “وبالتالي، انها قمة السقوط اللبناني في المحور الايراني وعزل ما تبقى من هوية عربية للبنان عن محيطه العربي. ما سينتج عنه المزيد من الكوارث على البلد ومن الأثمان التي سيدفعها الشعب في المرحلة اللاحقة. وما قاله رئيس الجمهورية عن تدخلات الخارج ليس سوى محاولة ابراز بعض التمايز عن حزب الله لمصالح سياسية وانتخابية”.

ولفت دياب الى ان “ما نقوله ليس من باب الاتهام السياسي أو العداء للرئيس عون وفريقه لأنه هو يقول ومستشاره بيار رفول اننا جزءا من محور المقاومة والممانعة، وان هذا المحور انتصر، وعلى اللبنانيين الخصوم مع ايران التسليم بهذه الحتمية. هم الذين صنفوا أنفسهم جزءا من المحور الايراني”.

شارك المقال