مطالبات بعودة الحريري… حاجة ملحة لرمز وطني جامع

هيام طوق
هيام طوق

عندما دخل الرئيس سعد الحريري الى المعترك السياسي اللبناني حاملا على كتفيه إرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الكبير، راهن البعض على عدم قدرته على القيام بهذا الحمل إلا ان ذلك الشاب الآتي من عالم الأعمال والأموال والرفاهية، فاجأ المتربصين به شرا اذ انه سرعان ما تحول الى رجل دولة من الطراز الرفيع، وحافظ على نهج والده في الاعتدال والعيش الواحد والعدالة والحرية وعروبة لبنان التي كرسها اتفاق الطائف لأنه مقتنع ان لا قيامة لوطنه “الحبيب” إلا من خلال هذا النهج لأنه يريد “لبنان أولا” بالكلام والفعل بعيدا عن أي مواربة أو أي مصلحة خاصة.

ثمة مثل قائل: “إذا كان لديك الكثير، أعط من أموالك، وإذا كان لديك القليل فأعط من قلبك”، والرئيس سعد الحريري الذي أعطى الكثير من أمواله ومن قلبه لم ينتظر أي مقابل لأنه كريم النفس والأخلاق. كريم النفس في حبه لبلده الذي لم يبخل عليه مرة واحدة حتى لو كان على حسابه الشخصي، والتخلي عن المراكز والمناصب وحتى عن الشعبية انقاذا للبلاد والعباد، لأنو” ما حدا أكبر من بلدو”.

ولأنه لا ترمى بالحجارة إلا الشجرة المثمرة، تعرض الرئيس سعد الحريري الى اتهامات سياسية ومعنوية سرعان ما بددتها الأيام المرة والواقع الصعب والأزمات المتلاحقة والعقد المتوالية إذ أصبح واضحا للقاصي والداني، للصغير والكبير، للحليف والخصم ان الرئيس الحريري ان ابتعد عن المشهد السياسي أو كان في صلبه، ان تواجد داخل البلد أو خارجه، سيبقى الرقم الصعب في المعادلة اللبنانية، لا يمكن تجاوزه بأي استحقاق دستوري أو موقف عربي أو تحرك دولي.

اليوم، وعشية الانتخابات النيابية، تكثر الشائعات حول عدم عودة الحريري الى البلاد، وعدم خوضه الانتخابات وصولا الى اعتزاله السياسة بشكل نهائي والتي تحمل في طياتها نوايا غير سليمة تهدف الى النيل من حيثيته الشعبية التي لا تزال الأقوى لأن من يزرع الخير يحصد ما يُسرّ به، ومن يزرع محبة صافية يحصد ثمارها محبة مضاعفة.

ربما، هذا الكرم في كل شيء، وهذه النوايا الطيبة، والأخلاق الرفيعة، تدفع الخصم كما الحليف الى المطالبة بعودة الرئيس الحريري الى الساحة السياسية حيث الكل يجمع على ان المشهد السياسي ناقص من دون مشاركته، والساحة بانتظار خيّالها.

الفرزلي: لا يزال الحريري الأكثر تمثيلا في الساحة السياسية

شدد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي على “ضرورة عودة الرئيس سعد الحريري الى الساحة السياسية لأن هناك أمران أساسيان: أولا، لا يزال هو الأكثر تمثيلا لهذه الساحة ولهذا المكون. ثانيا، لأن غيابه سيؤدي الى انفراط عقد هذا المكون الى عدة مكونات ضد المكون الواحد. وهذا ما سيؤدي في ظل وجود القيادات الاخرى الى خلل في موازين العلاقات بين الاطراف، وهذا أمر غير مستحب”.

القرعاوي: الرئيس الحريري حاجة

اعتبر النائب محمد القرعاوي ان “الرئيس الحريري يمثل خط الاعتدال في البلد الذي يجسد قبول الآخر، والحفاظ على وحدة البلد والعيش المشترك، لافتا الى انه في حال ذهبت بعض القوى الى التطرف ستحصل الاشتباكات، لذلك الخلاف بين الاطراف السياسية بحاجة الى نقطة حوار التقائية اعتدالية يمثلها الرئيس سعد الحريري”.

وأكد ان “سعد الحريري هو زعيم الطائفة السنية، ويمثل خط الاعتدال مع دار الفتوى، لذلك كل الأطراف السياسية بعد ان اشتد بينها الاشتباك السياسي، باتت بحاجة الى الرئيس الحريري الذي يمثل الحوار والحرص على وحدة البلد”.

وأشار الى انه “على الارجح سيتخذ الرئيس سعد الحريري موقفا من المشاركة في الانتخابات أو عدمها بعد توقيع الرئيس عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب وهذا ما فعله. هو الذي سيحدد الموقف المناسب في الوقت المناسب”.

عبد الله: غياب الحريري غير مستحب

ولفت النائب بلال عبدالله الى ان “هناك حراكا سياسيا في البلد، وتيار المستقبل لا يزال يمثل شريحة وطنية كبيرة. ومن المنطقي ان يتواجد الرئيس الحريري في هذا الحراك السياسي، متحدثا عن لقاءات مع تيار المستقبل، وأعتقد ان لدينا حليفا مرتقبا في الانتخابات اذا حصلت”.

وشدد على ان “غياب الرئيس الحريري عن المشهد السياسي في الوقت الحاضر بالنسبة للكثيرين غير مستحب اذ سنشهد استحقاقات داخلية كبرى كما هناك استحقاقات اقليمية تتبلور شيئا فشيئا. دعونا الرئيس الحريري الى الحفاظ على ارث الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتمسك بالاعتدال، والمشاركة في العملية السياسية”.

قاطيشا: الحريري رمز وطني أساسي

وشدد النائب وهبي قاطيشا على ان “الرئيس الحريري يمثل أحد الرموز السيادية في لبنان من ناحية وفي غيابه تضعضع الشارع السني من ناحية ثانية. كرمز وطني أساسي وكبير في السياسة، اللبنانيون بحاجة اليه، وكرمز سيادي جامع الطائفة السنية بحاجة اليه أيضا. من هنا تأتي المطالبة من مختلف الجهات بعودة الرئيس الحريري”.

وأشار الى انه “وريث الرئيس الشهيد رفيق الحريري صاحب الايادي البيضاء في البلد. هذا الارث الذي يمثله الرئيس سعد الحريري تلتف حوله الطائفة السنية لأنه حتى الآن لم تتمكن أي شخصية من جمعها كما فعل الرئيس الحريري الذي بات الرمز السيادي الجامع”.

حميد: الحريري شخصية يصعب تجاوزها

ورأى النائب أيوب حميد انه “من حيث المبدأ، الرئيس الحريري شخصية يصعب تجاوزها في الاستحقاقات لما يتمتع به الرجل من حضور. نؤكد على ضرورة مشاركة الجميع بكل أطياف الوطن في الاستحقاقات المقبلة. والرئيس الحريري هو الذي يقرر موعد عودته بناء لمعطياته الخاصة”.

شربل: لا بديل عن الحريري

وقال الوزير السابق مروان شربل: “لا شك ان الرئيس سعد الحريري في الكثير من المراحل مثل الاعتدال ويمثل الدعامة السنية في الشارع اللبناني. هناك صعوبة في استعادة التعايش في حال غياب الرئيس الحريري عن المشهد السياسي وعن المشاركة في الانتخابات النيابية. ولا بديل عنه لأن الشارع السني سيتفرع الى عدة شوارع”.

ورأى انه “في المرحلة الحالية، ارتفعت شعبية الرئيس الحريري، ونشهد تزايدا في التعاطف السني معه. وأعتقد انه سيعود ولن يترك ارث والده وتيار بحجم تيار المستقبل. هو يقرر ان كان سيترشح شخصيا أو يرشح أشخاصا من قبله، لكن المهم تواجده لأن وجوده مفيد في المعركة السياسية”.

شارك المقال