اللمبجي جبران باسيل

الراجح
الراجح

الإحباط حالة نفسية سوداوية يشعر الانسان فيها بهجرة الرغبات وعدم القابلية لشيء، وتصيب الشخص بعد صدمة عاطفية او فقدان عزيز او خسارة كبرى وكلها محصورة عند جبران باسيل بخسارة نعيم وزارة الطاقة واتفاق مار مخايل.

مَن يستمع الى جبران لا يلحظ الا استخدامه لكل ادوات التخلف والإختلال التي لها ألف اسم ومئة صـورة ونتيجتها واحـدة: تحريك الغرائـز الدنيـا فـي الانسـان، ودكّ جمجمته كل يـوم وكـل سـاعة ڊ”بلطة” الجهل والغرور، وعرض العضلات واستعراض الذات بشكل مقرف وغير ذي قيمة.

فمن اتهام الثورة بالعمالة الى منظومة الخارج والداخل مروراً بأمراء الحرب وملوك الفساد المُجَسدة للحرب الكونية التي تُشَن على التيار منذ عام 1988 حتى الآن. والتيار حسب جبران ثابت بسبب ثقة الناس (لننتبه جداً لعبارة ثقة الناس).

بالتأكيد الثبات يعطي الامل بالغد وبفضله يحصل التغيير الكبير وليس لهذا اي علاقة لا بالتيار ولا بجبران باسيل.

دخل باسيل في كلمته بجرد حساب حول الطائف من الديموقراطية التوافقية الى إلغاء الطائفية وانشاء مجلس الشيوخ منتهياً بالأهم وهي اللامركزية الموسعة متجاهلاً طبعاً حل الميليشيات والخضوع للدولة…

وليستمع جبران جيداً لخطاب الأمين العام لحزب الله ويعطينا رأيه باللامركزية والتي من أهم ركائزها دولة مركزية قوية لها سياسة خارجية موحدة وجيش قوي واحد وعملة واقتصاد متينين.

اود ان يقرأ جبران هذه القصة القصيرة حول جرد الحساب علّ فيها لمن لا يزال يصدقه بعض العبر.

“لأنه درس ادارة الاعمال والمحاسبة، كان يجري جرد الحساب لكلِّ ما يعُّن له، فيتحول الامر الى ربح وخسارة. كان الليل يحتضر، وحبات المطر تهمس على زجاج نافذته بما يشبه البكاء: ثلاثون، اربعون، خمسون، من السنين، رصد في دفتره الصغير عناوين ربما تعدّل تلك الارقام او تزيد قليلاً. الربح باللون الاخضر، الخسارة بالاحمر. عندما لاح الفجر، وبدأت اشعة الشمس تتسلل الى دفتره العتيق الموروث عن عمه، وغرفته الباردة وذلك الهدوء القاتل، يا للصدمة! كان اللون الاحمر يغطي سطوره وصفحاته وعلامات الترقيم فيه. يا له من جرد حساب!”.

شارك المقال