الحرب المستمرة ضد داعش

حسناء بو حرفوش

كتب المحلل والمؤلف نيفيل تيلير في مقال نشره موقع “Eurasia review” الإكتروني:

“في أيلول 2014، تجمع أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تحت رعاية الولايات المتحدة، بهدف إضعاف التنظيم وهزيمته في نهاية المطاف. ويضم التحالف اليوم ما لا يقل عن 79 دولة و5 منظمات دولية منها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وجامعة الدول العربية. وينخرط التحالف في مواجهة داعش على جميع الجبهات، مما يضعف بنيته التحتية المالية والاقتصادية ويمنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ويساعد على إعادة الخدمات العامة الأساسية للمناطق المحررة من داعش والتصدي لوجوده ولدعايته على الإنترنت.

وأدت الجهود المشتركة لدول التحالف لتقليص قدرة تنظيم داعش العسكرية وسيطرته الإقليمية وقيادته والموارد المالية بالإضافة إلى تأثيره في الإنترنت. كما يصب تبادل المعلومات في سياق المساعدة على ضمان استقرار الأراضي المحررة من داعش، والتعاون من أجل تنفيذ القانون ومكافحة تجنيد الإرهابيين وتحييد خطاب داعش وتقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات التي تعاني من النزوح والنزاع. ويذكر كل ذلك بالتهديد المستمر الذي يمثله داعش للعالم المتحضر. ويسعى داعش بعد هزيمته على الأرض في سوريا والعراق ومقتل زعيمه في غارة جوية، من أجل تنظيم صفوفه ببطء، كما يشكل خلايا نائمة لشن الهجمات، ويشن تمردا على مستوى حرب العصابات ويحشد دعما جديدا. وما بين كانون الثاني 2020 وأيلول 2021، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن 90 عملية في الشهر ​​في العراق وحده. وهذا يعني باختصار، أن هذه القوة لا تزال قاتلة ونشيطة للغاية. وتشكل العراق وسوريا وسيناء المناطق الساخنة الرئيسية الثلاث لداعش، ومع ذلك تواصل عناصره العمل بشكل متقطع في اليمن والصومال وليبيا، كما أبلغ في العامين الماضيين عن هجمات مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في النيجر والمملكة المتحدة والنمسا وباكستان ونيوزيلندا.

وتقع مناطق العمليات الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية في ريف العراق وسوريا، في ما يسمى بـ”ولاية العراق” و”ولاية الشام”. وعلى الرغم مما توحي به التسميات، لا يسيطر داعش على هذه المناطق. ويحافظ تنظيم الدولة الإسلامية على تمرد منخفض المستوى على أمل إنهاك القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء. وقد حددت استراتيجيته في هذه المناطق صحيفته الأسبوعية الرسمية، “النبأ”. ويميز المقال الذي نشر حول الموضوع بين حرب العصابات وبناء الدولة، ويوضح أنه قرر أثناء انهيار الخلافة الإقليمية، العودة إلى حرب العصابات. وحافظ قائد داعش الجديد، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، على مكانة بسيطة، لكن بعد مرور أكثر من عامين على مقتل مؤسس التنظيم، أبو بكر البغدادي، لا يزال داعش يمثل تهديدا قويا، ليس فقط للمجتمعات في سوريا والعراق ولكن في أفريقيا وعلى نطاق أوسع.

وعلى الرغم من أن المنطق يقضي بوقوف (إسرائيل) في مقدمة الدول التي اجتمعت تحت رعاية الولايات المتحدة لهزيمة داعش، انطلاقا من فكرة تكريس داعش لتدمير (إسرائيل)، ليست هذه الأخيرة واحدة من الأعضاء الـ84 في التحالف حاليا. وفي هذا السياق، سلّط رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عيران عتصيون، الضوء على إظهار (إسرائيل) وداعش مستويات عالية من ضبط النفس تجاه بعضهما البعض. وامتنعت (إسرائيل) عن الانضمام إلى التحالف الدولي، بينما لم يشن تنظيم الدولة الإسلامية أي هجوم جدي ضد (إسرائيل). وبعد خمس سنوات، لا تزال الحال على ما هي عليه (…) وبقيت أولويات (إسرائيل) بالنسبة لأعدائها وتهديداتها الواضحة والحاضرة، تدور حول إيران وطموحاتها النووية والجيوسياسية. كما ركزت على حرمان إيران من القدرة على امتلاك ترسانة نووية وبالتالي تعزيز سيطرتها السياسية على المنطقة من خلال تسليح حزب الله في لبنان وبشار الأسد في سوريا وحركة حماس في غزة والحوثيين في اليمن. ولم يؤثر تركيز (إسرائيل) على التهديد الإيراني حتى وقت قريب في الولايات المتحدة أو في الرأي العام. وكان من الأهمية بمكان القضاء على ما تبقى من نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية ونشاطه في سوريا والعراق وحتى على سيطرة حركة طالبان في أفغانستان. ومن خلال الحد من قوة الدولة الإسلامية ومكانتها، يمنع النشاط الإرهابي العالمي الذي ارتبط بداعش. وعلى الرغم من أن العالم أعاد تركيز انتباهه مؤخرا على إيران، يستمر برنامج العمل المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية والتابع للتحالف الدولي بالعمل بشكل منظم. ومن المؤكد أنه قادر في النهاية على التغلب على طموحات داعش”.

المصدر: eurasia review

شارك المقال