هل تشعل أوكرانيا شرارة حرب عالمية ثالثة؟

حسناء بو حرفوش

ليست العلاقات بين روسيا والناتو بأفضل حالاتها تحديدا في ظل التوتر المتزايد مع أوكرانيا والوضع ليس أكثر إيجابية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما دفع العديد من المحللين لوضع الأحداث المتسارعة في خانة التحذيرات من نشوب حرب عالمية ثالثة. ومن أجل تجنب هذا السيناريو، تحثّ أطراف عدة الرئيس الأميركي جو بايدن على “الانخراط” مع روسيا عشية انعقاد عدد من الاجتماعات التي من المفترض أن تجمع كبار الدبلوماسيين الأميركيين والروس، حسب قراءة لموقع أميركي.

وقبيل المحادثات المرتقبة بين الطرفين الروسي والأميركي، أعاد تحالف متنوع من المنظمات توجيه رسالة إلى البيت الأبيض لحثّ بايدن على “التعامل ديبلوماسيا” مع روسيا لتفادي المواجهة المسلحة على خلفية التوترات المتزايدة مع أوكرانيا. وفي الرسالة إصرار على التمسك بالتعاون لتجنب نشوب صراع عسكري من شأنه أن يضر بمصالح الولايات المتحدة وبالمدنيين الأبرياء في أوكرانيا، ويخاطر بالتحول إلى حرب كارثية محتملة بين القوتين النوويتين الرائدتين في العالم. كما تشدّد على تقدير القرار الأميركي بالرد على الانتشار العسكري الروسي الواسع بالقرب من أوكرانيا، من خلال الانخراط في محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترتيب محادثات موسعة.

ولا ينبئ الموقف الأميركي بالكثير من الانفراجات إذ لم يتوقع وزير الخارجية أنطوني بلينكين في مقابلة تلفزيونية، أي اختراقات كبيرة في الاجتماعات المقبلة، مشيرا إلى ضرورة تراجع روسيا عن التهديد الذي تشكله حاليا ضد أوكرانيا. وكانت المخابرات الأميركية قد أشارت مؤخرا إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم محتمل على أوكرانيا يشمل ما يصل إلى 175 ألف جندي، لكن موسكو نفت أي نية لغزو البلاد. كما دعت موسكو إلى سحب بعض القوات الأميركية في أوروبا الشرقية واستبعاد توسيع حلف الناتو ليشمل أوكرانيا. لكن من الجهة الأميركية، يظهر أن كل الجهود تصب في نتيجتين، إما الحوار والديبلوماسية وإما المواجهة العسكرية.

وكان مسؤولون أميركيون قد كشفوا في وقت سابق بعض التفاصيل المتعلقة بموقف الإدارة الأميركية حول المطالب الروسية. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة منفتحة على المناقشات بشأن الحد من عمليات النشر المستقبلية المحتملة للصواريخ الهجومية في أوكرانيا ووضع قيود على التدريبات العسكرية الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية في حال أبدت روسيا استعدادها للتراجع عن أوكرانيا. ومع ذلك، شدد هؤلاء على مواجهة روسيا لعقوبات اقتصادية شديدة في حال تدخلت في أوكرانيا. وبالإضافة إلى العقوبات المباشرة على الكيانات الروسية، قد تشمل هذه العقوبات قيودا كبيرة على المنتجات المصدرة من الولايات المتحدة إلى روسيا والمنتجات التي يحتمل أن تكون أجنبية الصنع.

موسكو غير متفائلة

وحذرت موسكو الأحد من أنها لن تخضع للضغوط الأميركية وتقدم التنازلات ولوحت بأن المحادثات هذا الأسبوع قد تنتهي باكرا. واقترح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الذي يرأس وفد بلاده في جنيف، أن تنتهي المفاوضات بعد اجتماع واحد فقط. ونقل عن ريابكوف أنه غير قادر على استبعاد أي احتمال. وذكرت المجموعات التي توجهت برسالة لبايدن بأن “روسيا تعتبر توسع الناتو بمثابة تهديد”، وأنه من مصلحة الولايات المتحدة والمنطقة والعالم معالجة هذه الأسباب الجذرية وغيرها من الأسباب وراء التوتر مع روسيا كجزء من حوار استراتيجي مستمر. علما أن مثل هذا الحوار لا يمنع بالضرورة استخدام آليات أخرى لردع أي عدوان روسي على نطاق مناسب بشكل لا يؤذي المدنيين الأبرياء ولا يجازف بالتصعيده الكارثي وصولا إلى اشتعال الحرب”. هذا وخلصت الرسالة إلى ضرورة إدراك بايدن بأن الخيار الذي يواجهه يكتسب أهمية خاصة وأنه لمن مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها وشعب أوكرانيا والمجتمع الدولي تسوية النزاعات بين الدول بالطريقة السلمية”.

شارك المقال