الشرق الأوسط يتغير: واشنطن على الهامش وبكين تتقدم

حسناء بو حرفوش

على الرغم من الدور الكبير الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، تقف اليوم على هامش الأحداث في ظل التغيرات السياسية الزلزالية التي تعصف بالمنطقة، حسب تحليل على موقع “ذا هيل” الإلكتروني الأميركي. ووفقا للقراءة، “الافتقار للمشاركة الأميركية في الأحداث الجارية ملحوظ للغاية وواشنطن أمام فرصة مأساوية، فإما تتبنى دورا في التغيير وإما تصبح طي النسيان”.

ويسطّر المقال الاتفاقيات الجديدة في الشرق الأوسط والتي “تتغاضى عنها واشنطن من أجل التركيز على البحث عن طريقة لتجديد الصفقة النووية مع إيران، على الرغم من أن الزخم الصريح فقد قبل عام، ويحذر من أن الشرق الأوسط سيواصل التحرك مع أو من دون مشاركة الولايات المتحدة الأميركية خصوصا في ظل التكامل الإقتصادي ومشاريع المياه والمشاريع البحرية المشتركة والتطورات السياسية. ولم يعد الشرق الأوسط موجودا كما كان معهودا منذ خمس سنوات، فلا يمكن نفي قوة إيران المتنامية ولا طموحات روسيا والصين في المنطقة أو العلاقات مع (إسرائيل)، عدا عن التحديات الأخرى كالتحديات المناخية والاقتصادية. وتقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم أمام إمكان اختيار الانخراط في التغيرات الحالية وإما الوقوف جانبا والتفرج على المنطقة وهي تكمل عملية تغيرها، وبالتالي تفقد واشنطن الفرصة لتكون جزءا من تغييرات ديبلوماسية غير مسبوقة”.

الصين تستغل الفرصة

وبموازاة القراءة التي تحذر من انكفاء النجم الأميركي، يسلط تحليل على موقع “scmp” الصيني، الضوء على تنامي التأثير الصيني في الشرق الأوسط. ووفقا للتحليل، “تضع الاجتماعات الصينية مع مسؤولين من المنطقة، الصين في قلب المشهد. وحيث أن الصين هي أكبر شريك تجاري ومشتر للطاقة في المنطقة، تتجاوز علاقاتها مع دول المنطقة الروابط الاقتصادية، خصوصا أن الاجتماعات المقبلة واعدة على مستوى رفع العلاقات وتعميق التعاون الاستراتيجي الأعمق في منطقة يتأكد فيها يوما بعد يوم تراجع هيمنة الولايات المتحدة. ويقوم وزراء خارجية من أربعة دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، هي المملكة العربية السعودية والكويت وعمان والبحرين، كما هو مرتقب بزيارة للصين، في الفترة الممتدة ما بين 10 و14 كانون الثاني.

والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف بن فلاح الحجرف، في ووشي بمقاطعة جيانغسو التي تقع شرقي الصين. وإثر اللقاء، لفت نايف إلى دور الصين كـ”شريك استراتيجي مهم وأكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي، موضحا أن الجانبين يحظيان بمستوى عال من الثقة المتبادلة”. من ناحيته، شدد وانغ على مساعي الصين ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز “الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون العملي”. كما جدّد تثمين الصين لتفهم دول مجلس التعاون الخليجي ودعمها المقترحات الصينية بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين وشواغلها الرئيسية”. وفي الوقت عينه، كرّر دعم بلاده للاستقلال الوطني وأمن دول مجلس التعاون الخليجي واستقرارها، وشدد على ضرورة الحفاظ على التعاون لتعزيز الاستقرار الإقليمي والسلام، خصوصا “في مواجهة حالات عدم اليقين الناجمة عن التغيرات العميقة على نطاق لم نشهده منذ قرن وتأثير جائحة كورونا” غير المسبوق.

وفي البيان الصحافي الذي صدر عن الجانبين، تشديد على دور الصين في المنطقة، في ظل الاتفاق على توفر كل الشروط “اللازمة لإقامة شراكة استراتيجية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي ورغبة الطرفين بتسريع هذه العملية والعمل على صياغة وتوقيع خطة عمل للحوار الاستراتيجي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة واستكمال المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة، مع الإشارة إلى أن وجهات النظر حول الملف الإيراني لم تغب عن المحادثات. وتسعى الصين منذ فترة طويلة لتعزيز علاقاتها بدول الشرق الأوسط الغنية بالطاقة والتي تكتسب أهمية استراتيجية، مع انحسار الهيمنة الأميركية كما يبدو للمراقبين، ومع ذلك يبقى الاستفهام حول موقف الصين من إيران خصوصا أنه من غير المرجح أن تضغط على طهران من أجل تقديم تنازلات في ملفها النووي”.

المصدر: scmp

شارك المقال