باسيل… “أجمل إحساس” في عون!

عبد السلام موسى

لا يغيب حس “الكوميديا السوداء” عما ورد في دعوة – “نعوة” رئيس الجمهورية ميشال عون إلى حوار “اللاحوار”، “كرمى لعيون الصهر” جبران باسيل، حول أنه يأمل أن يغلب “الحسّ الوطني” للمقاطعين على أي “حسّ آخر”، ويدعوهم إلى “وقف المكابرة” و”النظر إلى معاناة الشعب اللبناني”، وهي في حقيقة الأمر دعوة الى الحوار… لدواع “باسيلية”… على أساس ان باسيل أجمل أحساس في عون!

كلام رئاسي مضحك مبك، يحار اللبنانيون في قراءته من “فوق لتحت أو من تحت لفوق”، ولا يفهمون الا شيئاً واحداً بين سطوره، وهم في قمة اليقين بأن محاضرة فخامة الرئيس “المتحسّسة” في “الحسّ الوطني” على قاعدة “فاقد الشيء لا يعطيه”، مع كل الإحترام لموقع الرئيس وشخصه.

لا شك أن الحقيقة بشعة، وتزداد كذلك مع كم الوقائع التي توالت، ولم تفرز إلا حقيقة واحدة، مفادها أن فخامة الرئيس أمعن، طوال خمس سنوات من عهده، في تغليب “الحسّ الباسيلي” على أي “حسّ وطني”، ولم ينظر إلى معاناة الشعب اللبناني إلا بـ”عيون الصهر”، ولم يكابر إلا بلسانه الطويل الذي لم يبقِ له صاحباً، وحتّم على عهده “الفشل الذريع”، إلى الحد الذي دفع إلى مقاطعة الحوار الذي دعا إليه بـ”أجندة باسيلية”، لأن المقاطعين باختصار، يُغلّبون “الحسّ الوطني” على “الحسّ الباسيلي”، ولا يكن يجمعهم بجبران باسيل إلا “شعرة” قطعها أيضاً، لأنه ارتضى أن يكون أسير المستقبل السياسي لجبران باسيل.

إنها نهاية محزنة لمسيرة ميشال عون الحافلة، لا ينطبق عليها “نهاية رجل شجاع”، لأن هذا النوع من الرجال الشجعان، لا ينقلون البارودة من كتف إلى أكتاف، ويغيرون في قناعاتهم ومبادئهم، ولا ينتهجون سياسة “الكاموفلاج”، للوصول إلى قصر بعبدا، ولا يهربون من أرض المعركة، كما فعل في الماضي، ولا يرضون أن يكونوا رؤساء صوريين، لعهد يرأسه فعلياً “صهر محظي” مع “وطاويط القصر”.

الرجل الشجاع لا يغير في قناعاته ومبادئه، لا يقدم نفسه رمزاً لمقاومة “الاحتلال السوري”، وهو الذي كان مرتمياً في حضن “الأسد الأب” آنذاك ليصبح رئيساً للجمهورية، كما ارتمى في حضن “الأسد الأبن”، منذ عودته من المنفى الباريسي، وزاره ونصّبه حامياً للمسيحيين والاقليات، كي يصبح رئيساً أيضاً، ويورث الرئاسة لجبران كما ورثها حافظ لبشار، تماماً كما هي نظرته لـ”حزب الله” الذي كان يقول فيه ما لم يقله “مالك في الخمرة”، ويعتبره ميليشيا وقوة احتلال إيرانية للبنان، قبل أن يتحول إلى مقاومة و”حمامة سلام”، فقط لأن الحزب التزم معه بـ”وعد صادق” بأن يكون مرشحه لرئاسة الجمهورية، وما زال يسعى معه اليوم لينتزع “وعداً صادقاً”، لا يبدو في الأفق المنظور، ليورث الرئاسة لجبران.

اللبنانيون يبصمون بالعشرة للرئيس نبيه بري، قبيل انتخاب عون عام 2016، بتحذيره الشهير والرؤيوي، “نريد أن ننتخب رئيساً للجمهورية وليس رئيسين”.

رحم الله “عهداً” عرف “صهره” فوقف عنده!

شارك المقال