الشرق الأوسط: مستقبل قاتم وحروب على عدة جبهات

حسناء بو حرفوش

تشهد منطقة الشرق الأوسط حروبا بالوكالة على عدة جبهات مما ينبئ بمستقبل قاتم بشكل خاص، حتى في تلك المناطق التي لم تمسّها عقود من الاضطرابات والتي تجد نفسها في قلب الصراع، حسب قراءة على موقع صحيفة “داون” (Dawn) الإلكتروني.

ووفقا للتحليل، “شهدت نهاية الأسبوع الماضي لحظة صراع بين القوى العالمية، مع تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على روسيا، وصولا إلى حد إخراج الروس من النظام المصرفي الدولي، تماما كما فعلت واشنطن بالفعل مع إيران. وبالتزامن، وجد أعضاء الاتحاد الأوروبي أنفسهم في خضم نزاع حول ما يجب القيام به بخصوص التراكم الهائل للأسلحة على الحدود الأوكرانية مع روسيا.

وبقيت ألمانيا التي تشارك في مشروع خط أنابيب (المكتمل ولكن الذي لم يستخدم بعد قط) والذي سيسمح بنقل الغاز الطبيعي من روسيا مباشرة إلى البلاد، أسيرة التردد لأنها تعلم أن العقوبات ستزيد من تعقيدات الأمور خصوصا بالنسبة لهم، ولناحية إجراء معاملات مالية مع روسيا. مما أعاد طرح التساؤل التالي: هل تستحق أوكرانيا حقا الحرب التي قد يتعين على الاتحاد الأوروبي بأكمله خوضها؟

وفي المقلب الآخر، حالة من التأهب القصوى مع شنّ الحوثيين في وقت متأخر من ليل الأحد هجمات استهدفت المملكة العربية السعودية. كما استهدف هجوم آخر للحوثيين الاثنين الماضي قاعدة جوية في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وحسب مسؤولين إماراتيين، تم اعتراض الصواريخ التي “سقطت في مناطق متفرقة حول أبو ظبي”.

ولا يخفى على أحد أن مدينتي أبو ظبي ودبي لا تعتبران بأي شكل من الأشكال جزءا من منطقة حرب. بل على العكس تماما وعلى الرغم من وقوف الإماراتيين ضمن التحالف إلى جانب المملكة العربية السعودية، استمرت مدن مثل دبي وأبو ظبي، على الرغم من كل شيء وعلى الرغم من جائحة كورونا، تلمع بمتاجر المصممين ومراكز التسوق المتألقة وناطحات السحاب الشاهقة. كما استمرت حركة السياحة وازدهرت المطاعم. ومع ذلك، يستمر الحوثيون بالتلويح بالتصعيد.

ومن غير المعروف ما سيحدث بالضبط، لكن بعض الخبراء الإقليميين يؤكدون حقيقة أن هذا التصعيد قد يغير قواعد اللعبة. حسب الباحثة كارين يونغ من برنامج الاقتصاد والطاقة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشكل الهجمات الأخيرة “تصعيدا مطلقا” خصوصا أن “سلامة دول مجلس التعاون الخليجي تأخذ الآن حسابات مخاطر تقترب مما نعرفه في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط”، حيث توجد خطوط الأنابيب ومرافق الإنتاج والطيران المدني وما إلى ذلك. وبالتالي بين الهجوم والانتقام، ستواجه طبيعة الحرب في المنطقة تغيرا جذريا.

وفي الوقت الذي يتفاقم فيه الصراع المتنامي في أوكرانيا وهو صراع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهما مع روسيا، يتفاقم الوضع بين التحالف والحوثي، وحقيقة أن كلا الأمرين يتفاقمان في الوقت عينه وتهدد بإلقاء العالم في صراع أكبر، تجر إليه كل الدول العظمى. وفي هذه الحالة، يبدو مستقبل الشرق الأوسط قاتمًا بشكل خاص، حتى في تلك المناطق التي لم تمسها عقود من الاضطرابات والتي تم جرها بشكل غير متوقع إلى الصراع”.

شارك المقال