عندما يتنطّح “غلام الإعلام” على سعد الحريري!

عبد السلام موسى

هزلت هذه الصحافة، حين يتسلق بعض العاملين فيها، شجرة الرياء وشذاذ الآفاق اليابسة، ويصبح لصبيانها صبيان يتسابقون فيما بينهم على النفاق.

لا للومة لائم، على المقاربة والتشبيه واللغة المستخدمة، لكن ثمة من لا يفهم إلا بلغته، في ظل ما تضج به الكثير من الأقلام “المروسة” من صفاقة وخزعبلات، ومنها موقع الـ”mtv”.

المضحك المبكي، أن جماعة هذا الموقع، الواقع على أرض الغلّ والحقد، يتشدّق بوصف “اليتامي الجدد” الذين هم انفسهم من تبنّوا موقعة الـ”mtv” في ظل يُتمها وقهرها.

ذاكرة في “كوما” انتخابية ومذهبية عميقة، تُنسي من تسوّل له نفسه التطاول على كرامة سعد الحريري، كيف كان يلهث خلفه في استديو الـ”mtv” ، من أجل أن يلتقط صورة “سيلفي”، ليرفع من شأنه امام أترابه، ويُزيّن بها حساباته الباهتة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالعودة الى “غلام الإعلام” الذي “يُنطنط” في سيرك موقعه، ويسقط كل يوم ألف سقطة، ويثير سخرية اسياده وجمهوره، قبل خصومه، ربما من المفيد التكرار مع “الشطار” من أمثاله، لإنعاش ذاكرته بما يعلمه كل اللبنانيين، بأن سعد الحريري احترم إرادة المسيحيين، الذين أعطوا ميشال عون أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب، واحترم إرادة مرجعية بكركي بحصر الترشيح بأربعة مرشحين، واحترم إرادة حليفه ومرشحه سمير جعجع، بالانسحاب وتبنّي ترشيح عون، عندما عقد معه ومع جبران باسيل “تفاهم معراب”، وترفّع عن كل الخطاب القواتي والعوني، الذي وصل حد “دعشنة” تيار “المستقبل”، اذا لم يتبنّ مرشحهم، مرشح “حزب الله”، ميشال عون.

وكل اللبنانيين يعلمون، أيضاً، أن همّ سعد الحريري حينذاك، كان ملء الفراغ الرئاسي في الموقع المسيحي الاول في الشرق، وهو ما يسجل لسعد الحريري ولا “يُعلّم” عليه، بينما كان همّ جعجع وعون وباسيل كيف يتقاسمون السلطة، وبنود “تفاهم معراب” تشهد، بعدما فشل جعجع في إتمام “تفاهم بنشعي” ربما، بعدما طرح على الحريري اسم فرنجية بديلا عنه وعن عون!

وكل اللبنانيين يعلمون، أيضاً وأيضاً، إلا من كانوا من مدرسة “لو كنت اعلم”، أن الحريري لم يرغم جعجع على تنفيذ أجندة باسيل، في السير بـ”القانون الارثوذكسي”، وما تلاه من “قانون ارثوذكسي مقنع”، سلّم الأكثرية إلى قاسم سليماني، بعد أن كانت مع “١٤ آذار”، ودقّ أكبر مسمار في نعش ١٤ آذار، ومبادئها العابرة للطوائف والمذاهب.

وكل اللبنانيين يعلمون ويقدرون أن سعد الحريري رفع دم والده من أرض الاغتيال إلى قاعة المحكمة الدولية، من أجل أن يعرف الحقيقة، لا الثأر أو الانتقام أو تدمير ما بناه رفيق الحريري بحروب عبثية، في بلد يغلي بصبّ الزيت على نار الفتنة السنية – الشيعية، التي كان يقتات منها جعجع كما عون وباسيل.

وربّ سائل إزاء ما يكتبه هذا الغلام ومن على شاكلته، هل “حلال” على جعجع أن يضرب كؤوس الشمبانيا مع باسيل تحت عنوان “المصالحة المسيحية”، و”حرام” على سعد الحريري أن يربط النزاع مع “حزب الله” تحت عنوان “حقن الدماء” ومنع الفتنة السنية – الشيعية؟!

واكثر من ذلك، يعلم الجميع أن جعجع رشّح نفسه لرئاسة الجمهورية، على الرغم من كل النصائح التي اسديت له، بأن الباب مقفل امامه، وعلى الرغم من ذلك سار “المستقبل” خلفه، وقصد مجلس النواب ٤٤ جلسة لانتخابه، قبل أن يقرر الاستسلام لـ”حزب الله” ومرشحه ميشال عون، لانه عقد صفقة معهما، سرعان ما تنصّل منها باسيل وباعه عند اول مفترق.

يعلم الجميع أن بيت الوسط لم يُقفل يوما في وجه أحد، وان مرجعيته كرقم صعب في المعادلة الوطنية، كانت وما زالت، تحتّم على الجميع زيارته.

أقلّه، لم يتغزل الحريري او تياره يوما بـ”حزب الله” تحت قبّة البرلمان، كما فعلت ستريدا جعجع، وفعل جعجع نفسه باكثر من إطلالة إعلامية، أقلّه لم يُرسل ملحم رياشي للجلوس مع قادة “حزب الله” في عقر داره في الضاحية الجنوبية لغايات رئاسية يعرفها الجميع.

يعلم الجميع أن الحريري كان كريماً، وان كان البعض يعيب عليه تبذير ثروته، كما يعلمون أن المنبر الاعلامي الذي يطل منه هذا الغلام، كان له نصيب وافر ودعم لا حدود له، مع أن الحريري كان يملك إعلاماً لم يوصده يوما في وجه أحد، وكان مفتوحا للجميع، وعلى رأسهم “القوات اللبنانية” عندما لم يكن لديها اي منبر اعلامي، وتبنّى قضيتها، وبيّض صفحتها، وساندها، ووظف لها كثراً، بخلاف ما تفعل هي اليوم في إعلامها للاسف.

اذا كان سعد الحريري أخطأ، فقد اعترف بذلك، لكن هل يعترف جعجع بخطيئته الكبرى بحق الوطن، بالاستسلام أمام ميشال عون، مرشح “حزب الله” والنفوذ الايراني؟!

نعم، أخطأ جعجع عندما لم يحترم تمثيل سعد الحريري في المعادلة الوطنية، والتقى مع باسيل على عدم تسميته، ولم يسمع منه طوال سنة من الصراع مع باسيل وحاشية عون، أي كلمة تدينهم، ثم يأتي ليقول إنه مصر على التنسيق مع الاخوة في تيار المستقبل.

المواقع الواقعة “تنضح” بما فيها. وإذا لم تستح تفعل ما تشاء، وهي تفعل وتفعل، كما يصيح هذا “الغلام” على “مزبلته”.

شارك المقال