ورقة بيضاء في “صندوق الذخيرة”

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

ثمة أنين عميق. يأس تجاوز الإحباط. نبحث عن شبكة تجسس عدوة علّها تستطلع أمورنا وتكشف لنا سر هذا الركام. ننظم حياتنا حسب مواعيد موتورات الكهرباء. وننظم أرواحنا على روزنامة الإنكسار…

وثمة من يدعونا الى الصبر. لم يقل إن الحياة وقفة عز فقط بل قال إن العز والكرامة كما يعرفهما أقوى من الحصار. المقاوم الحديدي الرّاعد لا يهمه كوننا تجاوزنا الحصار. نحن نختنق. وهم يسجلون انتصارات آلهية.

وحيدون في هذا الشرق، ليس تمايزا بل نبذا. تتحكم بنا دويلة الرايات السود الخراسانية. خسرنا كل حروبنا من أجل دولة الكيان والهوية فيما “حسن الصباح” يدبر أقدارنا من قلعة “الموت” في مكان ما.

ربحنا في مناسبات ومواقع كثيرة لكننا ما راكمنا الا الخسارة. وحدنا، كلما ربحنا زادت خيباتنا. تراكمت الخيبات المصحوبة بدم كثير، وشيّعنا أحلامنا قتلى عبوات حقد ورصاص الولي.

في مستنقع. كلما قاومنا غرقنا. وكلما غرقنا ارتفعت راياتهم السود. وصرنا نقول: قد نالت منّا الذلّة.

نعلّق مواطنيتنا السياسية. ننتمي للجغرافيا وحسب. التاريخ مجرد دردشة في طابور بنزين أو خبز أو دواء. أمجادنا اللبنانية مثل الليرة… تلاشت. نبحث عن طموحات “فريش” فتهزمنا صواريخ السوق السوداء.

لا “بيئة حاضنة” للديموقراطية، للتعددية، للانتخابات، للعيش المشترك… ثمة ضواح كثيرة لعاصمة وحيدة، يتيمة، لا متنفس لها غير بحر مهموم.

هذا موسم حصاد الأوجاع. الدمعة مثل الصوت لا يوصلان الى مكان. التغيير ممنوع ومستحيل حتى الى الأقل سوءا.

وفجأة تطل “سوا” تبشرنا بالخلاص الفريش. البهاء المنتظر آت لانتشالنا من هذا الاحتضار. إنتصر أولا على شقيقه وخسر كل شيء.

في هذا السواد، ووسط كل هذه الرايات، فلنرفع ورقة بيضاء، ضد “صناديق الذخيرة” في انتخابات لن تفيد الا في كسر الديموقراطية.

شارك المقال