شهيب لـ”لبنان الكبير”: لا أحد يستطيع أن يصادر القرار السنّي

عبدالله ملاعب

لا تزال تداعيات عزوف الرئيس سعد الحريري وتياره عن العمل السياسي، تتوالى فصولا وتزداد تعقيدا ولا سيما في صفوف الحلفاء التقليديين لتيار المستقبل، إذ باتت ثلاثية التقدمي – القوات – المستقبل غير قابلة للتطبيق اليوم ليس فقط بسبب تعليق الحريري عمله السياسي بل أيضا نتيجة تزايد التباينات والخلافات بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية حيث “قلوب المستقبل” مليانة منذ قبول القوات التي حملت شعلة الثورة عشية 17 تشرين، بحكومة حسان دياب ورفضها الحريري آنذاك وصولا الى مواقف القوات مؤخرا في ضوء عزوف الحريري إذ ظهرت معراب بصورة الفريق الذي يريد تبنّي جمهورا ليس يتيما. وثمة تصريحات واضحة للقوات اللبنانية تظهر محاولات واضحة لسلخ التياريين عن قيادتهم كان أبرزها كلام الحكيم حول الأكثرية السنّية الشعبية التي يتحالف وإياها لا مع القيادة السنّية.

وفي هذا السياق، تقول مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي للبنان الكبير “إن جنبلاط دخل على خط تصويب العلاقة بين القوات والمستقبل” وذلك على خطين. الأول مرتبط بالاتصالات التي يجريها جنبلاط مع قيادات سنّية سياسية وروحية بارزة للوقوف عند مساعيها المرتبطة بتنظيم الساحة السنّية وفرز مرشحين، والثاني مرتبط بتحذير جنبلاط كل من يريد أن يرث سعد الحريري وما استتبع هذا التحذير من تصريحات بارزة للتقدمي منها ما قاله موفد جنبلاط الى معراب النائب أكرم شهيب من منبر جعجع إذ قال في تصريحه بعد الاجتماع الذي جمعه والنائب وائل أبو فاعور بسمير جعجع “نحترم خصوصية الساحة السنّية، وبالتالي لن نقفز فوق هذه الخصوصية في أي إستحقاق”.

وفي حديث خاص لـ”لبنان الكبير” يقول شهيب “إن خروج سعد الحريري من المشهد السياسي أحسسنا باليتم نحن وغيرنا ولا يستطيع أحد أن يصادر قرارات الشارع السنّي”. وأشار شهيب في حديثه الى مضمون لقاء معراب حيث تم الإتفاق على أن يخوض الاشتراكي والقوات الانتخابات سويا في كل الدوائر التي تجمعهما وذلك إنطلاقا من النهج السيادي الذي بدأ “من محطة المصالحة التاريخية في المختارة التي جمعت وليد جنبلاط وبطريرك الاستقلال الثاني في لبنان، البطريرك صفير الذي قال يوما للسوريين: قلنا ما قلناه، مرورا بمحطة انتفاضة 14 آذار عام 2005 حيث كان شعار الحرية والسيادة والاستقلال مشترك بين الاشتراكي والقوات”.

ويضيف شهيب في حديثه: “لا إتفاق ولا خلاف بيننا وبين القوات على أسماء المرشحين، اللقاء جرى فيه الاتفاق على معيار إنتقاء المرشحين ألا وهو أفضل تمثيل للقاعدة الشعبية مع الأخذ بالإعتبار مستلزمات الفوز في هذا القانون الانتخابي (أي لعبة الحواصل)”.

وتشير مصادر قيادية في القوات اللبنانية لـ”لبنان الكبير” إلى أن طموح جعجع متمثل بأن يكون في المجلس النيابي جبهة سيادية تضم كتلا وطنية عديدة تكون كتلة القوات اللبنانية من ضمنها وذلك بهدف مواجهة النفوذ الايراني. وفي حين يقول نائب القوات اللبنانية فادي السعد في حديث صحافي أن القوات لا تزال تدرس خيار ترشيح شخصيات سنّية، يقول المصدر أن القوات ستدعم شخصيات سنّية كي تكون ضمن الجبهة السيادية مثلما ستدعم شخصيات سيادية من مختلف الطوائف كالشيخ عباس الجوهري مثلا الذي سترشّحه القوات اللبنانية عن مقعد شيعي في دائرة بعلبك الهرمل.

وفي الختام، مصادر قيادية بارزة في ما كان يعرف بجبهة 14 آذار تقول “إن جعجع يريد توسيع كتلته النيابية كي يصل الى رئاسة الجمهورية ويريد أن يرث سعد الحريري”. ويبدو أن محاولات وليد جنبلاط لترميم العلاقة بين قياديي الحريرية السياسية ومعراب عشية الإنتخابات لم تنجح بعد إستمرار حرق المراحل والتلطي خلف شعار دعم سياديين سُنَّة وتخطي قيادات هذا المكوّن. واقعٌ فيه الكثير من التخبط يُحذر المصدر من نتائجه إذ أنه يخدم حزب الله لا السياديين لأن هذا التخبط يشرذم السياديين لا يجمعهم.

شارك المقال