كيف هي علاقة الرئيس الأميركي جو بايدن بإيران؟ سؤال تجيب عنه السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في مقال نشر على موقع “واشنطن إكزامينر” (Washington examiner) وفي تحليلها، تدفع هيلي باتجاه التشدد في التعاطي مع إيران، محذرة من أن التساهل في العقوبات لا يخدم إلا الأهداف الإيرانية.
وتقول هيلي في مقالها: “في الوقت الذي تستمر فيه إيران باستهداف الأميركيين، يستمر بايدن بإرخاء الحبل إزاء دعم الإرهاب والتهديدات ضد الولايات المتحدة. وإذا نسينا هجوم إيران على أشخاص مثلي (أي الكاتبة هيلي)، ينبغي على بايدن محاسبة إيران على انتهاكات أخرى. وعلى ما يبدو، أمضى بايدن العام الماضي وهو لا يوفر جهدا من أجل العودة إلى الاتفاق النووي مع النظام الإيراني. ومع ذلك، وحتى الساعة لم يتّضح سوى مقدار ما هو مستعد للتخلي عنه. وخلال سنوات عديدة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات غير مسبوقة على شحنات النفط الإيرانية، التي تمول وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط والهجمات العسكرية على القوات الأميركية. ومع ذلك، في العام الماضي، استمرت إيران في شحن نفط يزيد بنسبة 40٪ عما سجل في العام السابق. وبات ذلك ممكنا ببساطة لأن بايدن رفض فرض العقوبات”.
وتضيف: “تتمحور الطريقة التي تتحدث بها إدارة بايدن حول التفكير في تخفيف العقوبات على إيران، وهذا خطأ. لقد أعطى بايدن مساحة راحة بالفعل لإيران، التي حققت بالتالي ما لا يقل عن 15 مليار دولار إضافية كان ينبغي وضع حد لها. واستناداً إلى التجارب الماضية، نحن نعلم بالضبط إلى أين تتجه المزيد من الأموال لتمويل الإرهاب والملايين التي تهدد أميركا وحلفاءها. وعلى الرغم من إصدار الكونغرس مؤخرا تفويضا حول بايدن وتخفيف العقوبات، أعلن الرئيس أنه سيتجاهل هذا القانون. وبالتالي يطرح السؤال: إلى أين يتجه النفط الإيراني؟ إلى مَن مِن خصوم الولايات المتحدة، من ضمنها الصين وروسيا وفنزويلا وسوريا؟. هذه مشكلة كبيرة”.
وتتابع: “تساعد إدارة بايدن، من خلال رفضها فرض عقوبات على إيران، بشكل مباشر، البلدان التي تريد تقويض الولايات المتحدة، والصين مثال على ذلك. وبدلاً من منع إيران من شحن النفط إلى الصين، قررت إدارة بايدن إجراء حوار حول الموضوع. ويُنظر إلى ذلك على أنه ضعف بشكل واضح وبسيط وخطير. ومن الواضح أن الحديث عن المخاطر لم يحقق شيئا. وأظهرت تقارير مؤخرا مثل تلك التي تتابع صادرات النفط الإيرانية، أن تجارة النفط الإيراني إلى الصين ارتفعت بنسبة 62٪ بدءا من تشرين الثاني. وفي غياب أي عواقب على أفعالها، من المؤكد أن الصين الشيوعية ستستورد المزيد من النفط الإيراني هذا العام”.
وتشير الى أن “محاسبة إيران أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالحقيقة هي أنه حتى قبل أن يرفع بايدن الضغط عن إيران، كان النظام الإيراني يواصل مسيرته نحو سلاح نووي. كما عزز النظام أيضا دعمه للإرهابيين من خلال بناء طائرات مسيّرة متقدمة، والتخطيط لحرب سيبرانية. وبدت طهران أكثر عدوانية خلال العام الماضي من أي وقت مضى في الذاكرة الحديثة. لقد توقف النظام بشكل أساسي عن التعاون مع مفتشي الأسلحة النووية. وترفض طهران الآن استبعاد تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى مستوى صنع الأسلحة. لقد أكمل العلماء الإيرانيون أعمالهم النووية التي لا تنحصر بالاستخدام المدني، بل تتعداه الى الاستخدام العسكري. وطوال الوقت، كانت إيران تسلّح وكلاءها في جميع أنحاء الشرق الأوسط بطائرات مسيّرة قوية، وتعمل على احتجاز الأميركيين رهائن وحتى التخطيط لعمليات اختطاف مواطنين أميركيين على الأراضي الأميركية”.
وتعتبر أن “الرد الصحيح على العدوان الإيراني يقضي بالتمسك بالقوة والعزيمة، عكس ما يفعله بايدن بالضبط. وبدلا من إراحة إيران، عبر تخفيف العقوبات، يجب على واشنطن اتخاذ إجراءات أقوى وإصدار عقوبات أكثر حدة بالتزامن مع تطبيق العقوبات القائمة، مع التوضيح أن الضغط سيتصاعد فقط حتى تغير إيران سلوكها”.
وتلفت الى أن “إيران تكرر أنها قادرة على الإفلات من العقاب. وحان الوقت لكي تظهر إدارة بايدن لها أنها لا تستطيع ذلك، بدءا بفرض القانون ووقف شحنات النفط الإيرانية. أما إجراء أقل من ذلك فهو إهانة للجمهور وهدية لعدو يريد تدمير الولايات المتحدة”.