تشرذم في صفوف ثوار البقاع الغربي… والجو الانتخابي “فايت بالحيط”!

راما الجراح

يبدو أن الانتخابات النيابية المقبلة لا تشبه الاستحقاقات السابقة التي مرّت على لبنان، فالظروف السياسية مختلفة، وظهور جماعات تغييرية على نطاق الوطن بشكل جدّي وفاعل خلط كل الحسابات عند كل الأطراف المشاركة في الانتخابات، وبالأخص بعد عزوف الرئيس سعد الحريري وتياره عن المشاركة.

وجوهٌ جديدة أفرزتها ثورة ١٧ تشرين برزت على الساحة اللبنانية تُنادي بشعار واحد “التغيير”. وفي البقاع الغربي باتت بارزة جداً الحركة الكثيفة التي تقوم بها الجماعات الثائرة من لقاءات واجتماعات مع جميع القوى المعارضة لأحزاب السلطة، على أمل رصّ الصفوف والاتحاد ضمن لائحة واحدة تُمثل أفكارهم ورؤيتهم التي انتفضوا لأجلها، ولكن هذا ما لم يحصل، وذهبت كل مجموعة إلى تشكيل لائحة مغايرة للأخرى، والمضحك المبكي في الأمر أنها جميعها تحت شعار “الثورة”!.

واللافت أن إئتلافاً بقاعياً سارع إلى الإعلان عن ورقته تحت إسم “سهلنا والجبل”، وذلك ضمن احتفال أقامه في منطقة راشيا منذ يومين بحضور حشد من فاعليات المنطقة من قوى الانتفاضة، وعرضوا نقاطاً عدة تمثل أفكارهم ورؤيتهم من دون الاعلان عن مرشحين للانتخابات المقبلة. ومن جهة أخرى تفرعت حركات ثورية أخرى تحت إسم “نحو الوطن”، و”كلنا إرادة”، و”مجتمع مدني نحو التغيير” إلى جانب “سوا للبنان” المدعومة من بهاء الحريري، و”فرطت” سبحة الثوار، بحسب قول أحد المصادر الخاصة لـ”لبنان الكبير”، مشيراً الى أن “هناك اختلافاً بين مجموعات الثوار في البقاع الغربي وذلك بسبب جهات التمويل من جهة، ومَن سيحدد المرشحين من جهة أخرى”.

وفي حديث مع مرشح لائحة “مجتمع مدني نحو التغيير” علاء الشمالي، اعتبر أن “من الطبيعي أن تحصل خلافات بين مجموعات الثورة في كل لبنان لأن معظم القيّمين عليها كانت لديهم ميول سياسية قديمة وكانوا مناصرين للأحزاب وهم أنفسهم من يحاولون أن يتسيدوا الثورة، ومجموعات “نحو الوطن” و”كلنا إرادة” لم تستطع تنظيم أنفسها لا في العاصمة بيروت ولا في كل مناطق لبنان، واليوم تحاول في منطقة البقاع السيطرة على الشباب الثائر وهذا أمر غير منطقي”.

أضاف: “أما إئتلاف “سهلنا والجبل” النابع من الثورة وأتمنى له التوفيق، فلم تتوافق أفكاري معه ولم انسجم مع رؤيته، لهذا السبب لم أنضم إليه. ومنذ العام ٢٠١٨ لائحتي موجودة بالإسم نفسه وأنا منفتح على أي تحالف يخدم مصلحة لبنان ونستطيع معه أن نقوم بتغيير في مؤسسات الدولة، ومستمر في هذا النهج، وعندما نجد أي طرف بعيداً من احزاب السلطة يتوافق مع رؤيتنا لن تتردد في التحالف معه لنكون قوى فاعلة تستطيع الفوز بمقعد انتخابي في البقاع الغربي”.

وأكد الشمالي انسجامه مع “سوا للبنان”، موضحاً أن “أفكارنا متقاربة مع الأصدقاء في لائحة بهاء الحريري التي يمكن أن تتألف في المنطقة، وهم يشبهوننا وناشطون على أرض الواقع، وأظن أن الناس أصبحت تُفرق بين الثائر الحقيقي والمزيف، والمشكلة الأساسية التي يجب أن نتخطاها اليوم هي الاستغناء عن طموح قائد الصورة المسيطر على عقولنا لأننا بهذه الطريقة أضعنا البوصلة وتشرذمنا، وأقول اننا لم نتأخر بعد للإتحاد من جديد كطامحين الى النجاح والتغيير من دون التشكيك في النوايا”.

من جهته، لفت عضو إئتلاف “سهلنا والجبل” ياسين ياسين الى أن “هذا الائتلاف انبثق من ثوار ١٧ تشرين التي كانت لها نجاحات واخفاقات على مدى ٣٠ شهراً، وهو عبارة عن عمل وأشغال شاقة لأكثر من سنة، وفي هذه الفترة تعرفنا على جميع الثوار في البقاع الغربي وراشيا وكوّنا أنفسنا، ووصلنا إلى مرحلة الإيمان بالتغيير وخوض الانتخابات على هذا الأساس، ونحن إئتلاف سياسي بحت وليس انتخابياً وعملنا متواصل على مدى سنوات لاستكمال مشوار التغيير”.

واعتبر أن “القانون الحالي غير عادل، وهو من اختراع السلطة، ولكننا على الأقل نستطيع الفوز بمقعد في البقاع الغربي والعمل على الأرض سيترجم هذه الارادة، ونحن بصدد إعلان لائحتنا وأسماء المرشحين قريباً جداً وربما في نهاية هذا الشهر”.

وشدد على أن “أبوابنا مفتوحة للجميع لنمضي معهم بغية كسر شوكة السلطة الفاسدة، وليس هناك أي اختلاف مع أي حركة تغييرية إطلاقاً. وحتى الآن لستُ مرشحاً ومثلي مثل أي شخص داخل الائتلاف وبحسب القرار الذي سيصدر عنه سنمضي به جميعاً”.

شارك المقال