14 شباط… سقوط لبنان منذ 17 عاماً

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

في 11 تشرين الثاني 2004 توفى ياسر عرفات مع علامات استفهام كبيرة عن تسميمه.

في 14 شباط 2005 طن متفجرات وحقد يغتال الرئيس رفيق الحريري.

في 30 كانون الأول 2006 أُعدم صدام حسين صبيحة عيد الأضحى.

تقريباً في فترة زمنية واحدة تم التخلص من 3 أسماء كبرى في عالم “الجماعة”. بوضوح: ثلاثة زعماء سنّة.

لم يكن 11 أيلول بعيداً. وكانت الحرب على الارهاب، الذي يصدف دائماً أنه سني بتعريف مؤسسات الأمن ومراكز الأبحاث في الغرب، في بدايتها القوية. حرب على أفغانستان وغزو للعراق.

بالتخلص من عرفات والحريري وصدام، خلا المدى السياسي فعلاً أمام “أقلية” غير عربية لتعيث خراباً سياسياً في الخارطة العربية التي لم تكن يوماً خارطة وحدة، وحدة هم أو وحدة حلم.

ليس هناك أي أرضية لـ”حلف الأقليات” الطائفية أو المذهبية الذي يحكى عنه الكثير، ويُقال إنه وراء ما وصلت اليه “الجماعة الكبيرة” من أحوال متردية وبائسة.

هي “الأقلية الايرانية” التي تقنعت بالمذهبية الشيعية، العربية الأصول تماماً، لتقلب أوضاع المنطقة بعد “التخلص” من كبارها القادرين على تشكيل “ممانعة عربية”.

ومن عرفات فالحريري الى صدام، كانت المنطقة العربية سائبة تماماً، وكان تاريخها ينقلب نحو مكونه العربي – الفارسي، قبل أن تفرض التوليفة “الخراسانية – العباسية” منطقها على الجميع بغياب “ممانعة عربية” أصيلة.

ثمة من يهجس بالتاريخ، كالفرس. العرب لا يحتفلون الا بالجغرافيا… بالشعار التافه: من المحيط الى الخليج.

وهكذا صار. بدأ الفرس يؤرخون أيامنا. من سقوط بغداد، من العبث بالقضية الأولى للعرب (فلسطين) بجعل “حماس” الاخوانية مشروعاً بديلاً للحل الفلسطيني، الى احتلال بيروت التي عرفت الاحتلال الاسرائيلي في الثمانينيات من القرن الماضي ودحرته.

ما كان ممكناً احتلال بيروت، كما هو حاصل اليوم، بغير الخلاص من رفيق الحريري. كان يجسد مشروعاً عربياً منفتحاً معتدلاً قادراً على جمع المتناقضات فيما كان مطلوباً حينها التوسيع بين المتناقضات.

اليوم بعد 18 عاماً على “موت” عرفات، وبعد 17 عاماً على اغتيال الحريري، وبعد 16 عاماً على اغتيال صدام، نعرف ونعيش الوقائع البشعة للمدن العربية الساقطة في الجعبة الايرانية.

في 14 شباط 2022 صرنا نعرف بالضبط لماذا كان 14 شباط 2005. ما كان لبيروت أن تسقط، وما كان للبنان أن يذل، لو بقي رفيق الحريري.

شارك المقال