“حزب الله” يفرض نفسه بالقوة في “اللبنانية – الأميركية”

عبدالله ملاعب

لطالما تميزت الجامعة اللبنانية – الأميركية لا سيما فرعها في قريطم، بحراك سياسي نشط تقيس الأحزاب السياسية مدى تأثيرها على الشباب إنطلاقاً من حضورها في هذه الجامعة التي تعقد إنتخاباتها الطالبية أوائل تشرين الأول قبل كل الجامعات، وتعطي طلابها حق تأسيس وادارة نواد تعنى بالسياسة والاقتصاد ومختلف الجوانب. وتُقيس الأحزاب تواجدها انطلاقاً من الانتخابات والحضور في النوادي، مع العلم أن الجامعة تمنع الدعاية الحزبية أو تسييس النوادي لكن القطاعات الشبابية في الأحزاب تعرف كيف تدير معاركها وتُحصّن نواديها ضمن الأطر المسموحة.

منذ إندلاع ثورة 17 تشرين جهدت كل الأحزاب للمحافظة على تواجدها في “اللبنانية – الاميركية” لاسيما أن هذه الجامعة شهدت قفزة كبيرة للحراك الطالبي المستقل عشية 17 تشرين وقاد العديد من طلابها مجموعات مستقلة مع اندلاع الثورة. صحيح أن الاحزاب حافظت على تواجدها الا أن أنشطتها كلها، ما عدا “حزب الله”، إختلفت عن السابق إذ أخذت طابعاً أقل إرتباطاً بالسياسة والتجييش والتسويق السياسي، وأكثر إرتباطاً بالطلاب وشؤونهم الجامعية.

في تشرين الأول 2021، أجرت إدارة الجامعة إنتخاباتها الطالبية كعادتها، لكن هذه الإنتخابات شهدت مقاطعة من معظم الأحزاب التي كانت لها ملاحظات على فاعلية التصويت الالكتروني وقدرات المجلس الطالبي على إدارة شؤون الجسم الطالبي في ظل التعليم عن بعد. “حزب” الله قاطع، بعد سنوات من تراجع تمثيله في الجسم الطالبي على الرغم من عدم مقاطعة حليفه التاريخي في الجامعة حركة “أمل”.

مقاطعة “حزب الله” الانتخابات لم تكن حدثاً عابراً لكنها أتت في سياقها المنطقي الصحيح. الا أنها أتت على مضض لحزب طالما جهد لفرض نفسه في قريطم بحكم موقع الجامعة الاستراتيجي والحضور التاريخي لتيار “المستقبل” وقوى ما كان يعرف بـ “14 آذار.

لكن “حزب الله” في الـLAU يتصرف كقيادته في الخارج، اذ يريد السطو على الجامعة وفرض نفسه على جسمها الطالبي لإظهار أنه لا يزال بخير في عقر دار “المستقبل”. وتأتي هذه المحاولات بعد خسارة أخرى له في الجامعة، عبر خسارة نادي العلاقات الخارجية الذي للمفارقة قاده لسنوات عدة. ومن ضمن “عدة الشغل”، كما وصفها أحد طلاب الجامعة في حديث لـ “لبنان الكبير” حول إشكال أمس الأربعاء، تأتي أنشطة التعبئة التربوية لـ”حزب الله” في الجامعة المُفعّلة جداً هذه الايام لإظهار أنها لا تزال موجودة على الطلاب لا بينهم. وفي الإطار، كان نشاطها امس على مدخل الجامعة المعروف بالـ upper gate والذي أتى بمناسبة “ذكرى الشهداء القادة”، فرُفعت صور كل من الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية مُرفقة بأناشيد لمغنية وشعارات دينية.

المشهد إستفز قسماً كبيراً من الطلاب خصوصاً الأكثرية الطالبية الصامتة المناهضة لـ “حزب الله”. وراح صدى النشاط ينتشر في الجامعة وفي المنطقة التي أحيت ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري قبل يومين بصمت من دون إستخدام ورقة الجامعة اللبنانية – الاميركية لتوصيل أي رسالة لخصوم الحريري أو حلفائه. وبدأ الاشكال مع وصول أحد سكان المنطقة (قريطم – رأس بيروت) الذي طلب من الطلاب إزاحة الصور، لكن عناصر “حزب الله” رفضوا متذرعين بأنهم في أملاك عامة ليتطور الأمر لاحقاً، جراء تزايد أعداد أبناء المنطقة الذين إعترضوا على هذا السلوك ولم يكونوا قادرين على معالجته مع إدارة الجامعة التي تتبرأ من أي نشاط خارج حرمها حتى لو كان على مدخلها، فبدأ التضارب بالأيدي بعد إصرار أهالي المنطقة على إنهاء النشاط وتمزيقهم الصور المرفوعة. فتطور الإشكال وسط تزايد أعداد الطرفين: أبناء المنطقة الذين جاهروا بخطهم السياسي ونددوا بالنشاط المستفز، وطلاب “حزب الله” الذين استقدموا رفاقهم والمسؤولين عنهم، الى حين مجيء عناصر من الجيش ومن مديرية المخابرات، وتم فض الإشكال الذي تضمن تكسيراً وعراكاً من دون إطلاق نار.

وفي السياق، أصدرت إدارة الجامعة اللبنانية – الاميركية بياناً أوضحت فيه أن الإشكال حصل خارج حرم الجامعة، وأن الادارة تمنع أي نشاط حزبي ضمن حرمها إستناداً الى القوانين المرعية الاجراء.

وفي الاطار، أكدت مجموعة من طلاب الجامعة لـ “لبنان الكبير”، أن ما حصل امس شبيه بما جرى في شويا في آب عام 2021 حين أراد “حزب الله” فرض نفسه على المجتمع من جديد، ولكن هذه المرة من صرح تربوي لتكون النتيجة واحدة.

شارك المقال