نصرالله… “أنا حرّ”

محمد نمر
محمد نمر

لم يعد لدى “حزب الله” اي مسوّغ يغطي مشروعه الايراني التدميري للبنان. مصطلح “المقاومة” سقط منذ بدأ يوجّه سلاحه نحو اللبنانيين، باغتيالات أو اعتداءات ولاستخدامات الابتزاز السياسي كإسقاط حكومات وترئيس مرشحه لرئاسة الجمهورية او تهديد قاض. باتت ذخائره المعدّة لمواجهة اسرائيل صدئة في المستودعات منذ 2006. حتى عنوان مواجهة “داعش” التي عجزت عن تأمين بيئة حاضنة لها في لبنان وأنهت مهمتها السورية الايرانية في انهاء الثورة السورية، لم تعد تنطلي على أحد.

من مواجهة الارهاب واسرائيل، انتقل “حزب الله” إلى مواجهة العرب وتحويل لبنان منصة صواريخ سياسية دقيقة بمواجهة الدول العربية، وهي مهمة لم يستطع أن يعطيها اي غطاء يسمح له بأن يزعم أن هجماته هي للدفاع عن لبنان، خصوصاً أنها هجمات ضد دول عربية وقفت إلى جانب لبنان في كل محنة.

هذا العجز الدعائي لدى “حزب الله” دفعه إلى سياسة “انا حرّ”… أفعل ما أريد ولا أحد يستطيع أن يمنعني ومن يريد ذلك سأستخدم سلاحي بوجهه! وترجمها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير الذي دافع فيه عن الحريات، وقبلها في مقابلة عبر قناة “العالم” عندما قال إن “المقاومة لا ترتبط بأكثريات أو اقليات او وزير بالزائد أو آخر بالناقص”، وسبق أن روّج لها الشيخ نعيم قاسم عند تبريره التطاول على السعودية وخادم الحرمين الشريفين.

لم تقف الدعاية عند حد تجاوز الوطن، بل ايضاً الجوع ففرض خيار “المقاومة” على الخبز، واضعاً بيئته الحاضنة في صلب ثقافة الموت: لا يهمنا اقتصاد ولا بحبوحة ولا أكل ولا شرب واسعار مواد غذائية، فجلّ ما يجب أن تحموه هو سلاح المرشد. وبدلاً من الخبز قدّم “حزب الله” دعايات ايديولوجية، بتسريب فيديو لأطفال في مدرسة المصطفى يرفعون صورة خامنئي، فحتى الطفولة ممنوعة في بيئة “حزب الله”، وفيديوات اخرى عن تدريبات عسكرية على الثلج لعناصر يرتدون الأقنعة ويرفعون رايات الحزب، في مشهد يعيد صور الدواعش في الصحراء.

لم يعد لدى “حزب الله” الذي ضيّع طريق القدس مرات ومرات، إلا أن يقدم الفيديوات والدعايات والخطابات الرنانة تجاه اسرائيل. وأن يستبدل الخبز بالسلاح والرصاص، مزيّنة باعترافات: تصنيع صواريخ دقيقة في لبنان، تصنيع مسيرات، تفعيل الدفاعات الجوية، وخطاب تهديدي لاسرائيل، واشكال في جامعة LAU جراء محاولة فرضه دعايته، ومؤتمرات للمعارضة البحرينية والسعودية واليمنية، علّها تكون مصدر رزق بـ”الفريش دولار” لمنظمي المؤتمر… لم يعد لدى حزب الله ما يقدمه لبيئته سوى مجموعة من الصور لقتلاه ولمرشده… فخذوها وأعطوني الأصوات في الانتخابات.

أما لمعارضيه فالجواب بات: “أنا حرّ”. حرّ في الدعس على لبنان ودولته، حرّ في القتل، حرّ في تطوير أسلحة الميليشيا، حرّ في قرار السلم والحرب، حرّ في تعطيل الاستحقاقات متى أريد، حرّ في التدخل في الدول العربية، حرّ في تنفيذ الاجندة الإيرانية، حرّ في ترهيب الناس، حرّ بسلاحي وحرّ في العبث بما أريد ومتى أريد ومع من أريد… هذه هي حرية نصرالله.

شارك المقال