الانتخابات حرب تموز أم 7 أيار؟

الراجح
الراجح

الى أين من هنا؟

الى أين تسير بنا أزمة البلد؟ والى أين نسير بها؟ الى أين تسير بنا وبها من تطورات الأحداث مع الأيام والأسابيع والشهور القادمة، وربما السنين؟

هذه الأسئلة كلها تبدو للوهلة الأولى تطاولاً على الغيب تحفه المحاذير من كل جانب… ولكن هل هذا الذي يتبدى أمامنا للوهلة الأولى صحيح؟

سؤال مهم… وهو مفتاح لأسئلة أهم طرحت سابقاً ولا تزال. نحن الآن في وضع أتاح لنا بفضل علوم الأرصاد الجوية، أن نعرف أحوال الطقس من حولنا غداً أو بعد غد والى أسبوع بكامله! نتلقى معلومات من النطاق الجوي المؤثر علينا: درجات الحرارة والبرودة فيه، بؤر الانخفاض وكتل الضغط المتحركة، اتجاهات وسرعة الرياح السائدة، ثم يجري الخبراء مجموعات من الحسابات، وتصبح خريطة الطقس المنتظر غداً أو بعد غد أمامهم واضحة ومقروءة.

ذلك فعلاً ما يحدث في الطقس… وهو أيضاً ما يحدث في السياسة! أي أننا نستطيع أن نستقرئ المحتمل سياسياً بالطريقة نفسها التي بها نستقرئ المحتمل مناخياً – اذا جاز التعبير -.

وفي السياسة كما في الطقس، فإن العوامل المؤثرة في أحداث الغد يمكن رصدها اليوم ومتابعة حركتها المتجهة الينا من دون أن يكون في ذلك تطاول على الغيب.

وفي حسابات الأرصاد الجوية فإن الخبراء، بعد اجراء حساباتهم، يتحفظون دائماً عندما يتنبأون بأحوال الطقس عن مفاجأة قد تقع في لحظة، ولكن المفاجآت لا تقع كل يوم. وفي حسابات الأرصاد السياسية تحصل المفاجآت ولكنها أيضاً ليست قانون كل يوم.

الآن في استطاعة أي مواطن مستنير أن يخمّن من اليوم ما سوف يكون عليه الغد من خلال رصد مسار أي مشكلة أو أزمة، ويمكنه تصور تطوراتها المقبلة غداً وبعد غد وذلك من خلال رسم صورة حركة لهذه الأزمة تشمل ما يلي:

– توصيف علمي دقيق للمشكلة أو الأزمة: أصولها، جذورها، ومراحل نموها حتى وصلت الى ما وصلت اليه.

– تحديد مفصل لكل الأطراف الداخلية في عملية صنع أي قرار متصل بالمشكلة أو الأزمة.

– الأهداف القريبة والبعيدة التي تريد أطراف المشكلة أو الأزمة تحقيقها من خلال عملية ادارة الأزمة، سواء كانت هذه الأهداف معلنة أو غير معلنة تفصح عنها التصرفات العملية اليومية.

– موازين القوة بين هؤلاء الأطراف في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وما تتيحه هذه الموازين من حرية في الحركة والمناورة.

– المناخ المحيط بالمشكلة أو الأزمة محلياً واقليمياً ودولياً واعلامياً ودرجة الأولوية التي تحظى بها المشكلة أو الأزمة في الاهتمام العالمي العام.

هذه العوامل الخمسة في “صورة الحركة” بالنسبة الى أي مشكلة أو أزمة في العالم اليوم. وربما كانت هناك عوامل غيرها لم أستطع حصرها الا أني أظن أن هذه العوامل الخمسة هي العوامل الرئيسة المؤثرة في أزمتنا.

اذا انطلقنا من هذه العوامل وأخذنا الخطاب الانتخابي لـ “حزب الله” والذي أعلنه أحد قيادييه السيد ابراهيم السيد وتؤكد عليه كل قيادات الحزب في اطلالاتها اليومية بتوصيف الانتخابات بأنها تماماً كحرب تموز ضد العدو الاسرائيلي ومَن ينتخب خارج اطار الحزب يكون حكماً في الجانب الاسرائيلي أي العدو، نصل الى سؤال لا بل الى نتيجة تشكل الحقيقة الواضحة وهي أننا لسنا أمام حرب تموز انتخابية بل أمام سبعة أيار انتخابية وعلى مساحة كل الوطن.

شارك المقال