ترشيح فايز كرم يهدد تحالف 8 آذار

محمد شمس الدين

لا يزال إعلان المحكوم بالعمالة مع العدو الصهيوني فايز كرم عن ترشحه للنيابة يثير الجدل في أوساط فريق الثامن من آذار، اذ أن كرم سيترشح على لائحة حليف “حزب الله” الأول، “التيار الوطني الحر”، والأمر لم يعد يؤثر على تحالف انتخابي في دائرة هنا أو هناك وحسب، بل انه يهز التحالف في الصميم، وحتى خصوم هذا الفريق يستغلون الموضوع ويتكلمون عن صفقة سياسية على حساب الوطنية. ويبدو أن الأمر سيطرح بشكل جدي قريباً لمحاولة سحب ترشيح كرم، الذي أُحرج القوى الممانعة، وعلى رأسها “حزب الله”.

واعتبر رئيس “حركة الشعب” نجاح واكيم في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “العمالة جريمة لا يسقطها مرور الزمن، بل لا شيئ يُسقط العمالة بتاتاً”، وقال: “أنا ضد ترشيحه بالمطلق، ولكن للأسف في هذا البلد أضحت العمالة لا تهز ضمير أحد، وقد سبق وعايشنا العشرات من فايز كرم، في السلطة، الحكومة، مجلس النواب والقوى السياسية، هذا بلدنا للأسف”.

من جهته، أكد مصدر رفيع في الحزب “السوري القومي الاجتماعي”، أنه “إذا قرر جبران باسيل السير في ترشيح كرم على لائحته، فهذا الأمر لن يؤثر على التحالف مع التيار في هذه الدائرة وحسب، بل في كل الدوائر لن يكون هناك تحالف”.

أضاف المصدر: “أن ترشح أحد المحكومين بالعمالة للعدو الصهيوني على لوائحك، هو ضرب لصدقية كل من يخوض المعركة معك، وهذا الموضوع عند القوميين لا يمر، حتى لو كان الثمن عدم فوز الحزب بأي مقعد نيابي، فلتسقط المقاعد كلها، أمام وجود عميل بين المقاومين، خيار الحزب الوطني أهم من أكبر مقعد أو منصب”.

أما أوساط الثنائي الشيعي فتخوفت من أن يكون ترشيح كرم هو تمهيد لأجندات مستقبلية ما، وقالت: “شئنا أم أبينا، تقبل ترشيح عميل للانتخابات، هو فاتحة باب لتقبل أمور أكبر، مثل التطبيع، فهذا كسر للحواجز بيننا وبين العدو الصهيوني، وهذا الأمر يشكل انزعاجاً كبيراً عند الثنائي، ولن يمر مرور الكرام، لا عند حركة أمل ولا حزب الله”.

ورأت أن “هذا الترشيح يعطي دفعة رئاسية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويضعف موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عند حليفه حزب الله، بحيث أن الحزب سيُحرج بشكل كبير إذا تم الإصرار على هذا الترشيح، ولن يستطيع تسويق دعم باسيل لرئاسة الجمهورية بأي شكل، بغض النظر عن أن ملف الرئاسة بعيد ولكن هذا سهم ضد حظوظ باسيل”.

بئس الزمان الذي وصل إليه لبنان، عميل للعدو الصهيوني يترشح بكل وقاحة للنيابة، وما يثير الغضب أكثر أنه سيترشح على لائحة الحليف المفترض للمقاومة “التيار الوطني الحر”، الذي لطالما زايد على المقاومين الأصيلين، متسلحاً بحلفه مع “حزب الله”، علماً أن احتفال التيار بالمقاومة هو ذكرى يوم لجوء مؤسسه إلى السفارة الفرنسية. ولكن بعيداً من السياسة، عميل مدان يجب ألا يستقبل في مجلس النواب، إلا كما استقبل منتظر الزيدي الرئيس جورج بوش بعد احتلال العراق.

شارك المقال