لبنان جاهز لمواجهة التلوث الإشعاعي؟

محمد شمس الدين

حبس العالم أنفاسه بعد أن دارت المعارك في أوكرانيا قرب أكبر محطة طاقة نووية في القارة الأوروبية “زابوريجيا”، حيث أن انفجارها قد يسبب كارثة كبيرة، حسب ما صرح الخبراء في وسائل الاعلام، وأن الغبار النووي منها قد يكون أكثر اتساعاً من مفاعل “تشرنوبيل” الشهير، ولهذا السبب هرع الأوروبيون لشراء حبوب اليود وتهيئة الملاجئ تحسباً لأي انفجار نووي. ولكن هل يمكن أن يتأثر لبنان بانفجار نووي في أوكرانيا؟ وهل لدى الدولة اللبنانية خطط لمواجهة غبار نووي أو اشعاعات؟

استبعد الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية أمين حمزة أن يحصل أي انفجار نووي عمداً، “فالسلاح النووي هو لحفظ توازن الرعب وليس لكسب الحروب”.

وفي ما يخص محطة “زابوريجيا” في أوكرانيا، قال حمزة: “التقارير من المنظمات الدولية والخبراء، تؤكد أنه ليس هناك أي خطر من المحطة، والقصف الروسي طال مبنى تدريبياً فقط، بينما استمرت المفاعلات الستة لدى المحطة بالعمل، وليس هناك أي عطل أو تلوث إشعاعي في الهواء”.

وعن جاهزية لبنان لمواجهة أي تلوث إشعاعي، أشار حمزة الى أن “لدى لبنان شبكة كبيرة ترصد وتحدد أي تلوث إشعاعي يمكن أن يحصل، وهذه الشبكة هي جزء من شبكة كبيرة منتشرة في كل الشرق الأوسط وأوروبا، وعندما يحصل أي تلوث إشعاعي، يتم إطلاق إنذار لكل الشبكات فيها، وتوزع التعليمات لمواجهته. والهيئة الوطنية للطاقة الذرية التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية هي التي تشرف على الشبكة، وتقيس الخطر الإشعاعي، وعند حصول حادث ما، هناك تعليمات تصدرها الوكالة، بحيث ترشد المواطنين إلى تجنب مناطق معينة أو مواد غذائية معينة قد يكون أصابها الإشعاع”.

من الناحية الطبية، ليس لدى لبنان أي مستشفى متخصص لمعالجة الإصابات الإشعاعية، ولكنه يملك حبوب اليود التي تُستعمل لمعالجة هذه الإصابات عادة. وعلّق مصدر صيدلي لموقع “لبنان الكبير” على هذا الأمر بالقول: “نعم لدى لبنان حبوب اليود، ولكن لا علم لي إذا كانت تكفي لمواجهة كارثة كبيرة، كتعرض أعداد كبيرة من الناس للإشعاعات. الا أنه يمكننا توقع الأسوأ بناء على التجارب السابقة، فعند حصول أي أزمة في لبنان، يخلق تجارها. ولا سمح الله اذا حصل انفجار نووي ووصلت تردداته إلى لبنان، فسنرى احتكاراً لحبوب اليود، وستباع في السوق السوداء بأسعار خيالية، فلبنان ليس دولة، بل هو مافيات تتنازع على أطلال بلد”.

أما لجهة الملاجئ للحماية من أي غبار نووي، فعلّق مسؤول سياسي قائلاً: “اسرائيل تعيش جنوب حدودنا منذ أكثر من 50 سنة، ولم يخطر لأي مسؤول في الدولة اللبنانية أن يبني الملاجئ لحماية مواطنيه من بطش قصفها، فلا يأملنّ أحد ببناء ملاجئ نووية، حتى ان اندلعت الحرب العالمية الثالثة، لن تبنى بسبب الاختلاف على قيمة العمولة لبنائها، ولمن ستلُزّم”.

لبنان الغارق في أزماته، لن يتمكن فعلياً من مواجهة خطر نووي، ولكن لا داعي للهلع الآن، فالنووي ليس لعبة، وينبغي ألا ينجر الشعب الى بعض التجار الذين سيسوقون لبعض الأدوية المعالجة للإصابات الإشعاعية ويرفعون سعرها من أجل تحقيق أرباح عبر زرع الخوف في النفوس.

شارك المقال