باقون نحمي منظومة الفساد

الراجح
الراجح

كل هذا الآن من باب التمني، فقد ذهب الصوت ولم يعد باقياً غير الصدى وليس في مقدوري إلا أن أمد السمع اليه الآن ومن بعيد…

حين جلسنا أنا ووليد عيدو نستعرض أهمية ترشحه للانتخابات النيابية في ذاك العام كانت اهتماماتي في تلك المرحلة تتركز على نقطتين رئيستين:

– متابعة الانتخابات من خلال آلية تعمل على إنجاح وليد عيدو وتستمر كفريق عمل للمتابعة ولترسيخ العلاقة مع الناس (الناخبين).

– محاولة استكشاف أثر نجاح الرئيس رفيق الحريري في ترؤس كتلة نيابية على المجلس النيابي وعلى السير بتنفيذ اتفاق الطائف.

والحقيقة أن هذه النقطة الثانية كانت على الحافة لأن الوصاية ويمكن القول الاحتلال السوري في حينه كان يصلح لتحسس اتجاهات ولكنه لا يصلح لما أكثر من ذلك تحديداً أو تفصيلاً. لا أجد ضرورة للعودة الى تلك المرحلة والى النتائج المأساوية التي ما زلنا ندفع ضريبتها حتى اليوم وكل يوم لغياب هؤلاء الكبار أصحاب مشروع بناء الدولة.

هذا ما كان قبيل انتخابات عام 2000. وقبيل الانتخابات الماضية سنة 2018 أعلن الامين العام لـ “حزب الله” الشروع في معركة محاربة الفساد. واليوم وبعد أربع سنوات تساوي مئة سنة ضوئية من الفساد يعود ليقول لنا إن “العمل النيابي والسياسي هو عمل يكون ايضاً من خلال تجربة وليس فقط من خلال الدورات والجامعة وغيرها، بل مثل العمل الجهادي يكون بالتراكم”. كذلك قال: “نحن لا نعد الناس بأمور من دون أن نحققها وعلينا أن نتعامل دائماً بصدق مع الناس، فلا نعد بشيئ لا نستطيع القيام به”. وماذا عن وعد انتخابات عام 2018 وعن معركة محاربة الفساد؟

قال الدكتور محمود عزمي الممثل الدائم لمصر في الأمم المتحدة سنة 1953 عن انشتاين: “انه أعظم الأحياء في زماننا”. وقال عنه الناقد الأدبي الكبير الدكتور لويس عوض :”انه أول الخالدين في هذا العصر”. ولكن ماذا قال انشتاين عن نفسه: “انني فوجئت عندما وجدتهم يعرضون عليّ رئاسة الدولة في اسرائيل بعد وفاة حاييم وايزمان. أعرف طبعاً أنهم يريدون اسمي وليس جسمي فهم كانوا في مشكلة بعد غياب شخصية معروفة ولامعة مثل وايزمان لكنني لم أستطع القبول. اعتذرت لهم بأسف حقيقي لأنني أعرف نفسي. لست مخلوقاً لكي أرئس دولة هذا شيئ خارج عن كل ما أعرفه، بعيد عن خبرتي… يضاف الى ذلك أن عمري لا يسمح لي ببقية قوة أعطيها لما تعرضونه عليّ”.

ولأنكم يا سادة هذا العصر أهم بكثير من انشتاين في العلم والخبرة والشباب… استمروا!!

شارك المقال