باسيل “العميل”… بعد التعديل!

عبد السلام موسى

ليته لم يتكلم جبران “الحيران”، الغارق في “العمالة حتى الثمالة”.

ما ألطفه وهو يحاضر في “العفة” الوطنية، ويحاصر نفسه بإرتهانه الى مشاريع تدميرية عابرة للحدود، وبيع نفسه للشياطين وبأبخس الأثمان.

محزن أن يُظن “باسيل العميل بعد التعديل” أن “دقيقة مع جبران” كفيلة بمسح كل خطاياه وتناقضاته، وجعله يرشح زيتاً، فيما واقع الحال أنها تتمة لـ”واقع جبراني” لا يرشح إلا… كذباً!.

يُخيل لـ”جبران التعبان” أن تقمص ثوب الثعبان، و”فح فحيحه” الشخصي والسياسي والتياري، من شأنه أن يحوّله الى شخصية مخيفة ترتعد لها الفرائص، و”ينجح” في تمرير “عمالته” الفاقعة، في حين أنه يحوّل نفسه، الى أضحوكة لخصومه، وألعوبة بين يدي مشغليه.

الواضح، أن “حليمة جبران”، “رجعت لعادتها القديمة”، لزوم التحريض الانتخابي، الذي لا يقوم عند جبران، إلا على قاعدة تخوين الآخر، وهذا ما تجلى بالفعل في “دقيقة مع جبران” عن “عودة سوريا إلى الجامعة العربية”، عاد فيها إلى “الغناء العوني” على “ألحان داعش”، واتهام فريق لبناني باستحضار “داعش” إلى لبنان، في كلام يعيدنا بالذاكرة القريبة إلى “الافتراءات العونية” ضد “تيار المستقبل” وغيره.

آنذاك، وتحديداً في صيف العام 2015، رفع أنصار جبران علم “تيار المستقبل” مع عبارة “الدولة الإسلامية – إمارة لبنان”، وتقدمهم في ذلك الوزير السابق نقولا صحناوي بصورة قرد بربطة عنق زرقاء، مكتوب عليها: “داعش يمكن أن يرتدي ربطة عنق”.

يبدو أن جبران، وعلى قاعدة “مين جرّب المجرب بكون عقله مخرب”، لم يتعلم أن هذه الافتراءات التي “لحسها” هو وأتباعه، لا يُمكن أن تُصرف في السياسة، وأظهرته في موقع “المنافق” الذي يقول شيئاً “غب الطلب”، ويفعل عكسه “غب الطلب” أيضاً، ذلك أن الوقت لم يطل، قبل أن يُكذب جبران باسيل نفسه بنفسه، ويحط بكل سعادة، في المملكة العربية السعودية، في دارة الرئيس سعد الحريري، “أمير الدولة الاسلامية في لبنان!” و”الداعشي بربطة عنق!”، وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يجلس فيها على دراجة نارية تعود له.

وما فعله مع “المستقبل”، بهذه الصورة الفجة، يفعله مع الآخرين.

يهادن الحزب “التقدمي الاشتراكي” ورئيسه وليد جنبلاط، ثم يفتعل بخطابه الفتنوي إشكال “قبرشمون” في عقر داره.

يحابي بكركي وسيدها البطريرك، ثم يحرّض عليه بأبشع الطرق، إذا لم يغطِ مساره الطائفي والعنصري والاتهامي ضد المسلمين، وعقله الالغائي ضد المسيحيين، وعلى رأسهم خصمه اللدود سليمان فرنجية وتيار “المردة”، الذي يستقوي بـ”حزب الله” عليه، كما فعل عندما كانت طريق الرئاسة “سالكة” أمام فرنجية.

يعقد جبران “صفقة معراب” التي قطعت الطريق على فرنجية، بـ”التقاء المصلحة” على “الإلغاء” بينه وبين قائد “القوات” سمير جعجع، وأدت إلى إيصال ميشال عون إلى سدة الرئاسة، ثم يتنكر لها، بعدما “انفخت دف العشاق” نتيجة الخلاف بينه وبين جعجع على الحصص والسلطة، ويعود إلى سابق عهده في الهجوم على “القوات”، التي على ما يبدو، “انعدت” من باسيل، وباتت مثله أيضاً.

يتهم جبران الرئيس نبيه بري بأنه “بلطجي” قبل الانتخابات، وبعدها يعود إلى “بيت الطاعة” لمسايرة “حليف حليفه” في “صفقة مار مخايل” التي أوصلت اللبنانيين إلى جهنم.

“يُقدّس” جبران “حزب الله” وسيده وسلاحه، ويرضى بما يرضون له، ما داموا “لا يقاومون” شبقه الى السلطة، ثم “يكفّر” الحزب و”يبتزه” إذا ما تعارضا في الموقف، ويذهب إلى تعريته، وقول الحقيقة التي يتغاضى عنها، فيصبح “وجود سلاح غير سلاح الجيش ليس طبيعياً”، و”مش رح فينا نضلّ حاملين بارودة وشعبنا جوعان”، كما قال زياد أسود، و”حزب الله شيطان أخرس لأنه ساكت عن الحقّ”، كما قال ناجي حايك، و”حزب الله يغطّي الفساد بكلّ فروعه، بدءاً من تهريب المحروقات عبر المعابر، إلى تغطية الفساد المستشري في غالبية الوزارات”، كما قال نبيل نقولا.

هذا غيض من فيض “نفاق” جبران باسيل. بات، والعياذ بالله، أشبه بـ”الحرباية” صاحبة “اللسان الطويل”. يغيّر مواقفه كما تغيّر لونها، حد التناقض، ويُكذب كذبته التي كذبها بحق الآخرين، ولم يصدقها، فقط من أجل مصالحه، التي جعلته منبوذاً لدى قسم كبير من اللبنانيين، ومكروهاً لدى كثير من العونيين، و”الخير لقدام”!.

حال باسيل اليوم، وكل يوم، من حال من وصفهم عمه، رئيس الجمهورية ميشال عون، في تغريدته بالامس، بـ”أولاد الحرام”، في حديثه عن دعوة أمه الدائمة له، وجوابها على سؤاله “من تقصدين بأولاد الحرام؟” والذي كان: “يللي بيقوّلوك شي ما قلتو، وبيتهموك بشي ما عملتو”…

وعليه، نردد مع أم ميشال عون، رحمها الله: “الله ينجينا”!

شارك المقال