على ذمة الرئيس

الراجح
الراجح

لا شك أن الفريق الحاكم كان يراهن من خلال زيارة الفاتيكان على الحصول على تعاطف بابوي لتوظيفه في الحملة الانتخابية لما يمثل البابا من مكانة معنوية لدى الجمهور المسيحي في لبنان كما عند الكثير من اللبنانيين، ومن ناحية أخرى دفع فاتورة لـ “حزب الله” من خلال التشويش على مواقف البطريرك بشارة الراعي بدعوته لعقد مؤتمر دولي يهدف الى تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، وهو ما يحرج “حزب الله” كما الفريق الحاكم واضعي لبنان في السلة الايرانية ما أدى الى انهيار الدولة وإفقار شعبها. ولزيادة الطين بلة جاءت مقابلة الرئيس ميشال عون مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الايطالية ليؤكد أن “ليس لحزب الله أي تأثير على الواقع الأمني الداخلي”. فهل هناك من لبناني واحد يشك في ذلك؟ (إلا اذا كان من مواليد 14 شباط 2005 أو 7 أيار 2008) وتابع الرئيس: “ان العدالة ستحقق في ما خص انفجار مرفأ بيروت”، وكلنا متأكدون من ذلك خاصة من خلال مسار التحقيقات والسرعة التي تسير بها عدا عن شفافيتها!!.

أكد الرئيس على أهمية تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة للتوصل الى تطبيق أفضل للدستور المطبق بحذافيره وبكامل بنوده باستثناء هذا التفصيل البسيط المتعلق باللامركزية الادارية!!. والى بيت القصيد حيث أكد أن مقاومة الاحتلال ليست ارهاباً وليس لـ”حزب الله” المكوِّن اللبناني والمكوَّن من لبنانيين وحرر الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي أي تأثير على الواقع الأمني الداخلي.

يا فخامة الرئيس إن الشيعة كجماعة أهلية هي احدى مكونات لبنان وبكل تأكيد ولكن “حزب الله” ليس مكوناً لبنانياً وبإعتراف قياداته ومجاهرتهم بذلك ليلاً نهاراً…

المكونات اللبنانية ومن كل الطوائف تجمعها قواسم مشتركة في كل شيء: الثقافة، الفنون، العادات، التقاليد، والأمثلة تطول لا بل لا تنتهي.

وحين يأتي حزب عقائدي ليفرض خياراته السياسية والثقافية على الطائفة التي ينتمي اليها وعلى بقية أبناء الوطن وبإستخدام القوة لتحقيق ذلك، عندها لا يكون مكوناً لبنانياً كون الأحزاب كيانات عابرة وليست مكونات ثابتة ولن تكون.

رحم الله السيد علي محمد جواد بدر الدين مؤلف رائعة فيروز “أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن”.

شارك المقال