“قبضنا وقبّضنا وقبضايات”

الراجح
الراجح

كان اسكندر رياشي من أوائل الذين أشاروا الى دور المال، ليس في الانتخابات النيابية وحسب، بل في تقرير مصير الدول. تكمن أهمية ما رواه رياشي في “اعترافاته” حين عمل لصالح فرنسا لتركيز الانتداب الفرنسي في المناطق المعارضة له، وهي البقاع، طرابلس، بيروت والجنوب، ففي مقاله “قبضنا وقبّضنا وقبضايات” قال إن سكرتير المفوضية الفرنسية السياسي في حينه كلفه الذهاب الى زحلة لإقناع جوزف بك السكاف بسحب مرشحيه من بيروت (الأشرفية) على أمل أن يسحب الشيخ بيار الجميل مرشحيه من البقاع (زحلة).

فيروي رياشي كيف حضرت سيارة السفارة الفرنسية لتقله الى زحلة وكيف زوِّد بـ”شنطة” كبيرة مليئة بالمال للتعويض عما خسره البك من مصاريف باهظة على مرشحيه في بيروت. وفي الطريق بدأ اسكندر حواراً مع نفسه لما كان من صعوبة في الموقف…

“سأقول للبك إن وحدة المسيحيين ضرورة تحتّم عدم وجود منافسة قد تصل الى حد العداء…

سيقول لي البك ولماذا؟ فأنا رشحت مسيحيين كما أني من مدينة لقبها “عاصمة الكثلكة في الشرق” و”مدينة الكنائس” فهي تحوي حوالي 50 كنيسة وتعتبر أكبر مدينة مسيحية في الشرق وتتنافس مع جونية ذات الأغلبية المارونية فأين المشكلة المسيحية في ذلك؟

اسكندر: يا بك أنت قلت انك من زحلة فلماذا التحدي لزعامات بيروت؟؟

البك: نحن زعماء نلتزم حدود الوطن ولا تأسرنا حدود المناطق والمدن…”.

والى آخر هذا الحوار العقيم الذي انتهى بأن فتح رياشي “الشنطة” وأخذ منها مبلغاً كبيراً من المال ووضعه في جيوبه وضغط على المال قائلاً: “اقتنع يا اسكندر”.

لا بد أن كل مَن شارك في المصالحات الفاعلة التي قام بها “حزب الله” لجمع حلفائه باسيل وارسلان – باسيل والحزب “القومي” (فرع الروشة) – باسيل وسليمان فرنجية، عدا عن المحاولات الميؤوسة في البيئة السنية، حصل على حافز شبيه بحافز رياشي كي يقتنع!!

شارك المقال