قصتي مع “لبنان الكبير”… و100 عام وعام

محمد نمر
محمد نمر

هي قصة أي شاب لبناني قرر أن يحلم ولم يكن يتوقع، على مر سنوات عدة في عالم الصحافة والاعلام، أن يحقق أحد أحلامه. نعم موقع “لبنان الكبير” كان فكرة مجنونة أقرب إلى الحلم من الواقع وتحققت في 13 نيسان 2021.

منذ نحو سنة ونصف السنة، بدأت الفكرة تتحول إلى خطة وخريطة مجبولة بإرادة صلبة للبدء بالخطوة الأولى وإعداد مشروع موقع الكتروني على صفحات من اوراق “الخرطوش”. وكنت مؤمناً بقاعدة للنجاح ترتبط باختيار رفاق المشروع. فكان الأستاذ الصديق فؤاد حطيط أول الداخلين موافقاً بتواضعه ليكون مديراً للتحرير وأخاً حاضناً، من دون أن يسأل كيف ومن؟ بل تمسك بسؤال واحد: متى؟

توقف كثيرون عند اسم الموقع، فمنذ وضعت مسودة المشروع، لم أترك قريبا وصديقا وزميلا إلا واستشرته. طلبت من مجموعة من الاصدقاء طرح اسم على الموقع ينسجم مع فكرتي وروحيتها. ولأن الفكرة مجنونة فكانت تحتاج إلى مشاغب في أفكاره، فجاء اسم “لبنان الكبير” من الزميل الصديق أحمد عدنان الذي واكب المشروع بالكثير من الافكار والاسماء ولا يزال ينتظر الساعة ١٢ ليلاً من كل يوم ليطّلع على الموقع، كالكثيرين من المحبين المشكورين الذين اعتبروه موقعهم، وهو لهم هدية مني، كالاساتذة من لبنان والعالم العربي: حسان الرفاعي، عبدالوهاب بدرخان، وليد شقير، علي نون، الاخ محمد الساعد، محمد علي فرحات، وانطوني جعجع، أكرم البني، وعالية منصور وزاهر أبو حمدة، والراجح (الحكيم). فيما لا أنسى جواب الزميلة الصديقة رواند بو ضرغم: “أنا معك”، والزميلة ليندا مشلب: “ايمتى بدك أول مقال؟”.

لم يكن “لبنان الكبير” منبراً صحافياً فحسب، لنقل الخبر أو المعلومة أو تحليل ما بعد الحدث، بل ايضاً منبراً لكل من يريد أن يعبّر سواء من أحزاب أو ثورة أو مستقلين، فكان لا بد من طرق ابواب الأحزاب التي تؤمن بكيانية “لبنان الكبير”، وفتح ابواب الموقع لها ولرأيها، خصوصاً السيادية منها، فتزيّن الموقع بمقالات للزملاء رامي الريّس والصديق عبدالسلام موسى وجورج حايك وحسن الدرّ، ومقالات مختارة اسبوعية من ممثلي أحزاب اخرى، وسيبقى مفتوحاً لمعنى التعبير والديموقراطية لكل حزب يؤمن بالكلمة. فيما كانت فكرة “شباب لبنان الكبير” اكثر الافكار مواكبة لمرحلة الشباب والشابات والتغيير.

ولم يكتمل النصاب الا مع الذين على تماس يومي معهم، ولا سعة لتعداد اسماؤهم سواء في الكادر الصحافي الشاب او محررين ومسؤولي انتاج ومدققين ومنفذين وتقنيين ومصورين ومساعدين واعترف لهم بانهم نبض الموقع.

غامرت وانطلقت بـ”لبنان الكبير”، محصناً بـ”الله يحميك” من والدتي أطال الله بعمرها، وبـ”انتبه على حالك” من والدي رحمه الله الذي أهديته وكل محارب بوجه السرطان موقعي، وبـ”معك على الحلوة والمرة” من الزميلة زوجتي، وبـ”مصنع افكار” من الأصدقاء المحبين المخلصين.

لم تكن الانطلاقة سهلة، بل كالطريق المعبد بالعراقيل في بلد يشهد محنة على كل المستويات، وقطاع اعلامي يتأثر بأزمة اقتصادية خانقة، فكان الهم الدائم ان تعيش اسرة تحرير الموقع واعمدته بكرامة أمام حال الذل الذي يعيشه المواطن اللبناني.

ولولا صمود هذه الاسرة العنيدة، وعزيمتها على الاستمرار لما بلغ موقع “لبنان الكبير” ما بلغه في عامه الاول. مرت سنة وانتقل فيها الموقع من مجرد فكرة ومنصة لبعض المقالات التحليلية إلى موقع يكتب فيه أكثر من 40 كاتباً وصحافيا من لبنان والعالم العربي، ودخل عالم البرامج الصغيرة (الفيديو) عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاع شبان وشابات من تحقيق انجاز نوعي وبات ل”لبنان الكبير” وجوهه الاعلامية الجديدة. واليوم يستعد لمرحلة جديدة يواكب فيها كل ما هو جديد في عالم الاعلام الالكتروني، خصوصا في قطاع الانتاج وعالم الصوت والصورة.

لم يكن “لبنان الكبير” بداية موقع عادي فحسب، بل أردته موقعاً منحازا للصحافة والحرية والحقيقة، وأن ينحاز لمنطق الدولة والاعتدال والتنوع والسيادة والعروبة، وهي خطوط لن اساوم عليها، لهذا كان حرصي من البداية على أن يكون الموقع متنوع الآراء.

وعلى الرغم من صعوبة الانطلاق وبعد مرور 12 شهرا فقط على ولادة هذا الموقع اثبتت الارقام أن “لبنان الكبير” استطاع أن يحتل موقعا متقدما الى جانب مواقع وصحف عدة عمرها سنوات ولها خبرتها في هذا المجال.

تقدم “لبنان الكبير” ليكون رفيقا لكل وسيلة اعلامية تبحث عن تطوير صحافي جديد، فننتظر الناقد ليصحح مسارنا بشكل يومي فيما نأخذ من تصرفات الحاقد اصرارا على الاستمرار وتحقيق المزيد من النجاح.

كثيرون حاولوا العبث بهوية الموقع خصوصا عند انطلاقته، لكن فضّل “لبنان الكبير” ألا ينجر إلى الرد على مؤسسات زميلة وزملاء، وان يحافظ على خطه ونهجه واخلاقه الاعلامية بعدم الوقوف عند كلام الحاسدين وفبركاتهم العارية من الصحة بفرض التبعية للموقع. فهل بات ممنوعا على شاب أن يحلم ويحقق حلمه؟

ان “لبنان الكبير” ومنذ انطلاقته كان متزامنا مع مشروع آخر يتعلق بعالم الخدمات الاعلامية والانتاجية والاستشارية سواء في لبنان وخارجه.

انه العام الأول لموقع “لبنان الكبير” بعد 100 عام على ولادة هذا الكيان العربي. ومرت سنة وتحول “لبنان الكبير” من مجرد موقع صحافي الى صاحب دور ورسالة يطمح الى اعادة لبنان الى الخريطة العربية والدولية، بعدما فقدها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله.

شارك المقال