ديناصور ونمر في لبنان الكبير

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

أن تختلط ذكرى، في ذاكرة فتى شب على حرب المتاريس وشاب على حروب بلا تضاريس، مع تجربة مهنية جديدة أعادت “الديناصور” الى ميدان اللعب مع غزلان… يكون الحصاد الأولي: المزيد من علامات الحيرة الممزوجة برضا غامض.

كانت مهنة بكاملها، بأمجادها وأعلامها، توشك على الموت. الصحافة المكتوبة تفقد عناوينها وحبرها وحلاوتها. كثرت المتاعب وقلّ الباحثون عنها، في بلد لا فضيحة فيه، اذ القتل عالمكشوف والسرقة بالموصوف والفساد استشرى وساد. وكان أن ارتفع سهم الاعلام المرئي والمسموع، اذ من لا يفضل أن يسمع صوته ويرى طلته وهو ينطق بما شاء باعتبار “أن الكلام ما عليه جمرك”؟.

تضيق فسحة الأمل، وتضيق معها مساحة الاعلام المكتوب، مع أن الكتاب يبقى من المقدسات في بلادنا، حيث آية: إقرأ هي افتتاح الوحي وكل الهام. تهوّن على نفسك: أنا جنرال في جيش مهزوم، وأبقى أعز من جندي أو رتيب أو رقيب في جيش منتصر.

يُحال جنرال الجيش المهزوم الى العزلة، ويأنس لنفسه تشبيه الديناصور، المنقرض، حين يتعرف الى “نمر” شاب، عصامي، جريء. يصير بينهما خبز وملح ولحم وسمك ومخلوطة وأكثر.

للنمر موال. تجربة جديدة تواكب الزمن اللبناني. موقع يجمع بين الصحافة التقليدية من دون ورق وبين الفيديو والشاشة والتلفزة.

الإسم كبير. لبنان الكبير. اتكلنا على الله، وعلى مجموعة من خليط رائع: مخضرمون كتاب أصحاب رأي وتجربة طويلة؛ وشباب طلاب اعلام كان لا بد من الأخذ بيدهم نحو التقرير والتحقيق بالقدر الذي يمليه الضمير من موضوعية.

وفجأة مرت سنة. لبنان الكبير صار راشداً. شبابه زادوا نضجاً و”كهوله” زادوا شباباً.

مبروك يا نمر.

شارك المقال