المؤامرة مستمرة

الراجح
الراجح

انتفاضة صيادي الأسماك في صيدا في 26 شباط 1975 ضد شركة “بروتيين” صاحبة السفن العملاقة للصيد البحري والتي أدت الى استشهاد نائب صيدا معروف سعد الذي كان على رأس تلك الانتفاضة، وحادثة عين الرمانة المعروفة بـ “بوسطة عين الرمانة”، كانتا المقدمتين للحرب التي اندلعت في 13 نيسان عام 1975.

على الرغم من أن حادثة اغتيال معروف سعد تأتي في إطار الحادثة الاجتماعية، وحادثة عين الرمانة تُعتبر حادثة أمنية إلا أنهما أدخلتا لبنان في أتون حرب داخلية لا هوادة فيها سرعان ما تشابكت معها كل تناقضات المجتمع اللبناني والمواقف من الوجود العسكري الفلسطيني وعلاقة لبنان بالصراع العربي – الاسرائيلي. ومن اللافت أن تقاتل اللبنانيين حدث تحت شعارات العدالة والمساواة، والقضية العادلة، والفيدرالية، وطرد الغرباء، وإلغاء الطائفية السياسية، وإصلاح المؤسسات اللبنانية والتحول الديموقراطي في هيكليات الدولة. على أن أخطر ما في الأمر كان العنف الأعمى غير المبرر والخطف والتهجير الذي صاحب جولات التقاتل وطرح مشاريع لتقسيم لبنان على أسس طائفية مناطقية.

كل هذا كان تحت عنوان المؤامرة، ومنذ ذاك الحين وحتى كتابة هذه السطور لا زلنا حين نقرأ الصحف أو نستمع أو نشاهد الأخبار نراها تتحدث عن المؤامرة!.

المؤامرة تدوم يوماً… يومين… أسبوعاً… عشر سنوات… إلا أن استمرارها هو شيء غير المؤامرة حكماً، واذا وافقنا على التسمية فما هي الأهداف؟ من هم أعضاء المؤامرة، أدوات المؤامرة وأخيراً مركزها الرئيسي وعنوانها في البريد الالكتروني اذا أمكن؟

يأتيك مَن يجيب أن المؤامرة هي كالفراغ في الأرض لا يمكن لك أن تلاحظه، أو يعطيك مثلاً السفن الفضائية الأميركية والروسية بحيث لا يمكنك أن تراها فهي مثل أعماق البحار وما فوق السحب…

إمسك ورقة واكتب عدد المؤامرات التي مرت على لبنان والعرب وبمناسبة 13 نيسان فلنبدأ بها:

– مؤامرة 13 نيسان 1975

– مؤامرة وعد بلفور

– مؤامرة سايكس بيكو

– مؤامرة تقسيم فلسطين

– مؤامرة حرب فلسطين الأولى

– مؤامرة حرب فلسطين الثانية

– مؤامرة حسني الزعيم على المؤامرة

– مؤامرة العدوان الثلاثي على مصر

– مؤامرة الحلف أنقرة – كراتشي (حلف الشرق الأوسط في خمسينيات القرن الماضي)

– مؤامرة ستون (هوارد ستون والاتصال بأديب الشيشكلي للانقلاب في سوريا)

– مؤامرة نيكسون

– مؤامرة إسقاط الطائف وأخيراً مؤامرة جو بايدن وعموم دول الأمم المتحدة وكي لا أقول كل، معظم الشعب اللبناني على جبران باسيل

اذا كانت هناك مؤامرة ولا أحد يراها أو يناقضها أو يجهضها فهذا يعني أن “النخوة ماتت”.

إرحمونا…

شارك المقال