تغريدة حاصباني بتقسيم بيروت… نوايا عنصرية أم شد عصب؟

محمد شمس الدين

يسمع اللبنانيون في الحملات الانتخابية كثيراً عبارة “تغيير هوية لبنان”، وهي عبارة يستخدمها حزب “القوات اللبنانية” في حملاته الدعائية، لشد عصب الجمهور، متهماً “حزب الله” بأنه يريد تغيير هوية لبنان وثقافته. ولكن لبنان هو البلد الموحد، بلد التعايش، بلد الطوائف المتعددة، لذلك فإن ما كتبه مرشح “القوات” الوزير السابق غسان حاصباني، على موقع “تويتر” مستغرب، وجاء في تغريدته: “لا يمكن لأهل #بيروت والدائرة الأولى أن يتحملوا هذا الكم من الاهمال في الطرقات والبنى التحتية والنفايات وغيرها من الملفات. جعلوا الدائرة الأولى “بورة” خلفية لبيروت لذا نطالب بمجلس بلدي محلي لبيروت الأولى.

#غسان_حاصباني

#لنرد_الروح_لبيروت”.

التغريدة استدعت ردوداً متنوعة أبرزها من عضو كتلة “المستقبل” النائب رولا الطبش جارودي، التي علّقت بالقول: “ما موقف مرشح القوات في بيروت الثانية من كلام مرشح القوات في بيروت الأولى؟ ألمس فيه الكثير من العنصرية والنوايا التقسيمية الفاضحة. هل الأشرفية بؤرة وهل قلب بيروت بؤرة؟ وهل تعتبر أن البسطة والبربير والمقاصد والمزرعة وخندق الغميق أحياء خطفت من الدائرة الأولى وهجها وحقوقها؟”.

التعليق وافقها عليه رئيس تحرير موقع “لبنان الكبير” محمد نمر، وقال: “أتفق معك تماماً… وكأن هناك من يسعى الى تقسيم بيروت وبلديتها وع شوي اعادة البيارتة الى شرقية غربية. بيروت واحدة موحدة وحتبقى نموذج العيش الواحد. مسلم ومسيحي مع بعض والى جانب بعض. ممنوع تقسيم بيروت… واذا كان هناك من لديه هذه الخطة فسنواجه دفاعاً عن وحدتنا. وموقف حاصباني يحتاج توضيحاً”.

وتوالت التعليقات، فقالت مها العرابي من منسقية تيار “المستقبل” في بيروت: “زلة لسان أم أنها عقلية هذا الفريق التقسيمية والاستعلائية؟!”. ثم ألحقتها بتغريدة ثانية: “وقال هادول بدن يغيروا ويواجهوا هيمنة الحزب الالهي، طلع انه بدن يواجهوا ليقسموا ويفرقوا ويشرذموا، ويهيمنوا. نفس العقلية الميليشياوية”.

عضو بلدية بيروت محمد سعيد فتحة أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن هذا الخطاب التقسيمي ليس جديداً، قائلاً: “لقد سبق حاصباني عماد واكيم، وسبقهما عضو البلدية السابق إيلي يحشوشي، كل فترة يخرج علينا أحد يطالب بتقسيم بيروت، وهذا معيب، حتى لو كان هذا الكلام لشد عصب انتخابي فقط، بيروت واحدة لا تقسم، هذا بعيداً عن أن السلطة التنفيذية في بلدية بيروت هي بيد المحافظ، وهو عادة يعين عبر التوافق بين القوى السياسية المسيحية (بلغة حاصباني)، ولم نعترض على هذا الأمر، حتى عندما قام المحافظ السابق عام 2020، بتوزيع الزفت 80% على مناطق بيروت الأولى (بمنطق حاصباني) و20% لبيروت الثانية، لم نعترض ولم نثر الأمر، لأننا نعتبر أن بيروت واحدة، لا أولى ولا ثانية، لا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا ابنه الرئيس سعد الحريري ولا المجالس البلدية المتعاقبة كانوا يفرقون”.

من جهة أخرى، تساءل فتحة “كيف يمكن تقسيم بيروت إلى منطقتين أساساً؟”، مشيراً الى أن “المناطق متداخلة ومشتركة، فهل سيصبح نصف الشارع في بيروت الأولى ونصفه الثاني في بيروت الثانية؟ مثلًا شارع كورنيش المزرعة يمتد إلى منطقة بدارو وجسر العدلية، ومن الناحية الأخرى منطقة الأشرفية فكيف يمكن التقسيم بهذه الحالة؟ هذه اللغة الخشبية أكل عليها الدهر وشرب، ونحن قمنا بمشاريع تنموية في كل المناطق من دون تفرقة، وعندما أتى الرئيس الشهيد، قال نحن كبيروت أم الصبي، وبالتالي حتى لو هناك فئة أكثر عدداً من فئة أخرى لا يهم، لأننا لا نقبل إلا بيروت عنوان العيش المشترك، وقال إن المجلس البلدي يكون مناصفة ونحن قبلنا، والكلام عن بيروتنا وبيروتهم معيب جداً، ولكن للأسف في زمن الانتخابات هناك دائماً من يريد شد العصب”.

من جهته، اعتبر الصحافي فراس الشوفي أن “طرح حاصباني تقسيمي مخجل، فإن كان هناك خلل في مؤسسة ما لا يكون الحل عبر تقسيمها وتفكيكها على أسسس تأخذ طابعاً مذهبياً وطائفياً. مدينة بيروت هي مثال ورمز للوحدة في لبنان، ويجب علينا أن نزيل الحواجز بين الطوائف والمذاهب، ونبحث عن الحلول الحقيقية لأزمات المدينة، لا أن نقسمها ونشرذمها ونفتتها، فنكون بذلك نساهم في مشكلات المدينة، ألا يكفيها عار تقسيم قانون الانتخاب؟ هو الذي فيه خلل بنيوي، بحيث قسم المدينة إلى دائرتين، شرقية وغربية، على أساس خطوط التماس القديمة”.

شارك المقال