من الذي جلب الويل إلى حزبي؟

رامي عيتاني

سؤال يهمس به عدد من قيادات الصف الأول في “التيار الوطني الحر”، همس يكاد يصل إلى السرية المطلقة خوفاً من انتقام الرئيس والرئيس الأعلى. ولأن المجالس بالأمانات فإن القليل مما رشح من أحاديث جانبية يشي بأن الأمور “مش ماشية” وبأن التسونامي العوني تحول إلى جدول صغير تنضب مياهه سريعاً. وما زاد الطين بلة هو الترشيحات، أمل أبو زيد في جزين يقاطع حليفه زياد أسود في اللائحة عينها، لا سلام ولا كلام بينهما فيما يستمر النائب أسود في شن حملاته عبر “تويتر” وكلها اتهامات بالهدر وتبييض الأموال… اما في الشوف فكان الدعم المالي أم الحاجات لاقناع فريد البستاني بالانضمام إلى لائحة طلال أرسلان ووئام وهاب ومعهما ناجي البستاني، الذي يدخل إلى المعركة قبل أن تبدأ بأصوات تفضيلية تفوق أصوات ابن العائلة فريد.

قضاء بعبدا كانت له الانتكاسة الكبرى في الخيارات العونية بحيث استسلم جبران باسيل للصوت الشيعي مدركاً أن حجمه في هذا “القضاء الرئاسي” بالكاد يكفي لنجاح ابن العائلة الاَن، ترشيح لم يمر على حكمت ديب أحد أركان الحرس القديم، فقدم استقالته تاركاً أصوات الحدث كبرى البلدات في القضاء، في مهب الريح. ومن المتن الجنوبي إلى المتن الشمالي حيث المستشار منصور فاضل يلعب لعبته المزدوجة الأهداف: الهدف الأول هو هزيمة “القوات اللبنانية” بمرشحها الكاثوليكي عبر صب الأصوات التفضيلية لايدي معلوف. والهدف الثاني قطع الطريق أمام ابراهيم كنعان لأن الحواصل العونية لن تكفي للفوز بالمقعد الثالث. وهكذا تسقط مقولة “أوعى خيك” بسقوط ملحم الرياشي وكنعان؛ أهداف وضعها منصور فاضل وراقت لجبران باسيل الفكرة فقرر الخوض فيها وان خسر التيار مشرعاً ناجحاً في لجنة المال.

اما في كسروان فإن السؤال الكبير الذي تطرحه القيادات هو عن الأسباب “الجوهرية” التي دفعت باسيل الى اختيار ندى البستاني كمرشحة على مقعد شغله العماد ميشال عون؟ ففي وزارة الطاقة لم تقلع، وفي طلاتها الاعلامية لم تقنع الأقربين قبل الخصوم، وكانت أشبه بمي خريش عندما تتحمس في دفاعها عن باسيل.

ومن الهمس: إلى متى سنبقى أسرى قرار الشخص الواحد الذي صال وجال في التيار وفق مشيئته؟ فرئيس التيار الذي ورث القيادة تحول الى شخصية لا حول ولا قوة لها سوى الاستعانة بالصديق الشيعي كي “يحوّش” بعض المقاعد وان صبغت حملته بنكهة مسيحية كما فعل الأبونا كميل مبارك الذي “دندله” في أتون المعركة بعيداً عن رضى بكركي، لكن مبارك المتحمس جداً قرر خوضها ولو أصيب بالحرمان الكنسي، فالأبونا الذي حرمه الراحل البطريرك نصر الله صفير من رتبة المطران يسعى اليوم إلى مجد نيابي في دورات لاحقة، وباتت أحواله وتمرده شبيهة باحداهن التي تفتش عن دور داخل الماكينة العونية، وهي ستزور السند والهند وباريس من أجل هذا الهدف…

ويستمر السؤال: ما هي الإفادة الحزبية من كل هذا سوى المزيد من الفشل؟ فلا فائدة من تلك القاضية وملفاتها الموضوعة على الرفوف لدى الراهبات صديقاتها في زكريت، ولا من الأب مبارك الذي يعاني من عقدة كنسية سوف ترتد على التيار اذا استمر في اتباع هذه السياسة. وينتهي الهمس بانذار شديد: بعد الانتخابات ونتائجها المذلة انتظروا انقلاباً حزبياً ومن يعش يرى.

شارك المقال