هل تشهد عاليه مفاجأة المقعد الدرزي الثاني؟

المحرر السياسي

لا يبدو أن ثمة معركة انتخابية بالمعنى الحقيقي على صعيد مقاعد عاليه الخمسة. يتظهّر أن المقاعد الانتخابية شبه محسومة، إلا في حال طرأت مفاجأة ممكنة على صعيد المقعد الدرزي الثاني. وهناك معطيات بارزة يمكن التأكيد عليها في مقاربة الأجواء الانتخابية في عاليه، انطلاقاً مما تؤكده مؤشرات ماكينة تعمل لمصلحة نائب بارز عبر “لبنان الكبير”: أولها، أنها تشكل فائض أصوات كرافد أو داعم معزّز لبعض اللوائح على صعيد الشوف. وثانيها، أن هناك أربعة مقاعد من أصل خمسة محسومة، وفق حسابات ماكينة انتخابية أساسية في الدائرة: أكرم شهيب عن المقعد الدرزي الأول، نزيه متى عن المقعد الأرثوذكسي، راجي السعد عن مقعد ماروني وسيزار أبي خليل عن مقعد ماروني. وحده المقعد الدرزي الشاغر (الثاني) قد يشهد مفاجأة لا يمكن اعتبارها سهلة التحقق، في حال سقوط طلال أرسلان وذلك لاعتبارات متعلّقة بضعف القدرة التجييرية له على الصعيد الدرزي مقارنة مع القواعد الشعبية الاشتراكية التي باستطاعتها الفوز بحاصلين وكسر تستفيد منه في الشوف.

الى ذلك، تؤكد المعطيات اتجاه اللائحة الأساسية المحسوبة على قوى الانتفاضة، وهي لائحة “توحدنا للتغيير”، إلى صبّ أصواتها التفضيلية في عاليه لمصلحة المقعد الدرزي الثاني باعتباره المقعد الأضعف والأسهل للخرق، ويعتبر المرشح مارك ضو منافساً لأرسلان عليه. كلّ منهما سيحظى بنقاط دعم: ينطلق ضو من أصوات تفضيلية خاصة بمؤيدين لترشحه على صعيد شخصي إضافة إلى دعم أصوات كتائبية، بحيث لفتت المعطيات إلى أن “الكتائب” كان أوكل مهمة تشكيل لائحة في الشوف وعاليه إلى حزب “تقدّم” الناشئ الذي يرشح كلاً من ضو في عاليه ونجاة عون في الشوف. ويرجح أن يستفيد ضو من أصوات مناصرة لـ”الكتائب” إضافة إلى أصوات مؤيدة للتغيير ومرتبطة بفئات من الجيل الجديد الذي يتوجه للمرة الأولى إلى صناديق الاقتراع على وجه الخصوص. وفي المقابل، يمكن للأصوات الشيعية أن تعزّز الأصوات في خانة إسم أرسلان الذي تقدّر نسبة الأصوات المؤيدة له انطلاقاً من 5 آلاف صوت اللهم إلا إذا تراجعت لاعتبارات انخفاض نسبة التصويت أو التغيير في وجهة الأصوات.

في حديث أرقام الاستحقاق الانتخابي الماضي، فاز كلّ من النائب أكرم شهيب عن المقعد الدرزي الأول بعد نيله 14088 صوتاً والنائب سيزار أبي خليل عن المقعد الماروني الأول مع 8124 صوتاً والنائب المستقيل هنري حلو عن المقعد الماروني الثاني بعد نيله 7894 صوتاً والنائب أرسلان عن المقعد الدرزي الثاني مع 7887 صوتاً والنائب أنيس نصار عن المقعد الأرثوذكسي مع 7872 صوتاً. أما العامل المتغيّر في الانتخابات المقبلة، فيتمثل في توحيد قوى 8 آذار نفسها ضمن لائحة واحدة في دائرة “جبل لبنان الرابعة” (الشوف، عاليه)، يما يخلط أوراق الوجوه الفائزة إلا في حال تكثفت الأصوات لمصلحة مرشحين معينين. وتشير المعطيات إلى اتجاه “التيار الوطني الحر” الى صبّ أصواته التفضيلية لمصلحة المرشح أبي خليل في عاليه على الرغم من أن اللائحة تضم أكثر من مرشح مرتبط بالتيار البرتقالي انطلاقاً من معطى تحالفي غير حزبي. وستشهد اللائحة منافسة حامية بين أعضائها وخصوصاً في الشوف بين البستانيين فريد وناجي. ويعتبر النائب فريد البستاني مقرباً من “التيار الوطني الحر”، أما المرشح ناجي البستاني فسيكون محسوباً في حال فوزه بالانتخابات على كتلة مختلفة مرتبطة بقوى 8 آذار الدرزية وفق المعطيات.

لماذا تنحصر المنافسة في عاليه على مقعد ضعيف واحد هو الدرزي الثاني؟ يتمثل السبب الأول في أن عدد المقاعد منخفض في عاليه مقابل الشوف حيث هناك 3 مقاعد اضافية. ثانيها أن كل المقاعد الأخرى قوية في عاليه لكثافة الأصوات الدرزية التي يمكنها تحديد أكثر من حاصلين وضخ أصوات تفيد التنافس في الشوف. ثالثها أن الحزب “الاشتراكي” ترك المقعد الدرزي الثاني شاغراً في عاليه بما يعني أن أصواته الكثيفة ستصب لمصلحة مقعد ماروني على الرغم من أنه قادر بسهولة على الفوز به. ورابعها امتلاك كل من “التيار الوطني الحر” و”القوات” حاصلاً واحداً في عاليه وصب الأصوات لمصلحة مرشح كل منهما. فهل تأتي المفاجأة من باب المقعد الدرزي الثاني؟

شارك المقال